الميليشيات تستعين بالمرتزقة الأفارقة للدفاع عن صنعاء

أُنيطت بهم سابقًا مهام زرع الألغام ونقل الإمدادات والتفجيرات

مدينة تعز ما زالت تحت الحصار الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على المدينة بعد أكثر من 10 شهور (أ.ف.ب)
مدينة تعز ما زالت تحت الحصار الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على المدينة بعد أكثر من 10 شهور (أ.ف.ب)
TT

الميليشيات تستعين بالمرتزقة الأفارقة للدفاع عن صنعاء

مدينة تعز ما زالت تحت الحصار الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على المدينة بعد أكثر من 10 شهور (أ.ف.ب)
مدينة تعز ما زالت تحت الحصار الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على المدينة بعد أكثر من 10 شهور (أ.ف.ب)

كشف مصدر عسكري رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للمخلوع علي صالح، بدأت تستنجد بمقاتلين مرتزقة لم يحدد جنسياتهم إلا أنه لمح أن غالبيتهم من دول أفريقية، للدفاع عن صنعاء ومواجهة الجيش الوطني، مقابل مبالغ مالية كبيرة في حال صدّوا الهجوم المتوقع خلال الأيام المقبلة على العاصمة اليمنية وصعدة مسقط رأس ما يعرف بـ«أنصار الله».
وأرجع المصدر، تواصل الميليشيات مع المقاتلين المرتزقة في هذه المرحلة، لعدة أسباب تتمثل في تقدم جيش الشرعية على جميع الجبهات، وقربه من العاصمة اليمنية، إضافة إلى سقوط عشرات من الخبراء الأجانب غالبيتهم من إيران، والذين كانوا يقدمون الدعم اللوجستي والعسكري للميليشيات، مع الكشف عن مقاتلين لحزب الله اللبناني على الأرض اليمنية، كذلك الانشقاق الكبير بين قيادات الحرس الجمهوري والحوثيين، والذي نتج عنه فرار كبير لهذه القيادات من الخدمة العسكرية.
في هذه الأثناء علمت «الشرق الأوسط» أن هناك رحلات مكوكية لبعض وزراء الحكومة اليمنية شملت دولا أفريقية، لبحث الملف الأمني العالق بين اليمن وهذه الدول، ودراسة وضع استراتيجية أمنية بعيدة المدى لوقف نزوح مواطني هذه الدول لليمن. فيما يرى مراقبون، أن هذه الزيارات لن تجدي في وقف عملية النزوح ما لم يكن هناك جدار أمني ومراقبة شديدة على المنافذ التي يسلكها المهربون.
في سياق متصل، تكشفت ملامح خطة تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، والمتمثلة في أن تقوم المقاومة الشعبية في الداخل بالأعمال العسكرية، بعد أن تتلقى الإشارة من القيادة العليا، والمتزامنة مع تطويق الجيش الكامل للمدينة، على أن تتحول المقاومة إلى كتيبة عسكرية سريعة الانتشار مع لحظة دخول الوحدات العسكرية إلى الأمانة (مركز المدينة) لضمان سلامتها من العبث والتدمير.
وهنا قال اللواء ركن الدكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن ميليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري منذ اللحظات الأولى وقبل عملية الانقلاب على الشرعية، استعانت بقوى خارجية وتحديدًا طهران، وحزب الله الذين ضبطوا على الأراضي اليمنية وهم يقاتلون أو يقومون بعمليات استخباراتية وعسكرية لخدمة المصالح الإيرانية.
وأشار اللواء الطاهري، أن ميليشيا الحوثيين استعانت في الآونة الأخيرة بعناصر متعددة من جنسيات مختلفة، في محاولة منها أن تعزز مواقفها العسكرية التي بدأت تنهار في الكثير من الجبهات خاصة جبهتي صعدة وصنعاء، وسعيها خلال هذه الأيام إلى جلب أعداد كبيرة للقيام بالأعمال العسكرية للدفاع عن المدينة.
وأضاف اللواء الطاهري، أن ميليشيات الحوثيين يقومون الآن بشراء النازحين الأفارقة، وآخرين حاولوا عبور الأراضي اليمنية باتجاه بعض الدول، وقدمت لهم الأموال للانخراط في الميليشيات مع تقديم الدعم العسكري لهم لمواجهة الجيش الوطني في الجبهات وتحديدا الجبهات التي تعد مراكز رئيسية لما يعرف بـ«أنصار الله».
ولفت، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، أنه من خلال المتابعة لمثل هذه الأعمال التي تقوم بها الميليشيات من عملية تجنيد في الداخل والخارج أو من خلال تواصلها مع المرتزقة للدفاع عنها، رصد الجيش فرار عدد كبير من المعارك لهؤلاء القتلة الذين يحاربون ويقاتلون خارج أرضهم، موضحا أن الأعمال التي أُنيطت إليهم تتمثل في زرع الألغام، ونقل الإمدادات، وتنفيذ أعمال التفجير في بعض المدن، إضافة إلى الانخراط في المواجهات المباشرة ضد الجيش الوطني.
وحول معركة تحرير صنعاء، أكد اللواء الطاهري، أن معركة تحرير صنعاء أصبحت وشيكة، وستكون من الداخل من أبناء المدينة والمقاومة الشعبية، والجيش سيقوم بعملية تطويق للمدينة بشكل كامل لمنع وصول أي إمداد أو فرار من الداخل للخارج، لافتا أن المقاومة تنتظر بعد أن أكملت استعدادها الإشارة من القيادة للقيام بأعمال عسكرية موسعة ضد الميليشيات، في اللحظة التي يكون فيها الجيش أكمل عملية تطويق المدينة، على أن تكون هذه الانطلاقة مع تدخل الوحدات المخصصة إلى الأمانة مع القيادات العسكرية وذلك لضمان سلامة أمانة العاصمة من الدمار الذي قد تقوم بها الميليشيا.
وقال اللواء الطاهري، بأن الجيش الوطني اليمني، بدعم من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، حقق تقدما ملحوظا في محور الفرضة، والوحدات تستثمر النجاح وتتقدم إلى ما بعد الفرضة، فيما تقدم الجيش نحو ذباب بشكل كبير ومتسارع في محور صرواح، وهناك بعض المناوشات العسكرية والكر والفر في هذه الجبهة، فيما فرض الجيش سيطرته في محور الجوف والمقاومة تستثمر هذه السيطرة وتسير في اتجاه الشمال.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.