الفريق الأحمر يؤدي اليمين الدستورية قائدا للقوات المسلحة ويتعهد بالدفاع عن «الشرعية»

يمتلك شبكة علاقات واسعة النطاق على مستوى القبائل.. ولعب دورًا بارزًا في احتجاجات 2011 ضد صالح

الفريق علي محسن صالح الأحمر مع الرئيس عبد ربه منصور هادي
الفريق علي محسن صالح الأحمر مع الرئيس عبد ربه منصور هادي
TT

الفريق الأحمر يؤدي اليمين الدستورية قائدا للقوات المسلحة ويتعهد بالدفاع عن «الشرعية»

الفريق علي محسن صالح الأحمر مع الرئيس عبد ربه منصور هادي
الفريق علي محسن صالح الأحمر مع الرئيس عبد ربه منصور هادي

أدى الفريق علي محسن صالح الأحمر، اليمين الدستورية، أمس، كنائب للقائد الأعلى للقوات اليمنية المسلحة، وذلك أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، القائد الأعلى. وقد أثار تعيين الأحمر في هذا المنصب العسكري الهام، ردود فعل إيجابية مرحبة، حيث رحبت كثير من القبائل اليمنية وقوات الجيش الوطني والمقاومة في المحافظات اليمنية بالقرار، الذي اعتبر مؤشرا وإيذانا بالتحرك العسكري الفعلي لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المناطق في شمال وغرب البلاد، والتي ما زالت تحت سيطرت الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقال الفريق الأحمر، عقب أدائه اليمين، أمس، إنه «سيظل مدافعًا عن قضايا الوطن والعمل مع الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لإخراج اليمن من التحديات التي تمر بها والانتصار على فلول التمرد التي ألحقت الأذى ببلدنا ومجتمعنا وجيراننا».
وبالقدر الذي لقي به قرار الرئيس هادي بتعيين الأحمر نائبا له في قيادة الجيش، حفلت الساحة اليمنية بردود الفعل المرحبة والتي اعتبرت أن مرحلة جديدة من العمل العسكري والسياسي ستشهده الساحة اليمنية في القريب العاجل، فالأحمر شخصية عسكرية بارزة في الساحة اليمنية وكان، وما زال، لاعبا أساسيا في مرحلة الانتقال السياسي في اليمن، عقب الإطاحة بالمخلوع علي عبد الله صالح، إضافة إلى أنه كان واحدا ممن أسهموا، بشكل كبير، في إسقاط صالح، رغم العلاقة التي كانت تجمعهما لعقود، من خلال انضمامه للثورة الشبابية الشعبية، التي اندلعت في فبراير (شباط) عام 2011، للمطالبة برحيل صالح، بعد 33 عاما في الحكم.
ويمتلك الفريق الأحمر شبكة علاقات واسعة النطاق على مستوى كل القبائل اليمنية، في شمال وجنوب البلاد، إضافة إلى ارتباطاته بالقيادات العسكرية، بشكل عام، وفي قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري – سابقا)، بشكل خاص. وبحسب مراقبين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن تعيين الأحمر في هذا المنصب الهام، يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، توجه الحكومة اليمنية الشرعية نحو الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب لتحالف الحوثي – صالح، خاصة بعد رفض المتمردين الحوثيين لكل المساعي التي بذلتها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية، عبر جولات المفاوضات التي جرت العام الماضي.
القوات التي كانت بإمرة الأحمر أدت دورا بارزا في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد في عام 2011، وأدت في نهاية المطاف إلى رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة.
وكان هادي عين الأحمر في عام 2013، مستشارا للشؤون العسكرية والأمنية بعد إعادة تأهيل القوات المسلحة للحد من تأثير صالح. ويعد الضابط من أبرز القياديين العسكريين المناهضين للحوثيين وحلفائهم.
وقالت مصادر عسكرية رفضت كشف اسمها، كما جاء في تقرير «رويترز»، إن هادي يأمل من خلال تعيين الأحمر، نيل تأييد المسؤولين القبليين والقادة العسكريين البارزين في منطقة صنعاء، حيث يحظى الأحمر بتأثير واسع.
ويأتي التعيين مع محاولة القوات الموالية بدعم من التحالف العربي الاقتراب من صنعاء. وكانت القوات الحكومية استعادت في وقت سابق هذا الشهر، بلدة نهم الواقعة على مسافة تناهز 25 كلم من صنعاء. كما كثفت الطائرات الحربية التابعة للتحالف، غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين وحلفائهم في محيط صنعاء خلال الأسبوع الماضي، بحسب مصادر عسكرية. وأتاح الدعم العسكري للتحالف استعادة قوات هادي خمس محافظات جنوبية منذ يوليو (تموز)، أبرزها عدن ومركزها المدينة التي تحمل الاسم نفسه، والتي أعلنها الرئيس اليمني عاصمة مؤقتة بعد سقوط صنعاء.
وفي التطورات الميدانية، سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على سلسلة جبال أتياس وكذا الجبل الأحمر، في مديرية صرواح، وذلك بعد معارك عنيفة، وتعد سلسلة الجبال المحررة وعرة وخطوة مهمة على طريق تحرير ما تبقى من مديرية صرواح من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقد بدأت، أول من أمس، قوات الشرعية عملياتها العسكرية لتحرير المديرية، في وقت حشد المتمردون مزيدا من المقاتلين للتمترس في المديرية والمناطق المجاورة لها من محافظة صنعاء.
وقال القيادي في المقاومة الشعبية بمأرب، الشيخ صالح عبد الله بن طعيمان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الشرعية حررت، أيضا، موقعين بالقرب من خط أنبوب النفط الذي يمر بمحاذاة مركز المديرية من الجهة الجنوبية لمركز المديرية، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة في جبهة المشجح، وإلى أن قوات الشرعية أطلقت نحو 40 صاروخ كاتيوشا في الموجهات، إضافة إلى مشاركة مدفعية وطيران قوات التحالف، واعتبر طعيمان النتائج التي حققتها المعارك في صرواح، بأنها «صفعة لميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وذلك بعد أن حشدوا أعدادا كبيرة من مناصريهم، لكنهم منيوا بهزيمة كبيرة». وذكر القيادي طعيمان بأن الميليشيات تعرضت لخسائر كبيرة في الرواح والمعدات.
وقال: «مع الأسف، إنهم يزجون بأعداد كبيرة من المغرر بهم والأطفال في المعارك، وإلى اللحظة ما زالت جثثهم متناثرة في أرض المواجهات»، وأكد القيادي بن طعيمان أن عملية تحرير صرواح «سوف تستمر حتى تحرير مركز المديرية وما تبقي منها، وأيضا، جبل هيلان وجبهة المخدرة ومنطقة حريب القراميش، وبعد ذلك الاتجاه، عبر طريق خولان، نحو تحرير العاصمة صنعاء».
وفي جبهة القتال بمحافظة صنعاء، بدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الزحف نحو مديرية بني حشيش القريبة جدا من العاصمة صنعاء، وقال عضو المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء، عبد الكريم ثعيل لـ«الشرق الأوسط» إن التقدم نحو تلك المديرية يجري من أطراف منطقة محلي ووادي حريب نهم بمحافظة صنعاء، وكذلك من اتجاه المخدرة وصرواح بمحافظة مأرب، مشيرا إلى ترتيبات كبيرة «وعمل غير بسيط للوصول إلى بني حشيش خلال الأيام القليلة المقبلة». وبحسب مصادر المقاومة في صنعاء، فقد شن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوما واسعا على ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه وادي محلي في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء تحت غطاء جوي من طيران التحالف، في وقت فر عدد كبير من عناصر الميليشيات باتجاه الأودية والجبال، ووفقا للمصادر ذاتها فقد تكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، منها تدمير عدد من منصات الكاتيوشا وعربات «بي إم بي»، وغيرها من الآليات العسكرية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.