ميريديث وايلد.. ناشرة وضعت بصمتها الخاصة بجهودها الذاتية

تشعر بارتياح كبيرلنجاحاتها بعيدا عن الهامش

ميريديث وايلد تستريح في شرفة منزلها من عناء يوم عمل («نيويورك تايمز»)
ميريديث وايلد تستريح في شرفة منزلها من عناء يوم عمل («نيويورك تايمز»)
TT

ميريديث وايلد.. ناشرة وضعت بصمتها الخاصة بجهودها الذاتية

ميريديث وايلد تستريح في شرفة منزلها من عناء يوم عمل («نيويورك تايمز»)
ميريديث وايلد تستريح في شرفة منزلها من عناء يوم عمل («نيويورك تايمز»)

ذات صباح بارد هذا الشهر، كانت ميريديث وايلد، الروائية الرومانسية، صاحبة الكتابات الأكثر مبيعا، جالسة في مكتبتها في ديستين، بولاية فلوريدا، تلتحف معطفا أسود طويلا، بينما تطقطق النار في المدفئة. في أغلب أوقات الصباح تكتب السيدة وايلد رواياتها في هذه البقعة بعد أن يغادر أطفالها متوجهين إلى المدرسة، لكن كانت لديها مهمة أخرى في ذلك اليوم. تلقت اتصالا من إحدى شركات إنتاج تلفزيون الواقع، تعمل على إعداد عرض عن حياتها، وفي وقت لاحق، أجرت اتصالا بالفيديو مع فريق في دار النشر الصغيرة «ووترهاوس برس»، التي ستصدر روايتها الجديدة في يونيو (حزيران).
تتمتع السيدة وايلد بنفوذ غير عادي بالنسبة إلى كونها مؤلفة، وهذا بفضل وضعها رفيع المستوى في ووترهاوس: فهي من أسس الشركة. وبعد أن حلقت مبيعات أولى رواياتها التي تصدرها بمجهود ذاتي، على موقع «أمازون» وغيره من المواقع، أنشأت السيدة وايلد دار النشر، ليكون لديها، ضمن أسباب أخرى، نسخ مطبوعة من أعمالها في سلاسل المكتبات ومنافذ البيع الكبرى.
قالت: «أردت شيئا أشبه ببصمة حقيقية لأن لا أحد يتعامل معك على محمل الجد كونك كاتب مستقل. شعرت بأن هناك تمييزا ضدي ككاتبة مستقلة».
أثبتت قدراتها التسويقية فعالية شديدة – إذ باعت 1.4 مليون نسخة مطبوعة ورقمية – لدرجة أنها قررت التوسع في عملها بضم كتاب آخرين، فأصبحت هي نفسها ناشرة بالأساس.
في العام الماضي بدأت السيدة وايلد في هدوء الحصول على أعمال من تأليف كتاب رومانسيين آخرين ينشرون بمجهودهم الذاتي، بمن فيهم هيلين هاردت وأودري كارلان، ونشرت أعمالهما عن طريق دار النشر الخاصة بها، ووترهاوس. وستصدر دار النشر ما لا يقل عن 9 روايات هذا العام، من بينها روايتان في سلسلة السيدة وايلد الحالية. وقد أصبحت أقرب إلى مستثمر قيمة في النثر الرومانسي، يسلط الضوء على الكتاب المهمشين ودعم إصداراتهم.
قالت السيدة وايلد: «نأمل باكتشاف الاسم اللامع القادم ونكرر بعض النجاح الذي حققناه من الترويج لكتبي. ونحن مهتمون بالتقاط هذا النوع من الناس، الأشبه بالجواهر المدفونة، وتلميع أسمائهم».
وقد حقق هذا المشروع الوليد بداية واعدة بالفعل. ومن بين السلاسل التي استحوذت عليها، مجموعة السيدة كارلان: «فتاة التقويم»، والتي باعت أكثر من مليون نسخة منذ أصدرتها ووترهاوس الصيف الماضي، وظهرت مؤخرا على قوائم «يو إس إيه توداي» و«نيويورك تايمز» لأكثر الكتب مبيعا.
ويمثل مسار السيدة وايلد من نجمة في النشر بالجهود الذاتية، إلى تشغيل دار النشر الخاصة بها، أحدث إشارة على أن الكتاب المستقلين، أصبحوا ينافسون الناشرين بفكرهم التسويقي المتطور ونطاق طموحاتهم. يستطيع الناشرون المعتمدون على الجهود الذاتية التفاوض على صفقات للحصول على حقوق الملكية الفكرية من كتاب أجانب، وإنتاج كتب مسموعة. كما يبيع مجموعة من أكثر الكتاب المستقلين نجاحا، نسخا مطبوعة من كتبهم في محال بيع بالتجزئة مثل «بارنز آند نوبل»، و«ولمارت» و«تارغت»، ما يمنحهم الوصول إلى سوق لطالما هيمن عليها الناشرون التقليديون.
والآن يعمل الكتاب المبادرون مثل السيدة وايلد على بناء دور النشر الصغيرة الخاصة بهم.
وقال بيتر هيديك - سميث، مؤسس «كوديكس غروب»، التي تعمل على تحليل صناعة الكتب: «الكتاب متعطشون لمحاولة العثور على طرق جديدة للوصول إلى السوق، وإذا كان هناك من يقول: (لقد فعلتها، تعال اعمل معي، وسأطلعك على الوصفة السرية)، فهذا يبدو كشيء مثير للاهتمام».
تجلس السيدة وايلد، أمام رف في مكتبتها، تعرض فيه كتب السيدة هاردت والسيدة كارلان، ويبدو أنها تشعر بنفس الرضا لنشرها كتب الآخرين، مثلما تشعر تجاه الكتب التي ألفتها بنفسها. أما الأرفف الدنيا فما زالت خالية، بانتظار الكتب التي ترمي لنشرها في المستقبل.
تقول: «أتطلع إلى شغل هذه الأرفف». وفي وقت لاحق من ذلك الصباح، كانت السيدة وايلد وزوجها، جوناثان، يجلسان على الأريكة أمام المدفأة، وكل منهما يمسك بأجندة ورقية. وكان قد حان موعد مقابلة بالفيديو مع ديفيد غريشمان، المدير التنفيذي لـووترهاوس، وثلاثة موظفين آخرين. يعمل زوجها، رجل الإطفاء السابق، ضمن فريق التسويق في ووترهاوس الآن. وتطل النوافذ السفلى والعليا على حوض سباحة، ووراءه تطل مياه خليج تشوكتاواتشي باي الرمادية الزرقاء، المتلاطمة.
بحثوا خلال الاتصال جدول كتابات السيدة وايلد والاستراتيجية التسويقية بشأن رواية السيدة هاردت الجديدة، وهي قصة رومانسية مثيرة تدور أحداثها في العصر الفيكتوري. بعد ذلك انتقل الحديث إلى السيدة كارلان.
لقد ظل عالم الأدب يعامل الناشرين المعتمدين على جهودهم الذاتية على مدار عقود، كهواة ومتطفلين يفتقرون الموهبة لعقد اتفاق لنشر كتاب. لكن هذا التوجه بدأ يتغير تدريجيا، مع صعود الكتب الإلكترونية ووصول ساحة النشر الإلكترونية «كيندل» على أمازون، والتي منحت الكتاب وصولا مباشرا إلى ملايين القراء. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، باع ما يقرب من 40 كاتبا مستقلا، أكثر من مليون نسخة من الكتب الإلكترونية على أمازون، بحسب ما تقول الشركة.
أما الناشرون الذين كانوا يتجاهلون الناشرين المعتمدين على الجهود الذاتية، فبدأوا في الالتفات إليهم ومحاولة كسب ودهم بعروض مذهلة. وقد باعت الكاتبة أماندا هوكينغ، وهي كاتبة تعتمد على جهودها الذاتية في النشر، سلسلة من أربع كتب لدار نشر «سانت مارتن برس»، نظير مليوني دولار في 2011. وفي السنة الماضية، باعت مؤلفة الروايات الرومانسية، جاسيندا وايلدر ثلاثية إلى دار نشر «بيركلي بوكس» مقابل ما يقرب من مليون دولار.
وبعد أن حققت سلسلة «هاكر»، التي نشرتها السيدة وايلد بحسابها الشخصي، مبيعات خيالية في 2014. انهمرت عليها العروض من الناشرين، ومنتجي الأفلام وعملاء دور النشر. وكانت تربح الكثير من الأموال في ذلك الوقت، ما دفعها لأن تقول لمفاوضها إنها مهتمة فقط بعروض تفوق العشرة ملايين دولار. وفي النهاية توصلت إلى اتفاق برقم أقل قليلا، بلغ 6.25 مليون دولار، من «فوريفر»، وهي شركة تابعة لدار نشر «غراند سنترال بابليشينغ»، نظير 5 كتب.
باعت «فوريفر» ما يقرب من 500 ألف نسخة ورقية ومطبوعة من سلسلة «هاكر»، وهو ما يمثل حصيلة مناسبة، لكنها أقل من الـ1.4 مليون نسخة رقمية ومطبوعة التي باعتها السيدة وايلد بنفسها، ومن دون أي توجيه تحريري، أو عضلات تسويقية أو قنوات للمبيعات والتوزيع التي توفرها دور النشر المتمرسة.
وربما هذا هو ما دفع السيدة وايلد إلى أن تقرر عدم بيع حقوق الملكية الخاصة بكتبها الأخرى. وبدلا من هذا تقوم بنشر سلسلتها الحالية عن طريق دار النشر الخاصة بها.
وتقول: «أشعر بارتياح أكبر لكوني المتحكمة في نجاحاتي وإخفاقاتي. أصبح من الصعب نوعا ما أن تقف على الهامش».

* خدمة «نيويورك تايمز»



زيد بن كمي نائباً لمدير شبكة «العربية»

الزميل زيد فيصل بن كمي
الزميل زيد فيصل بن كمي
TT

زيد بن كمي نائباً لمدير شبكة «العربية»

الزميل زيد فيصل بن كمي
الزميل زيد فيصل بن كمي

أعلنت شبكة «العربية» الإخبارية عن تعيين الصحافي السعودي زيد فيصل بن كمي نائباً لمدير عام قناتي «العربية» و«الحدث»، بهدف «تعزيز الأداء التحريري وتطوير استراتيجياتها الإعلامية وفق أعلى المعايير المهنية».

ويُعد زيد بن كمي من الصحافيين السعوديين البارزين، إذ بدأ مسيرته قبل 25 عاماً كمراسل وصحافي متنقلاً بين الصحافة المكتوبة والمرئية، ما أكسبه خبرة واسعة في مختلف أشكال العمل الإعلامي.

وشغل مناصب قيادية عدة في مؤسسات إعلامية مرموقة، منذ كان مديراً لتحرير صحيفة «الشرق الأوسط» في السعودية، قبل أن ينتقل إلى لندن عام 2015 لتولي منصب مساعد رئيس التحرير. وفي عام 2024، أصدرت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام قراراً بتعيينه نائباً لرئيس التحرير، ما عزز من دوره في تطوير المحتوى التحريري وإدارة الفرق الصحافية على المستويين الإقليمي والدولي.

إلى جانب عمله الصحافي، عمل زيد بن كمي محاضراً زائراً في جامعات سعودية، ومستشاراً إعلامياً لعدد من المؤسسات. كما شارك في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية والمحلية، مما ساهم في إثراء خبرته الإعلامية. كما تم انتخابه عضواً في مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين.

وقال المدير العام لقناتي «العربية» و«الحدث» ممدوح المهيني إن انضمام زيد بن كمي إلى فريق القيادة في الشبكة «يأتي في إطار استراتيجية تعزيز المحتوى الإخباري وتوسيع نطاق التغطية، مع التركيز على الابتكار الإعلامي والتطور الرقمي، خاصة أن الزميل زيد بن كمي يتمتع بخبرة مهنية كبيرة في إدارة وتطوير المؤسسات الإعلامية، ونتطلع إلى الاستفادة من رؤيته وخبرته في المرحلة القادمة لتعزيز مكانة القناتين كمنصات إخبارية رائدة على المستويين العربي والدولي».

وتتمنى أسرة «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» وصحيفة «الشرق الأوسط» للزميل زيد التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة.