قالت الممثلة رولا حمادة إن خياراتها للمسلسلات التي تشارك فيها تعود إلى قناعاتها الشخصية أولا. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أقتنع بنصّ ما فهذا يعني أن المشاهد سيسرّ به، فاليوم وبعد مشواري الطويل هذا مع التمثيل ولدت علاقة وطيدة بيني وبين المشاهد فصار يثق بخياراتي. فأنا عندما أختار أستند إلى عقلي وقلبي معا، وهذا التوازن جعلني لا أخفق».
وعن نوعية خياراتها لأعمالها قالت: «المهم أن أقوم بعمل جديد يضيف إلى مسيرتي ولا يعرّضني إلى تكرار نفسي، فمهما بلغت الإغراءات التي تحيط بعمل لا يعجبني فأنا لا أقدم عليه، والمشاهد صار يعرفني عن كثب ويتابعني من هذا المنطلق».
وعما إذا كان هناك من شبه بين الشخصية التي تلعبها في مسلسل «سوا»، «ناديا كييف»، و«نهلة» التي تقمصتها في مسلسل «نساء في العاصفة»، أجابت: «ليس هناك من نقاط تشابه في الشخصيتين سوى القوة والصلابة اللتين تتمتعان بهما. إلا أن ظروف حياة كلّ منهما تختلف تماما عن الأخرى، فنهلة كانت تكدّ وتعمل دون أن تلوّث يديها بأعمال مشبوهة، أما عند ناديا، فالأمر يختلف تماما كونها رئيسة عصابة والعقل المدبّر لأعمال خارجة عن القانون». ووصفت رولا حمادة شخصية ناديا التي تجسدها في مسلسل «سوا» بأنها مركّبة ومعقّدة والجميل فيها، إنها ليست باطنية أو مخبأة في أعماقها، بل هي ظاهرة بشكل جلّي وواضح للآخر.
وعن الجديد الذي لمسته في هذه الشخصية نسبة إلى مشوارها الغني بأدوار تمثيلية رسخت في ذهن المشاهد، قالت: «ليس الجديد هو ما يميّز أي تجربة تمثيلية، بل ما تحمله في طيّاتها لصاحبها. فعادة ما نجهد لنبني شخصيتنا وهويتنا الفنيتين، ومع الوقت نخاف أن نفقدها إذا ما كسرناها بدور جديد من نوعه علينا. أما أنا فلديّ الجرأة لكسر هذه النمطية في العمل، فمن الجميل أن يتعرّف المشاهد على وجه جديد يسكن في أعماقي كممثلة تولد منها حالة مختلفة». ولكن الشرّ كان العنوان العريض لشخصية ناديا، ألم تخافي من ردّ فعل الجمهور؟ أجابت: «في الحقيقة استمتعت بلعب دور الشريرة في المسلسل، ففيه فرصة تمثيلية من نوع آخر قد لا نجدها في أدوار الشخصيات المثالية. كما أن (ناديا) ليست امرأة شريرة مع أولادها مثلا، بل إن المرّ الذي عانت منه في حياتها انقلب شرّا على الذين خانوها وتسببوا لها في الأذيّة، وفي كلّ مشهد هناك حالة ما تعيشها وتخرجها إلى العلن».
وعن كيفية تحضيرها للدور قالت: «قرأت نصّ المسلسل بأكمله قبل سبعة أشهر من بداية تصوير العمل، فكان لدي الوقت الكافي لأن أتعمّق به وأدرسه وأحضّر للشخصية التي أمثّلها كما يجب». ولكن تجري العادة اليوم في ألا يطّلع الممثل إلا على الحلقة الأولى من العمل، ويزوّد بالباقي على التوالي وأثناء التصوير؟ تردّ: «لقد مررت بتلك التجربة عندما شاركت في مسلسل (العاصفة تهبّ مرتين)، لأن حلقاته كانت تتجاوز الثلاثين، ولكن ذلك كان عاملا إيجابيا، إذ كان الكاتب أنيس شكري فاخوري يستمدّ تكملة النصّ من نقاشاتنا معه أو من ردّ فعل المشاهدين».
وعما يميّزها عن غيرها من الممثلين تقول: «لا أعلم حقيقة كيف يفكّر بي الناس، ولكني لم أقبض نفسي ولا مرة كممثلة مشهورة لا في حياتي الفنية ولا اليومية منها. ففكرة الـ(أنا) لم تراودني يوما، لأنني لست من النوع الذي يفرض نفسه على أحد».
وتتابع: «كل يوم عمل هو بالنسبة لي إضافة لأكتسب مزيدا من الخبرة، وما أقوله ليس مجرّد كلام بل حقيقة. فأنا أتعلّم حتى من الممثلين الجدد، الذين ومن عيونهم التي تسكنها الدهشة والفرح، أستعيد لحظات شبيهة عشتها بدوري في بداياتي، مما يعطيني زخما في العمل». ولكن يقال إن العمل بين ممثلين محترفين له نكهة أخرى فيتعاملون مع بعضهم وكأنهم يلعبون بالكرة؟ «ما تأخذينه من متعة في العمل مع ممثل محترف تختلف عمّا تتزودين به من ممثل صاعد. فمع الممثل المحترف الأمر يختلف، فهناك حالة من (هات وخد) تمارسينها معه وكأنك تلعبين كرة الطاولة وهنا تكمن متعتها».
وعمن يلفتها من الفنانين الصاعدين قالت: «هناك كثر يلفتونني، لا سيما إلياس الزايك الذي يجسّد دور ابني في مسلسل (سوا)، وكذلك إيف شلالا الذي شاركني في مسلسل (وأشرقت الشمس)، فلقد تطوّر كثيرا أداؤه رغم أنه ما زال تلميذ مدرسة ولم يخضع لتدريبات أو ورش تمثيل، وآخرون مثل رودريغ سليمان وآنا سعد وزاهر منسي، وغيرهم من الممثلين الذين كانوا بحاجة إلى الفرص لإبراز مواهبهم».
وعن الفرص التي قدّمت لها في مشوارها الفني قالت: «طبعا نلت فرصا كثيرة، وأتمنى أن يحمل لي الغد فرصا أخرى، فمهما كانت طبيعة هذه الفرص فأنا لم أكتف بعد، وما زلت أريد مزيدا، لأن ثمة أدوارا كثيرة ما زلت أحلم بها». وعن رأيها في الأعمال الدرامية المختلطة قالت: «علينا أن نعترف بأنها ساهمت في انتشارنا نحن اللبنانيين. فأنا لم أشك يوما في قدراتنا بوصفنا ممثلين أو مخرجين وكتّاب نصّ، وكنا نستحق هذه الفرصة حتى لا نبقى نصارع الأمواج وحدنا، فهذه الأعمال كشفت عن المواهب اللبنانية في مجالات الدراما من بابها الواسع». ورأت رولا حمادة أن دورها في مسلسل «جذور» لاقى نجاحا كبيرا واستمتعت في تأديته كونه كان غريبا من نوعه فجسّدت فيه دورين مختلفين. وعما إذا كانت هي متابعة لغيرها من الممثلين تقول: «طبعا عندما يسمح لي وقتي بذلك، فأنا أحب الاطلاع على أعمال غيري، ولكن في حال كان هناك عمل يعرض لي فأنا أتفرّغ له فقط فلا أعود لمتابعة غيره».
وعن شوائب نصّ الدراما اللبنانية قالت: «علينا أن نغوص أكثر في حياتنا اليومية وفي حقيقة ما نعيشه في الواقع، فالمشاهد يتوق إلى هذا النوع من المواضيع القريبة منه التي تشبهه، والدليل على ذلك أن المشاهد التي تضمنها مسلسل (جذور) في ذلك البيت الشعبي القديم، حفرت في ذاكرة المشاهد اللبناني، إذ شعر بأنها تنبع من واقعه. فعلينا أن نعمل من هذا المنطلق، ولا أدري إذا كان هذا التقصير نابعا من الكاتب أو من مبادئ المحطة التلفزيونية العارضة أو المنتجة. والكاتبة كلوديا مرشيليان تحضّر لعمل من هذا النوع وأنا متحمّسة للمشاركة فيه».
وعن النهاية المتوقعة لمسلسل «سوا» من كتابة رينيه فرنكوديس الذي يعرض حاليا على قناة «إل بي سي آي»، ويحقق نسبة مشاهدة عالية، قالت: «النهاية تشبه جو العمل بأكمله، فمن أحب المسلسل سيحب نهايته، فالمخرج شارل شلالا برع في هذا العمل، ولن يخيّب الآمال في النهاية التي يحملها».
وعن الأعمال الجديدة التي تستعد لها، قالت: «حاليا أحضّر لمسرحية من كتابتي بعنوان «حبيبي مش قاسمين»، وتحكي عن ثنائي متزوّج منذ 25 عاما، يدخل على حياتهما إنسان غريب لوقت قصير، وهذا الأمر يدفع بالثنائي إلى إخراج جميع مشكلاتهما إلى الملأ، وهي حالة نعيشها ونشاهدها في حياتنا اليومية».
رولا حمادة: عندي الجرأة لكسر النمطية في العمل.. والمشاهد يثق بخياراتي
أكدت أن نهاية مسلسل «سوا» تتلاءم مع الأجواء التي تسوده
رولا حمادة: عندي الجرأة لكسر النمطية في العمل.. والمشاهد يثق بخياراتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة