موافقة أولية للمعارضة وتأكيد على شموله إيران والميليشيات الطائفية

تتمسك بوجوب أن تستثنى مناطق «داعش» وحدها من هذا الاتفاق

موافقة أولية للمعارضة وتأكيد على شموله إيران والميليشيات الطائفية
TT

موافقة أولية للمعارضة وتأكيد على شموله إيران والميليشيات الطائفية

موافقة أولية للمعارضة وتأكيد على شموله إيران والميليشيات الطائفية

أعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب أن فصائل الثورة السورية أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية. كما طالب حجاب بتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميليشيات الطائفية التابعة لها على وقف القتال وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين.
تشير كل المعطيات الواردة من واشنطن وموسكو ومن اجتماع الهيئة العليا للتفاوض المعارضة المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، إلى أن الاتفاق على وقف لإطلاق النار في سوريا الذي سيتم تطبيقه خلال أيام، يسبق استئناف مفاوضات جنيف التي من المرتقب أن يتم تأجيلها من 25 فبراير (شباط) الحالي إلى موعد لاحق.
ففي حين تحدث مصدران دبلوماسيان غربيان عن مسودة خطة روسية - أميركية تدعو لوقف الاقتتال في سوريا بدءا من 27 فبراير الحالي ، وتستثني تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة»، أعلن رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض، أن هناك «اتفاقا مؤقتا على هدنة مؤقتة في سوريا بحسب ضمانات دولية».
وتحدث الناطق باسم الهيئة العليا للتفاوض منذر ماخوس لـ«الشرق الأوسط» عن «جو إيجابي» يسود اجتماع الرياض، بما يوحي بموافقة مرتقبة لقوى المعارضة السياسية والعسكرية على حد سواء على الالتزام باتفاق لوقف العمليات العسكرية.
وكشف مدير مركز «جسور» السوري المتخصص، محمد سرميني، عن «اتفاق دولي روسي – أميركي سيُعلن عنه خلال ساعات على هدنة يبدأ تطبيقها يوم الجمعة لمدة 3 أسابيع قابلة للتجديد». وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط»: «ستُعطى الأطراف المعنية مهلة 4 أيام لإعلان موقفها من الاتفاق على أن تتوقف الأعمال العدائية يوم الجمعة»، لافتا إلى «توجه المعارضة للقبول بالاتفاق، على أن يرضخ النظام لضغوط روسية – إيرانية تجعله يلتزم ببنود التفاهم الدولي».
وأوضح سرميني أن «المعارضة تتمسك بوجوب أن تُستثنى مناطق (داعش) وحدها من هذا الاتفاق، باعتبار أن مناطق سيطرة (جبهة النصرة) متداخلة مع مناطق سيطرة فصائل المعارضة، وهي تضم أعدادا كبيرة من المدنيين». وأضاف: «واشنطن شددت على هذه النقطة خلال المفاوضات كي لا تسمح للروس وحلفائهم باستخدام (النصرة) ذريعة لضرب مناطق المعارضة».
وأشاد وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني بالاتفاق الذي توصل إليه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري حول شروط وقف إطلاق النار في سوريا. وكشف الوزير الإيطالي للصحافيين خلال زيارته إلى أنقرة أمس الاثنين، أن «سلسلة من الاختبارات الجدية ستجرى قبل الساعة الـ12 من يوم الجمعة 26 فبراير، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بإعلان وقف إطلاق النار».
كما أكد جينتيلوني أن تركيا والسعودية لن تتوغلا في سوريا، موضحا: «تركيا والسعودية لا تنويان التدخل في سوريا إلا في حال كان هذا التدخل في سياق قرارات قد يتخذها التحالف الدولي». وشدد على أن التحالف و«مجموعة دعم سوريا» يراهنان في الوقت الحالي على الحل الدبلوماسي.
وقال منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض المعارضة، لـ«الشرق الأوسط» إن «مناقشات طويلة وجدية تجري بين أعضاء الهيئة»، كاشفا أن «سفراء الدول المعنية شاركت أمس الاثنين بجزء من الاجتماع، وكانوا إيجابيين بالتعاطي مع اتفاق وقف إطلاق النار». وأضاف: «لا نريد استباق القرار النهائي الذي سنتخذه، ولكن لا شك أن الجو إيجابي، وأن ما ستقرره الهيئة هو أيضا قرار فصائل المعارضة التي اجتمع بها المنسق العام رياض حجاب في عمان وإسطنبول نهاية الأسبوع».
وبدا ماخوس حاسما بموضوع تأجيل استئناف مفاوضات «جنيف3»، لافتا إلى أن انطلاقها مجددا في 25 من الشهر الحالي، أي يوم الخميس المقبل، أمر غير وارد، علما بأن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا كان واضحا في هذا الخصوص، حين قال أخيرا: «لا يمكنني واقعيا الدعوة إلى محادثات جديدة في جنيف في 25 (فبراير)، لكننا ننوي القيام بذلك قريبا». ورأى ماخوس أن تحديد موعد جديد لانطلاق المفاوضات رهن القرار النهائي الذي ستتخذه الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد أعلن الأسبوع الماضي استعداد حكومته لوقف إطلاق النار «بشرط عدم استغلاله من قبل الإرهابيين»، مطالبا بـ«منع الدول، خصوصا تركيا، من إرسال الإرهابيين إلى سوريا، أو تقديم أي نوع من الدعم اللوجيستي لهم، لوقف العمليات العسكرية».
وعلى الرغم من الخطوات الدولية السريعة باتجاه ضمان وقف إطلاق النار في سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة، فإنه لا يبدو أن المراقبين متفائلون جدا بإمكانية تطبيق هذا الاتفاق فعليا على أرض الواقع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.