أطلقت شرطة مقدونيا أمس الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المهاجرين واللاجئين الذين اقتحموا حدودها مع اليونان، وحطّموا إحدى البوابات، مع تصاعد الإحباط من القيود المفروضة على من يسافرون عبر البلقان.
وذكرت المصادر أن الشرطة أطلقت عدة قنابل للغاز المسيل للدموع على الحشود التي حطمت البوابة المعدنية، وعلى خط السكك الحديدية الذي يجلس عليه مهاجرون رافضون التحرك، مطالبين بالعبور إلى مقدونيا. وبحسب منظمة «أطباء العالم» غير الحكومية، فإن «30 شخصًا على الأقل من المهاجرين واللاجئين طلبوا تلقي العلاج، وبينهم كثير من الأطفال».
ووفقًا لشهود عيان، فإن مجموعة من 300 سوري وعراقي حاولت اقتحام السياج الحدودي بين اليونان ومقدونيا، عند معبر إيدوميني اليوناني، بينما منعتهم الشرطة المقدونية من دخول أراضيها. كما أفادت الشهادات أن مهاجرين تمكنوا من خرق الطوق الأمني الذي تفرضه الشرطة اليونانية، واقتحموا خط السكك الحديدية، وحطموا قسما من سياج الأسلاك الشائكة على الحدود مع مقدونيا.
وردّت الشرطة المقدونية بإطلاق الغاز المسيل للدموع ومنعت المهاجرين من اجتياز الحدود. وكانت الحدود اليونانية - المقدونية أغلقت مجددا، صباح أمس، بعد السماح فجرا بعبور 300 مهاجر فقط إلى مقدونيا، في حين ارتفع عدد العالقين في الجهة اليونانية إلى أكثر من 6 آلاف شخص.
وجاءت إجراءات الشرطة بعدما «تكدّس» اللاجئون على الحدود، لدى انتشار شائعات عن أن السلطات المقدونية فتحت الحدود بعد ساعات كثيرة من إبقائها مغلقة. وبدأ الوضع يتفاقم بشكلٍ كبير منذ أن بدأ تطبيق القيود الجديدة على الحدود في مقدونيا ودول أخرى في منطقة البلقان، التي يعبرها المهاجرون للوصول إلى وسط وشمال أوروبا.
من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن «أوروبا لا يمكن أن تسمح بسقوط اليونان في فوضى»، وسط انقسام دول الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين. ورأت أن «دول الاتحاد لم تقاتل لإبقاء اليونان في منطقة اليورو، ثم تقوم بالتخلّي عنها في أزمة المهاجرين». وتساءلت ميركل: «هل تصدقون أن الدول التي حاربت من أجل بقاء اليونان في منطقة اليورو العام الماضي يمكنها أن تسمح بعد عام واحد بأن تغرق هذه الأخيرة في الفوضى؟». ودافعت ميركل عن قرارها بفتح الحدود الألمانية أمام المهاجرين على الرغم من تراجع شعبيتها.
وتوافد على ألمانيا 1.1 مليون مهاجر العام الماضي، مما أدّى إلى اندلاع خلافات حادّة ضمن حكومتها الائتلافية ومعارضين لها، وتنامي مكانة تيار اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين. وقالت ميركل لشبكة «إيه أر دي» إنها لا تملك «خطة بديلة ولن تغير من سياستها»، رافضة في الوقت ذاته فرض أي قيود على المهاجرين. وتعلق ميركل آمالها على محادثات تُجرى بين زعماء الاتحاد الأوروبي وتركيا في السابع من مارس (آذار) واجتماع قمة بشأن الهجرة يومي 18 و19 مارس المقبل.
شرطة مقدونيا تطلق الغاز المسيل للدموع على لاجئين اقتحموا حدودها
ميركل: لن نسمح بأن تسقط اليونان في فوضى الأزمة
شرطة مقدونيا تطلق الغاز المسيل للدموع على لاجئين اقتحموا حدودها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة