أكد فرحات الحرشاني، وزير الدفاع التونسي، وجود مشروع تعاون ثلاثي يجمع بين ألمانيا وتونس وليبيا، يتعلق بتدريب قوات من الأمن والجيش الليبيين على الأراضي التونسية، وقال إن «هناك بداية نقاشات حول هذه المسألة، وسنشارك في تشكيل نواة للأمن والجيش الليبيين في تونس، فهذا من واجبنا وسنساعد ليبيا على إنجاز ذلك. ونحن قادرون على مساعدة الحكومة التي يقودها فائز السراج في تركيز أمنها وجيشها ومساندتها دوليا».
وأشار الحرشاني، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، إلى تدارس هذا المشروع في تونس على مستوى وزارتي الدفاع والشؤون الخارجية مع الطرف الألماني خلال الأسبوع الماضي، وشدد على موقف تونس الرافض للحل العسكري في ليبيا، مؤكدا في المقابل أن «تونس لا يمكن أن تكون محايدة في الحرب ضد الإرهاب الذي يهدد أمنها»، وأن بلاده تؤيد الحل السياسي والسلمي بين الفرقاء في ليبيا، وتساند حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يقودها فائز السراج، كما تؤكد ضرورة ممارسة السلطة والسيادة على كامل الأراضي الليبية بكل الوسائل، ومن بينها جيش وأمن ليبيان، على حد تعبيره.
وبخصوص تقييمه للوضع الأمني في ليبيا، أوضح الحرشاني أن «الوضع دقيق للغاية في ليبيا المجاورة، وتونس لا تريد أن تشهد ليبيا السيناريو نفسه الذي عرفته سنة 2011، من لجوء عشرات الآلاف إلى تونس، وإيوائهم في ظروف إنسانية صعبة للغاية»، غير أنه أكد استعداد بلاده لكل السيناريوهات المحتملة، وإن كانت تتوق إلى مكافحة الإرهاب بأقل التكاليف الممكنة.
وأشار الحرشاني إلى أن الخطر على تونس وليبيا يأتي من المجموعات الإرهابية المنتشرة هناك، لكنه دعا الليبيين إلى عدم فهم تدفق الشبان التونسيين المتطرفين إلى ليبيا على أنه موجه ضد الليبيين، وقال في هذا السياق إن الحاجز الذي أقامته تونس على حدودها مع ليبيا يهدف إلى منع تدفق الإرهابيين والأسلحة إلى تونس، باعتبارها «حاجزا طبيعيا وليس حائطا بين بلدين، بل هو حاجز لمنع تهريب السلاح، وهو لا يعوق تنقل الأشخاص والبضائع». وبخصوص الهجمات الإرهابية التي عرفتها تونس خلال السنة الماضية، ومن بينها الهجوم الإرهابي على متحف باردو (غربي العاصمة)، وعلى منتجع السوسة السياحي، قال الحرشاني إن المهاجمين التونسيين تلقوا تدريبات عسكرية في ليبيا، «لكن هذا لا يعني أن لليبيا علاقة بهذه الهجمات، بل إن للأمر علاقة بوضع سياسي يسيطر على البلاد منذ ثورة 2011».
كما أشار الحرشاني إلى استفادة بلاده من وضع الحليف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية الذي أمضته السنة الماضية وأثار تخوف دول مجاورة، وقال إن هذا الوضع مكنها من اقتناء معدات عسكرية أميركية هامة من الفائض العسكري الأميركي، وهو ما ساعد على مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في تونس.
وفي سياق متصل بمكافحة الإرهاب، قال العميد خليفة الشيباني، المكلف الإعلام في الإدارة العامة للحرس الوطني، إن عملية مسلحة تواصلت من الساعة التاسعة والنصف من الليلة قبل الماضية إلى حدود الساعة السادسة من صباح أمس، قامت خلالها قوات مكافحة الإرهاب بنصب كمين ناجح لمجموعة إرهابية، فأصابت أربعة منهم في مقتل، ونفى مقتل عنصر إرهابي خامس.
وأسفرت هذه العملية عن حجز سلاح كلاشينكوف، وكمية كبيرة من الصواعق والفتيل المستعمل في صناعة المتفجرات، وكمية كبيرة من الذخيرة والهواتف الجوالة، ووثائق شخصية ستساعد أجهزة الأمن على التعرف أكثر على عناصر التنظيمات الإرهابية المنتشرة في جبل المغيلة القريب من القصرين وسط غرب تونس.
ووفق تقارير أمنية تونسية، ينشط نحو مائتي عنصر إرهابي ضمن التنظيمات المتطرفة المنتشرة في تونس، وتضم أربع مجموعات متشددة أساسية، هي تنظيم جند الخلافة، وكتيبة عقبة بن نافع، وجماعة أهل الحق، وقد بايعت تنظيم داعش، بالإضافة إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
مشروع تعاون بين تونس وألمانيا لتدريب قوات عسكرية ليبية
وزير الدفاع: قادرون على مساعدة حكومة السراج في تركيز أمنها
مشروع تعاون بين تونس وألمانيا لتدريب قوات عسكرية ليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة