دخلت السعودية عالم التصنيع الحربي من أوسع أبوابه؛ تنفيذًا لاستراتيجية بعيدة المدى، تستهدف الاكتفاء الذاتي من الطائرات والأجهزة والمعدات وقطع الغيار والعدد ذات الصلة، حيث كشف مسؤول سعودي لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده ستطلق قريبًا طائرتي «حارس الأجواء» و«البرق»، المصنوعتين بأيد سعودية، للمشاركة في مهام خاصة تتعلق بالعمليات الحربية في جنوب البلاد، من دون طيّار.
وقال غرم الله الغامدي؛ نائب مدير معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة لـ«الشرق الأوسط»: «إن طائرتي (حارس الأجواء) و(البرق)، هما طائرتان من دون طيّار، نفّذ معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة فكرتهما وتبنيهما، وصنعتا داخل السعودية، على أيدي شباب، غالبيتهم سعوديون»، مشيرا إلى أن المعهد يعمل على البحوث والدراسات والتطوير في مختلف المجالات التي تحتاج إليها القوات المسلحة.
ولفت الغامدي إلى أن طائرتي «حارس الأجواء» و«البرق»، ستشاركان قريبًا في العمليات الحربية، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار توجه سعودي، يستهدف توطين الصناعات الحربية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن استخدام طائرات من دون طيّار سعودية الصنع في أجواء العمليات الحربية التي تقودها المملكة في جنوب البلاد، يؤكد جاهزية القوات السعودية لإنجاز مهامها بقدرات سعودية خالصة.
وأوضح نائب مدير معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة، أن كل المنتجات من قطع الغيار والعدد الحربية التي تبناها المعهد، تتميز بالكفاءة العالية وتتوافر فيها عناصر السلامة، مشيرا إلى منتجين منها من صنف طائرة من دون طيار، إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، مبينا أنهما تعرضتا للتجربة، وطارتا بنجاح وكفاءة عالية.
ولفت الغامدي إلى أن الطائرة الصغيرة ستستخدم في مجال الاستطلاع، أما الطائرة الكبيرة التي تسمى «حارس الأجواء»، فستستخدم في مجال الاستطلاع، مبينًا أن مداها أكثر من 12 ساعة وستكون في الاستخدام قريبًا، بينما الطائرة الثانية تسمى «برق»، مشيرًا إلى أن الأخيرة تستخدم في مهام خاصة.
وأضاف نائب مدير معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة «إن صناعة هذه الطائرات التي تعمل من دون طيّار، إلى جانب أجهزة الملاحة وكل قطع الغيار وكل ما يتعلق بالطائرتين، تصنع بالداخل في المعهد، ومن خلال الرؤية الاستراتيجية لوزارة الدفاع والطيران، سيجري التعامل مع تصنيعها بكميات كبيرة في المستقبل القريب».
في غضون ذلك، كشف معرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار «أفِد» النقاب عن القدرات والإمكانات التي تعمل المؤسسة العسكرية السعودية عليها حاليًا، ما يؤكد جاهزيتها لقيادة عملياتها الحربية في جنوب البلاد وفي حربها ضد «داعش» في سوريا.
من جهته، قال العقيد حسين الدماس؛ مدير إدارة المصانع المساندة التابع للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الإدارة تستهدف توطين قطع الغيار سواء العسكرية أو غير العسكرية»، مشيرًا إلى مشاركة هذه المصانع في معرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار «أفِد»، يأتي من باب أنها تمتلك القدرات والإمكانات لتصنيع قطع الغيار والعدد.
ولفت الدماس إلى أن المصانع المساندة، أسهمت بمشاركة كبيرة في معرض «أفد»، من بينها مصنع العدد وقطع الغيار، مبينا أن هذه المصانع تخصصت في الصناعات الميكانيكية بمختلف أنواعها، وأنها تعمل بأيد سعودية خالصة، مشيرا إلى أن الخطة الاستراتيجية للسعودية، تتجه نحو الاكتفاء الذاتي من قطع الغيار والعدد في مختلف المجالات.
يشار إلى أن العاصمة السعودية شهدت، أول من أمس، توقيع خمس اتفاقيات مع شركات عالمية، أطلقت بموجبها شركات سعودية أجنبية متخصصة في نقل وتوطين تقنيات وصناعات متقدمة في مجال الطائرات العسكرية، والأقمار الصناعية، والرادارات، والطاقة النظيفة، وذلك على هامش معرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار «أفِد».
ويصحب فعاليات معرض القوات المسلحة لدعم توطين صناعة قطع الغيار «أفِد»، عدد من الندوات التي تتناول البعد الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي، للتوجه السعودي نحو توطين الصناعات الحربية، كاشفة عن ظاهرة صناعية هي الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
«حارس الأجواء» و«البرق».. طائرتان سعوديتا الصنع ستشاركان في العمليات الحربية
الغامدي لـ«الشرق الأوسط»: صناعتنا تتميز بالكفاءة العالية وتتوافر فيها عناصر السلامة
«حارس الأجواء» و«البرق».. طائرتان سعوديتا الصنع ستشاركان في العمليات الحربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة