لا تزال وثيقة «التضامن مع الإجماع العربي والمملكة العربية السعودية»، التي أطلقها رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري الأسبوع الماضي على خلفية تأزم العلاقات اللبنانية – الخليجية، تجول على المناطق اللبنانية بعدما وقع عليها الآلاف، ولقد وصلت في الساعات الماضية إلى مناطق في شمال وجنوب البلاد.
وفي حين أفيد يوم أمس عن استقبال الحريري سفير المملكة لدى لبنان علي عواض عسيري الذي عرض معه «آخر التطورات والعلاقات بين البلدين»، نظمت النائبة في تيار «المستقبل» بهية الحريري لقاء تضامنيا مع السعودية والإجماع العربي في دائرتها ببلدة مجدليون بضواحي مدينة صيدا، عاصمة جنوب لبنان، تخلله توقيع الوثيقة التضامنية في حضور حشد من فعاليات سياسية وروحية. وخلال اللقاء قال رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة بأن مبدأ النأي بالنفس يُعتمد عندما يكون هناك مشكلة ما بين دولة عربية ودولة عربية أخرى: «ففي حالة مماثلة، الحل الأفضل بالنسبة للبنان قد يكون بأن ينأى بنفسه على أنه يأخذ طرف هذه الدولة أو تلك، ولكن عندما يكون هناك خلاف ما بين دولة عربية ودولة غير عربية، فالأمر محسوم وليس هناك من مجال لما يسمى موضوع النأي بالنفس».
ونبّه السنيورة إلى «أننا نمر في ظرف يوحي وكأن هناك من يتحدى فكرة انتماء لبنان العربي، لذلك يجب أن يكون موقفنا واضحا في الدفاع عن عروبة لبنان»، مشددا على وجوب أن يكون «همنا أيضا بعد أن نزيل هذه الغيمة، أن نعيد تثبيت هذه العلاقات بين لبنان وبين الدول العربية على أسس سليمة تنعكس إيجابا لمصلحة جميع اللبنانيين»، وأضاف: «ليس هناك من مصلحة على الإطلاق لتخريب علاقات لبنان بالدول العربية، فهذا الأمر ينعكس على كل اللبنانيين، لا يفرق بين منطقة وأخرى ولا بين بلدة وأخرى ولا بين طائفة وأخرى ولا بين مذهب وآخر، باعتبار أن جميعهم موجودون في الدول العربية».
من جهتها، ناشدت النائبة الحريري «الأشقاء العرب عدم التخلي عن لبنان في هذه الظروف بالذات»، قائلة: «كلنا ثقة بأنهم يحفظون للشعب اللبناني مكانة محترمة عبروا عنها خلال عقود من الزمان من الدعم والاستضافة والمؤازرة في المحن والتحديات». وأضافت: «إننا اليوم نجدد وفاءنا لأخوتهم الصادقة، وفي مقدمتهم مملكة الخير والعطاء، المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز.. ونتطلع إلى أن يقدم الجميع مصلحة لبنان والشعب اللبناني على كل ما عداها، خصوصا أن آثار الحروب التي تدور في الجوار ترمي بأعبائها على لبنان ما يفوق طاقاته على تحمل نتائجها واحتياجاتها، في حين أن الدول الكبرى تتهرب من تحمل أعباء اللجوء وضروراته الإنسانية والعملية».
أيضًا حطّت الوثيقة في شمال لبنان، حيث أطلقت منسقية الضنّية في «تيار المستقبل» حملة توقيع عليها في مقر المنسّقية في بلدة سير. وأعرب النائب أحمد فتفت خلال الحفل عن أسفه «لأن البعض تنازل كليًا عن المصلحة الوطنية اللبنانية، من أجل المشروع الفارسي وحلمه بالامتداد من طهران إلى بيروت»، معتبرا أن «ما تتعرض له السعودية من هجوم غير منطقي ينطلق من مفهوم حزب الله السياسي والفكري وانتمائه لمشروع ولاية الفقيه بشكل يضر بمصالح اللبنانيين». وأضاف فتفت «لولا الدعم الخليجي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، لما تمكن لبنان من الصمود لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا، فالعلاقة التاريخية بين لبنان ومجتمعه العربي تعود إلى سبعة عقود باعتباره عضوا مؤسسا في جامعة الدول العربية».
من ناحية أخرى، بعيد زيارته وزير العدل المستقيل أشرف ريفي في مدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان، أكّد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أنّه ستجرى معالجة موضوع وقف الهبة السعودية وتدهور العلاقات مع دول الخليج، وقال: «كما أن إعلان بعبدا يدعو إلى تحييد لبنان عن الصراعات، ما عدا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والالتزام بالشرعية الدولية وما يتعلق بالإجماع العربي. ونحن مع الإجماع العربي، والنأي بالنفس وصفة خاطئة. وهذا القرار (بإشارة إلى موقف لبنان في الجامعة العربية) كان يجب الموافقة عليه من دون تردد أو تحفظ». بدوره، شدد ريفي على وجوب الالتزام بالإجماع العربي: «خصوصا أن دستورنا يؤكد عروبتنا، إضافة إلى هويتنا اللبنانية التي ستبقى عربية مهما كلف الأمر». وقال: «علينا أن لا نخالف الإجماع العربي لأنه بذلك نكون نرتكب خطيئة وطنية كبرى لن نكون جزءا منها».
وثيقة التضامن مع السعودية تتنقل بين المناطق اللبنانية والآلاف يوقعون عليها
السنيورة: لبنان لا ينأى بنفسه حين يكون الخلاف بين دولة عربية ودولة غير عربية
وثيقة التضامن مع السعودية تتنقل بين المناطق اللبنانية والآلاف يوقعون عليها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة