القضاء السويسري يحقق في 152 معاملة مصرفية ترتبط بمونديالي روسيا وقطر

في ضربة جديدة للفيفا قبل انتخابات الرئاسة

البوليس السويسري لحظة محاصرة الفندق  واعتقال مسؤولين بالفيفا في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
البوليس السويسري لحظة محاصرة الفندق واعتقال مسؤولين بالفيفا في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

القضاء السويسري يحقق في 152 معاملة مصرفية ترتبط بمونديالي روسيا وقطر

البوليس السويسري لحظة محاصرة الفندق  واعتقال مسؤولين بالفيفا في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)
البوليس السويسري لحظة محاصرة الفندق واعتقال مسؤولين بالفيفا في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

أعلن متحدث باسم المدعي العام السويسري، أمس، أن السلطات تراجع أكثر من 150 تقريرًا عن أنشطة مالية مشتبه بها ترتبط بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بمنح روسيا وقطر حق تنظيم كأس العالم عامي 2018 و2022 على الترتيب.
ويزيد هذا العدد عما أعلنه مكتب المدعي العام السويسري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بشأن وجود مراجعة لنحو 133 تقريرا عن أنشطة مالية مشتبه بها.
وقال المتحدث باسم المدعي العام في بيان له أمس: «تم رفع 152 تقريرا عن تحويلات مالية مشتبه بها إلى وحدة الاستخبارات المالية السويسرية اليوم (أمس) في سياق الإجراءات الجنائية الحالية المتعلقة بكرة القدم». ويأتي هذا البيان قبل 3 أيام من عقد الجمعية العمومية للفيفا لاختيار رئيس جديد، ووسط خشية أن يتكرر ما حدث في مايو (أيار) وديسمبر الماضيين عندما قامت السلطات السويسرية باعتقال مسؤولين بارزين بالاتحاد الدولي في أحد فنادق مدينة زيوريخ من بينهم عدة نواب سابقين لرئيس الفيفا. ووصل عدد المتهمين في قضايا فساد وابتزاز تتعلق بالفيفا ونشاطاته إلى 41 مسؤولا، فيما وصف بأنه «واحد من أكثر التحقيقات المالية تعقيدا على مستوى العالم». على جانب آخر، حث محامو الأمير الأردني علي بن الحسين المرشح لرئاسة الفيفا محكمة التحكيم الرياضية على تعليق الانتخابات المقررة يوم الجمعة لاختيار قائد جديد ينتشل المنظمة التي تدير اللعبة في العالم من أسوأ أزمة فساد في تاريخها.
ولا يشعر الأمير علي، الذي رفض الفيفا طلبه الأسبوع الماضي باستخدام حجرات شفافة للتصويت، بالرضا عن ترتيبات الانتخابات المتوقع أن تكون بداية لعهد جديد من الشفافية لمنظمة تورطت في الماضي في صفقات سرية.
وبعد رفض طلب الأمير علي بتوفير حجرات شفافة أثناء الجمعية العمومية سيطلب الفيفا من الناخبين بدلا من ذلك ترك هواتفهم في الخارج أثناء التصويت بين المرشحين الخمسة.
وقال الفريق القانوني للأمير علي في بيان أمس: «هذا الطلب غير كافٍ.. الفيفا يظل صامتا بشأن إجراءات تنفيذه والعقوبات المتعلقة به، ونتيجة لذلك فإننا نلتمس إجراءات مؤقتة من محكمة التحكيم الرياضية لإيقاف الانتخابات المقبلة المقررة الجمعة 26 فبراير (شباط)».
وقالت محكمة التحكيم الرياضية أمس إنها ستنظر في الطلب الذي قدمه الأمير علي بشأن استخدام حجرات شفافة للتصويت ومشرفين مستقلين في الانتخابات، وستتخذ قرارا في الأمر بحد أقصى صباح الخميس قبل يوم واحد من الانتخابات.
وأراد الأمير علي توفير حجرات شفافة في انتخابات الجمعة ليضمن ألا تصور الوفود أوراق اقتراعهم عند اختيار قائد المنظمة العالمية. وسيمنع ذلك وقوع الوفود تحت ضغط تقديم أدلة على تصويتهم للجهات المعنية.
وهناك صوت واحد لكل من أعضاء الفيفا البالغ عددهم 209 اتحادات وطنية في الانتخابات التي يتنافس فيها الأمير علي ضمن خمسة مرشحين لخلافة جوزيف بلاتر الموقوف لثماني سنوات وسط فضيحة فساد هزت المنظمة. ووفقا للائحة الفيفا فإن التصويت يكون سريا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».