كشف مصدر عسكري رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للمخلوع علي صالح، بدأت تستنجد بمقاتلين مرتزقة لم يحدد جنسياتهم إلا أنه لمح أن غالبيتهم من دول أفريقية، للدفاع عن صنعاء ومواجهة الجيش الوطني، مقابل مبالغ مالية كبيرة في حال صدّوا الهجوم المتوقع خلال الأيام المقبلة على العاصمة اليمنية وصعدة مسقط رأس ما يعرف بـ«أنصار الله».
وأرجع المصدر، تواصل الميليشيات مع المقاتلين المرتزقة في هذه المرحلة، لعدة أسباب تتمثل في تقدم جيش الشرعية على جميع الجبهات، وقربه من العاصمة اليمنية، إضافة إلى سقوط عشرات من الخبراء الأجانب غالبيتهم من إيران، والذين كانوا يقدمون الدعم اللوجستي والعسكري للميليشيات، مع الكشف عن مقاتلين لحزب الله اللبناني على الأرض اليمنية، كذلك الانشقاق الكبير بين قيادات الحرس الجمهوري والحوثيين، والذي نتج عنه فرار كبير لهذه القيادات من الخدمة العسكرية.
في هذه الأثناء علمت «الشرق الأوسط» أن هناك رحلات مكوكية لبعض وزراء الحكومة اليمنية شملت دولا أفريقية، لبحث الملف الأمني العالق بين اليمن وهذه الدول، ودراسة وضع استراتيجية أمنية بعيدة المدى لوقف نزوح مواطني هذه الدول لليمن. فيما يرى مراقبون، أن هذه الزيارات لن تجدي في وقف عملية النزوح ما لم يكن هناك جدار أمني ومراقبة شديدة على المنافذ التي يسلكها المهربون.
في سياق متصل، تكشفت ملامح خطة تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، والمتمثلة في أن تقوم المقاومة الشعبية في الداخل بالأعمال العسكرية، بعد أن تتلقى الإشارة من القيادة العليا، والمتزامنة مع تطويق الجيش الكامل للمدينة، على أن تتحول المقاومة إلى كتيبة عسكرية سريعة الانتشار مع لحظة دخول الوحدات العسكرية إلى الأمانة (مركز المدينة) لضمان سلامتها من العبث والتدمير.
وهنا قال اللواء ركن الدكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري منذ اللحظات الأولى وقبل عملية الانقلاب على الشرعية، استعانت بقوى خارجية وتحديدًا طهران، وحزب الله الذين ضبطوا على الأراضي اليمنية وهم يقاتلون أو يقومون بعمليات استخباراتية وعسكرية لخدمة المصالح الإيرانية.
وأشار اللواء الطاهري، أن ميليشيا الحوثيين استعانت في الآونة الأخيرة بعناصر متعددة من جنسيات مختلفة، في محاولة منها أن تعزز مواقفها العسكرية التي بدأت تنهار في الكثير من الجبهات خاصة جبهتي صعدة وصنعاء، وسعيها خلال هذه الأيام إلى جلب أعداد كبيرة للقيام بالأعمال العسكرية للدفاع عن المدينة.
وأضاف اللواء الطاهري، أن ميليشيات الحوثيين يقومون الآن بشراء النازحين الأفارقة، وآخرين حاولوا عبور الأراضي اليمنية باتجاه بعض الدول، وقدمت لهم الأموال للانخراط في الميليشيات مع تقديم الدعم العسكري لهم لمواجهة الجيش الوطني في الجبهات وتحديدا الجبهات التي تعد مراكز رئيسية لما يعرف بـ«أنصار الله».
ولفت، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، أنه من خلال المتابعة لمثل هذه الأعمال التي تقوم بها الميليشيات من عملية تجنيد في الداخل والخارج أو من خلال تواصلها مع المرتزقة للدفاع عنها، رصد الجيش فرار عدد كبير من المعارك لهؤلاء القتلة الذين يحاربون ويقاتلون خارج أرضهم، موضحا أن الأعمال التي أُنيطت إليهم تتمثل في زرع الألغام، ونقل الإمدادات، وتنفيذ أعمال التفجير في بعض المدن، إضافة إلى الانخراط في المواجهات المباشرة ضد الجيش الوطني.
وحول معركة تحرير صنعاء، أكد اللواء الطاهري، أن معركة تحرير صنعاء أصبحت وشيكة، وستكون من الداخل من أبناء المدينة والمقاومة الشعبية، والجيش سيقوم بعملية تطويق للمدينة بشكل كامل لمنع وصول أي إمداد أو فرار من الداخل للخارج، لافتا أن المقاومة تنتظر بعد أن أكملت استعدادها الإشارة من القيادة للقيام بأعمال عسكرية موسعة ضد الميليشيات، في اللحظة التي يكون فيها الجيش أكمل عملية تطويق المدينة، على أن تكون هذه الانطلاقة مع تدخل الوحدات المخصصة إلى الأمانة مع القيادات العسكرية وذلك لضمان سلامة أمانة العاصمة من الدمار الذي قد تقوم بها الميليشيا.
وقال اللواء الطاهري، بأن الجيش الوطني اليمني، بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، حقق تقدما ملحوظا في محور الفرضة، والوحدات تستثمر النجاح وتتقدم إلى ما بعد الفرضة، فيما تقدم الجيش نحو ذباب بشكل كبير ومتسارع في محور صرواح، وهناك بعض المناوشات العسكرية والكر والفر في هذه الجبهة، فيما فرض الجيش سيطرته في محور الجوف والمقاومة تستثمر هذه السيطرة وتسير في اتجاه الشمال.
الميليشيات تستعين بالمرتزقة الأفارقة للدفاع عن صنعاء
أُنيطت بهم سابقًا مهام زرع الألغام ونقل الإمدادات والتفجيرات
الميليشيات تستعين بالمرتزقة الأفارقة للدفاع عن صنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة