أدى الفريق علي محسن صالح الأحمر، اليمين الدستورية، أمس، كنائب للقائد الأعلى للقوات اليمنية المسلحة، وذلك أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، القائد الأعلى. وقد أثار تعيين الأحمر في هذا المنصب العسكري الهام، ردود فعل إيجابية مرحبة، حيث رحبت كثير من القبائل اليمنية وقوات الجيش الوطني والمقاومة في المحافظات اليمنية بالقرار، الذي اعتبر مؤشرا وإيذانا بالتحرك العسكري الفعلي لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المناطق في شمال وغرب البلاد، والتي ما زالت تحت سيطرت الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وقال الفريق الأحمر، عقب أدائه اليمين، أمس، إنه «سيظل مدافعًا عن قضايا الوطن والعمل مع الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لإخراج اليمن من التحديات التي تمر بها والانتصار على فلول التمرد التي ألحقت الأذى ببلدنا ومجتمعنا وجيراننا».
وبالقدر الذي لقي به قرار الرئيس هادي بتعيين الأحمر نائبا له في قيادة الجيش، حفلت الساحة اليمنية بردود الفعل المرحبة والتي اعتبرت أن مرحلة جديدة من العمل العسكري والسياسي ستشهده الساحة اليمنية في القريب العاجل، فالأحمر شخصية عسكرية بارزة في الساحة اليمنية وكان، وما زال، لاعبا أساسيا في مرحلة الانتقال السياسي في اليمن، عقب الإطاحة بالمخلوع علي عبد الله صالح، إضافة إلى أنه كان واحدا ممن أسهموا، بشكل كبير، في إسقاط صالح، رغم العلاقة التي كانت تجمعهما لعقود، من خلال انضمامه للثورة الشبابية الشعبية، التي اندلعت في فبراير (شباط) عام 2011، للمطالبة برحيل صالح، بعد 33 عاما في الحكم.
ويمتلك الفريق الأحمر شبكة علاقات واسعة النطاق على مستوى كل القبائل اليمنية، في شمال وجنوب البلاد، إضافة إلى ارتباطاته بالقيادات العسكرية، بشكل عام، وفي قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري – سابقا)، بشكل خاص. وبحسب مراقبين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن تعيين الأحمر في هذا المنصب الهام، يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، توجه الحكومة اليمنية الشرعية نحو الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب لتحالف الحوثي – صالح، خاصة بعد رفض المتمردين الحوثيين لكل المساعي التي بذلتها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية، عبر جولات المفاوضات التي جرت العام الماضي.
القوات التي كانت بإمرة الأحمر أدت دورا بارزا في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد في عام 2011، وأدت في نهاية المطاف إلى رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة.
وكان هادي عين الأحمر في عام 2013، مستشارا للشؤون العسكرية والأمنية بعد إعادة تأهيل القوات المسلحة للحد من تأثير صالح. ويعد الضابط من أبرز القياديين العسكريين المناهضين للحوثيين وحلفائهم.
وقالت مصادر عسكرية رفضت كشف اسمها، كما جاء في تقرير «رويترز»، إن هادي يأمل من خلال تعيين الأحمر، نيل تأييد المسؤولين القبليين والقادة العسكريين البارزين في منطقة صنعاء، حيث يحظى الأحمر بتأثير واسع.
ويأتي التعيين مع محاولة القوات الموالية بدعم من التحالف العربي الاقتراب من صنعاء. وكانت القوات الحكومية استعادت في وقت سابق هذا الشهر، بلدة نهم الواقعة على مسافة تناهز 25 كلم من صنعاء. كما كثفت الطائرات الحربية التابعة للتحالف، غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين وحلفائهم في محيط صنعاء خلال الأسبوع الماضي، بحسب مصادر عسكرية. وأتاح الدعم العسكري للتحالف استعادة قوات هادي خمس محافظات جنوبية منذ يوليو (تموز)، أبرزها عدن ومركزها المدينة التي تحمل الاسم نفسه، والتي أعلنها الرئيس اليمني عاصمة مؤقتة بعد سقوط صنعاء.
وفي التطورات الميدانية، سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على سلسلة جبال أتياس وكذا الجبل الأحمر، في مديرية صرواح، وذلك بعد معارك عنيفة، وتعد سلسلة الجبال المحررة وعرة وخطوة مهمة على طريق تحرير ما تبقى من مديرية صرواح من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقد بدأت، أول من أمس، قوات الشرعية عملياتها العسكرية لتحرير المديرية، في وقت حشد المتمردون مزيدا من المقاتلين للتمترس في المديرية والمناطق المجاورة لها من محافظة صنعاء.
وقال القيادي في المقاومة الشعبية بمأرب، الشيخ صالح عبد الله بن طعيمان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الشرعية حررت، أيضا، موقعين بالقرب من خط أنبوب النفط الذي يمر بمحاذاة مركز المديرية من الجهة الجنوبية لمركز المديرية، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة في جبهة المشجح، وإلى أن قوات الشرعية أطلقت نحو 40 صاروخ كاتيوشا في الموجهات، إضافة إلى مشاركة مدفعية وطيران قوات التحالف، واعتبر طعيمان النتائج التي حققتها المعارك في صرواح، بأنها «صفعة لميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وذلك بعد أن حشدوا أعدادا كبيرة من مناصريهم، لكنهم منيوا بهزيمة كبيرة». وذكر القيادي طعيمان بأن الميليشيات تعرضت لخسائر كبيرة في الرواح والمعدات.
وقال: «مع الأسف، إنهم يزجون بأعداد كبيرة من المغرر بهم والأطفال في المعارك، وإلى اللحظة ما زالت جثثهم متناثرة في أرض المواجهات»، وأكد القيادي بن طعيمان أن عملية تحرير صرواح «سوف تستمر حتى تحرير مركز المديرية وما تبقي منها، وأيضا، جبل هيلان وجبهة المخدرة ومنطقة حريب القراميش، وبعد ذلك الاتجاه، عبر طريق خولان، نحو تحرير العاصمة صنعاء».
وفي جبهة القتال بمحافظة صنعاء، بدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الزحف نحو مديرية بني حشيش القريبة جدا من العاصمة صنعاء، وقال عضو المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء، عبد الكريم ثعيل لـ«الشرق الأوسط» إن التقدم نحو تلك المديرية يجري من أطراف منطقة محلي ووادي حريب نهم بمحافظة صنعاء، وكذلك من اتجاه المخدرة وصرواح بمحافظة مأرب، مشيرا إلى ترتيبات كبيرة «وعمل غير بسيط للوصول إلى بني حشيش خلال الأيام القليلة المقبلة». وبحسب مصادر المقاومة في صنعاء، فقد شن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوما واسعا على ميليشيات الحوثي وصالح باتجاه وادي محلي في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء تحت غطاء جوي من طيران التحالف، في وقت فر عدد كبير من عناصر الميليشيات باتجاه الأودية والجبال، ووفقا للمصادر ذاتها فقد تكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، منها تدمير عدد من منصات الكاتيوشا وعربات «بي إم بي»، وغيرها من الآليات العسكرية.
الفريق الأحمر يؤدي اليمين الدستورية قائدا للقوات المسلحة ويتعهد بالدفاع عن «الشرعية»
يمتلك شبكة علاقات واسعة النطاق على مستوى القبائل.. ولعب دورًا بارزًا في احتجاجات 2011 ضد صالح
الفريق الأحمر يؤدي اليمين الدستورية قائدا للقوات المسلحة ويتعهد بالدفاع عن «الشرعية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة