تصاعد مسلسل الاغتيالات في الحديدة.. ومجهولون يغتالون عضوًا في البرلمان

استمرار حملة «أطلقوا مختطفي تهامة» في سجون الميليشيات الانقلابية

تصاعد مسلسل الاغتيالات في الحديدة.. ومجهولون يغتالون عضوًا في البرلمان
TT

تصاعد مسلسل الاغتيالات في الحديدة.. ومجهولون يغتالون عضوًا في البرلمان

تصاعد مسلسل الاغتيالات في الحديدة.. ومجهولون يغتالون عضوًا في البرلمان

يتواصل مسلسل الاغتيالات في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، التي تسجل دائما ضد مجهولين، وتستهدف ناشطين وصحافيين وضباطا أمنيين وقيادات في الحراك التهامي السلمي وجميع من يرفضون الانقلاب ويؤيدون شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف العربي التي تقودها السعودية.
لكن يعتقد أهالي المحافظة أن من يقوم بها هم ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح التي تسيطر على محافظة الحديدة بشكل كامل وجميع المرافق الأمنية والحكومية وهي من تنصب النقاط الأمنية ونقاط التفتيش في داخل المدن وخارجها.
وفي مساء الثلاثاء اغتال مسلحون مجهولون الشيخ علي عبد الله أهيف، النائب في مجلس النواب اليمني (البرلمان) عن مديرية التحيتا خلال وجوده في مدينة زبيد، الواقعة على بعد 90 كيلومتراَ جنوب مدينة الحديدة.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على البرلماني خلال وجده في مدينة زبيد، وأنه سقط قتيلا على الفور بعد إطلاق النار عليه، ولاذ المسلحان بالفرار، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه عناصر المقاومة الشعبية التصعيد من عملياتها النوعية في استهداف مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مدينة الحديدة وقرى وأرياف إقليم تهامة، وتكبيدهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، ويرافقها غارات التحالف الجوية على مواقع وتجمعات الميليشيات.
وانطلقت في محافظة الحديدة حملة «أطلقوا مختطفي تهامة» في سجون الحوثي وصالح، التي ينظمها مجموعة من الإعلاميين والناشطين الحقوقيين والمهتمين من أبناء المنطقة، وذلك بعدما أعلنت القوات المولية للشرعية بدء عملية استعادة محافظة الحديدة الساحلية.
ولا يزال يقبع في سجون الميليشيات الانقلابية ما لا يقل عن 250 شخصا من أبناء تهامة، بينهم كبار السن، إضافة إلى العميد الركن خالد عبد الله خليل، رئيس عمليات المنطقة العسكرية الخامسة ومؤسس ورئيس الحراك التهامي السلمي، الذي يقبع في سجون الميليشيات منذ أبريل (نيسان) الماضي، بعدما حاولت الميليشيات اغتياله ونجا منها.
وبينما تواصل الميليشيات الانقلابية عملية الملاحقات والاعتقالات وآخرها اقتحام منزل أحمد القوي عجلان شقيق الشيخ محمد علي عجلان، واختطاف نجله محمد الفاتح.
وشوهدت تحركات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في محافظة الحديدة من منطقة اللحية حتى مدينة الخوخة، بحسب شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، وهو الأمر الذي يشير إلى أن الميليشيات تجهز لأن تكون محافظة الحديدة الساحلية ساحة حرب جديدة، خاصة مع اقتراب قوات الشرعية وبمساندة قوات التحالف الاقتراب إلى سواحل الحديدة بعد تحريرها ميناء ميدي التابع لمحافظة حجة التابعة لإقليم تهامة.
وتمكنت قوات التحالف من استعادة السيطرة على مبنى جمرك منفذ الطوال الحدودي في مدينة حرض، إحدى مديريات محافظة حجة الواقعة إلى الشمال الغربي للعاصمة صنعاء والمحاذية لمحافظة الطوال السعودية، وذلك بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية وصفت بأنها الأعنف، حيث تركزت في محيط قرية العسيلة وجبل النار عند الشريط الحدودي الفاصل بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
وذكرت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الشرعية بمساندة قوات التحالف فتحت جبهات عدة في مديريتي حرض وميدي التابعتان لمحافظة حجة وبمساندة طيران التحالف الذي يشن غاراته على مواقع الميليشيات، وضربت مروحيات الأباتشي تجمعات للميليشيات الانقلابية في مبنى السلطة المحلية ومستشفى ميدي ومنازل تتجمع فيها الميليشيات، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.