كشف الدكتور رياض نعسان، الناطق باسم الهيئة العليا السورية للتفاوض، لـ«الشرق الأوسط»، عن توجه لتأسيس لجنة عسكرية تضم سياسيين، مع تفويض الهيئة العليا للمفاوضات للتحدث باسمها، مشيرًا إلى أنه أبلغ الجانب الأميركي بالموافقة على الهدنة، شريطة إيجاد إجابات شافية لبعض التحفظات بشأنها.
وقال نعسان: «ناقشنا مع مايكل راتني، أمس، موضوع الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن الهدنة، وقدمنا عددًا من الملاحظات للمبعوث الأميركي لسوريا، وبعضها سيكون موضع دراسة، وكذلك الاتفاق على أن تكون الهيئة العليا هي المعنية بالمتابعة بمجريات عمل المعارضة، بتفويض من قبل الفصائل السورية المسلحة».
وأضاف: «أهم الملاحظات التي توقفنا عندها بشأن الاتفاق الروسي - الأميركي، هو كيفية ضمان ألا ينطوي هذا الاتفاق على شكل من أشكال الضرر على شعبنا، بألا يكون هناك أي قصف للمدنيين أو أي محاولة لقصف الجيش الحرّ، وفصائل المعارضة بحجة مكافحة الإرهاب».
وزاد الناطق باسم الهيئة العليا السورية للتفاوض: «طالبنا بوجود كتلة وسطاء دوليين مؤثرة، كبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وطالبنا بأن تكون هناك ضمانات بألا يستغل النظام السوري هذه الفرصة ليتدخل بحجة محاربة الإرهاب، ومن ثم الاستيلاء على مناطق جديدة».
وقال: «تحدثنا مع المبعوث الأميركي بأن النظام سيوقع على الهدنة ولكنه في الوقت نفسه سيشارك في حرب (داعش) و(النصرة) والمنظمات الإرهابية الأخرى، في حين أنه يرى أن كل المعارضة إرهابية، فسؤالنا ماذا يعني النظام بمنظمات أخرى، فهل يعني أنه سيتاح له الفرصة ليحارب الجميع؟».
ووفق الناطق باسم الهيئة العليا السورية، فإن المبعوث الأميركي مايكل راتني، أوضح لهم أن المنظمات المسماة بـ«الإرهابية»، في سوريا هي «داعش» و«النصرة»، مبينًا أنه من الصعوبة بمكان التأكيد على قول الخارجية الأميركية، بأن «الهدنة خطوة نحو الانتقال السياسي. فإذا نجحت هذه الهدنة تكون فرصة لتوسيع حركة رفع الحصار وتوصيل المساعدات، كما يمكن أن توفر فرصة لإطلاق سراح المعتقلين».
ولفت نعسان إلى أن الفصائل المسلحة المعارضة، فوضت الهيئة العليا للمفاوضات بشأن الهدنة، مبينًا أنهم أرادوا بذلك ألا تحاول واشنطن إجراء اتصالات فردية مع كل فصيل من الفصائل بمعزل عن الآخر.
وقال إنه «من المحتمل تشكيل لجنة عسكرية مسؤولة عن هذا التواصل، بين الفصائل والهيئة، بوصفها جهة مسؤولة عن المعارضة، برؤية موحدة لسياسيين وعسكريين».
وزاد: «في واقع الأمر اتفقنا مع الجانب الأميركي وفي انتظار بعض الإجابات لبعض الأسئلة من قبل الجانب الأميركي، ولكن ليس مطروحًا علينا أمام هذا الاتفاق أن نجيب بـ(لا) أو (نعم)، فهو اتفاق بين دولتين كبريين، لسنا طرفًا فيه وإنما موضوع هذا الاتفاق».
من ناحيته، قال الدكتور نجيب الغضبان، سفير الائتلاف السوري لدى أميركا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف إن «موقف المعارضة الروسية، سيكون بمثابة اختبار جدية وجدوى الاتفاق الروسي - الأميركي حول الهدنة»، مشيرا إلى أنه في حال فشل الاختبار سيكون هناك خيار التسليح النوعي للجيش الحر، حتى يغيّر من طبيعة المعركة.
وأضاف الغضبان أن «وقف القصف المدنيين أمر إيجابي، ولكن لا بد أن يشمل تحركات القوات الروسية، بما أنها تنفذ أغلب عمليات القتل في سوريا، بالإضافة إلى الفصائل الشيعية التي تتعامل مع إيران والنظام السوري وتنفذ القتل على الأرض.
ويعتقد ممثل الائتلاف السوري بأميركا، أن روسيا هي صاحبة الدور الفاعل، وهي في الوقت نفسه تنظر إلى واشنطن في هذه المفاوضات، مبينا أن هذه نقطة مهمة جدًا خاصة في ظل حراك في الشارع الانتخابي الأميركي مع تصريحات كيري وتواصله مع الروس.
الفصائل العسكرية السورية توكل للهيئة العليا التحدث باسمها
نعسان آغا تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل لقاء المعارضة السورية مع المبعوث الأميركي
الفصائل العسكرية السورية توكل للهيئة العليا التحدث باسمها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة