في خطوة وصفتها المعارضة السورية بأنها «رسالة للخارج قبل الداخل لتحسين صورته» سعى رئيس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة له على التلفزيون الألماني إلى عرض «العفو الكامل» على مقاتلي المعارضة مقابل «التخلي عن السلاح» لوضع السوريين أمام خيارين اثنين، هما الحرب و«الوقوف إلى جانب الإرهابيين (كما يصف المعارضين له)، أو السلم والأمان» إلى جانب قواته، داعيًا مقاتلي المعارضة إلى تسليم أنفسهم وسلاحهم ليتم العفو عنهم.
وفي حين تشير المعارضة إلى أن محاولات الأسد هذه ليست الأولى من نوعها حتى إنه قد استجاب البعض لها في وقت سابق، لكن النتيجة كانت عكس كل الوعود التي أطلقت، اعتبر القيادي في «الجيش الحر» أبو أحمد العاصمي أن ما يقوم به الأسد هي ألاعيب لا فائدة منها ورسالة للخارج لتحسين صورته أكثر منها للداخل، حيث أصبح المواطنون على قناعة تامة بحقيقة هذا النظام. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو الأسد من خلال كل ما يقوم به أنه منفصل عن الواقع. فهو يحاول استغلال الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب إنما ما حصل في بعض المناطق في اليوم الأول للهدنة حيث خرج الناس مجددًا في مظاهرات مطالبين بإسقاط النظام الدموي خير دليل على موقفهم». وأشار العاصمي إلى أنه في وقت سابق عمدت مجموعة من الشباب من منطقة أزرع في درعا إلى تقديم مبادرة لتحييد منطقتهم من الصراع فكان ردّ النظام باعتقالهم، مؤكدًا: «بعد خمس سنوات بات الشعب السوري مدركا لحقيقة هذا النظام ولن تغرّه الوعود، فيما يحاول الأسد، من دون جدوى، إظهار نفسه كرئيس دولة يحمي الشعب».
من جهته، يقول الناشط الإعلامي من الغوطة الشرقية، ضياء الحسيني إن النظام كان قد عمد قبل نحو سنة تقريبًا في ظل الحصار المطبق على الغوطة عرض على المواطنين تسليم أنفسهم لتسوية أوضاعهم، مما أدى بنحو 40 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال، إلى الإقدام على هذه الخطوة، موضحًا لـ«الشرق الأوسط»: «لكن وفي حين أحيل معظم الشباب إلى التجنيد الإجباري للقتال بـ(الدفاع الوطني) إلى جانب قوات النظام، لم تحصل العائلات على ما وعدت به بل عاد معظمها، واتجه إلى مناطق في الشمال خاضعة لسيطرة المعارضة أو غادرت إلى خارج سوريا، لا سيما إلى تركيا».
ووصف في هذه المقابلة الوضع الذي يعيشه الشعب السوري بـ«الكارثة الإنسانية»، نافيًا الاتهامات بأن القوات السورية تمنع نقل مؤن وأدوية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وردًا على سؤال عما سيفعل والحكومة السورية لجعل وقف إطلاق النار مستقرا، قال إن «الإرهابيين خرقوا ذلك الاتفاق منذ الساعة الأولى. ونحن نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق»، مستطردًا: «لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الآخر».
الأسد يعود إلى خيار«أنا أو أخرب البلد»
«الجيش الحر» يعدها رسالة للخارج لتحسين صورته
الأسد يعود إلى خيار«أنا أو أخرب البلد»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة