اغتال مسلحون مجهولون أمس (الاثنين) قائد اللواء 15 مشاة قائد محور أبين اللواء عبد ربه حسين الإسرائيلي، ومرافقه العقيد جعبل علوي نائب مدير جهاز الأمن السياسي بمديرية المنصورة في حي الممدارة بحي الشيخ عثمان شرق العاصمة عدن، ولم تتبنَّ العملية أي جهة حتى اللحظة، إلا أن مصادر أمنية لم تستبعد ضلوع أجهزة أمنية مدربة تتحرك بتوجيهات من المخلوع صالح.
وقال مراقبون سياسيون، في أحاديث متفرقة لـ«الشرق الأوسط»، إن موجة الاغتيالات شبه اليومية التي تجتاح الكوادر الجنوبية العسكرية والمدنية وقيادات المقاومة الجنوبية في عدن والجنوب تأتي امتدادا لمسلسل اغتيالات ما بعد عام 90 و94 التي تقف خلفها أجهزة أمنية واستخباراتية تتسلم توجيهاتها من قبل الرئيس المخلوع صالح، مشيرين إلى أن «القاعدة» صناعة عفاشية بامتياز، وكثير من الوقائع والشواهد تثبت ذلك، والعالم يعرف ذلك تمامًا بأن المخلوع صالح استخدمها مثل شماعة لابتزاز الغرب والتخلص من خصومه السياسيين، على حد قولهم.
وفي تعليق لـ«الشرق الأوسط» حول موجة الاغتيالات التي تشهدها عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحررة، أكد المحامي يحيى غالب الشعيبي، القيادي البارز في الحراك الجنوبي السلمي، أن الحرب ما زالت مستمرة رغم هزيمة قوات المخلوع صالح وميليشيا الحوثيين عسكريا في عدن والمناطق المحررة، إلا أن ما يجري من اغتيالات تغيير لأسلوب المعركة اختارها الحوثي وصالح إلى حرب عصابات محددة نوعية تستهدف كوادر جنوبية متخصصة، وتتنوع أساليبها بين تفخيخ السيارات والقتل المباشر بطرق احترافية لمحاولة إفراغ المناطق المحررة من الكوادر الجنوبية المؤهلة.
ومضى الشعيبي بالقول: «هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هي محاولة لميليشيا الحوثيين وقوات صالح لتسجيل حضور سياسي خارجي للضغط على دول التحالف والحكومة الشرعية للرضوخ للحوار مع الحوثيين والرئيس المخلوع، وتتزامن بعض هذه الجرائم مع انعقاد مجلس الأمن، وأكبر دليل جريمة معسكر صلاح الدين ضد الجنود التي تزامنت قبل ساعات من انعقاد مجلس الأمن، وأشار إليها المبعوث الدولي بتقريره بسرعة البرق لمحاولة إثبات أن عدن والمناطق المحررة تحت سيطرة (القاعدة)»، على حد قوله.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر يمني مسؤول أن الميليشيا وضعت قرابة 30 قياديًا عسكريًا مواليًا للشرعية، ضمن أهدافها الرئيسية الأولى، وغالبيتهم من القيادات الميدانية التي حققت انتصارات على الجبهات وأجبرت الميليشيا إما على التراجع وإما على الاستسلام، لافتًا إلى أن الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع قيادات التحالف العربي الذي تقوده السعودية تعمل على تأمين المدن المحررة، من خلال وضع خطة استراتيجية لتأمين الدخول والخروج منها.
ونشرت «الشرق الأوسط» في وقت سابق تحفظ الحكومة الشرعية على مخططات ووثائق رسمية تابعة لميليشيا الحوثيين وحليفهم الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، حول الأهداف التي وضعتها الميليشيا التي تشمل استهداف مواقع رئيسية في الداخل، وأخرى حيوية في الجانب السعودي، إضافة إلى تحديدها أكثر من 1500 شخصية تعتزم اغتيالها من قيادات سياسية وعسكرية يمنية.
ويبدو أن ميليشيا الحوثيين، بحسب خبراء في السياسة، يعيشون مرحلة التخبط في اتخاذ القرارات، وهي المرحلة التي تسبق السقوط الأخير، بعد أن تنفذ جملة من العمليات التي تكون في أصلها مخالفة للأنظمة الدولية، وذلك لإرسال رسائل مختلفة تحاول من خلالها إعلان وجودها على الأرض وأن لها دورا تلعبه، ومن ذلك إطلاق الصواريخ بشكل عشوائي وضرب المدن والمديريات التي لا تقع تحت سيطرتها، دون وجود خطط عسكرية، يضاف إليها ما عمدت إليه - أخيرًا - من تصفية قيادات عسكرية من الميليشيا والحرس الجمهوري مخالفين لتوجه القيادة.
ويعيد مسلسل اغتيال الحوثيين للقيادات في الجيش الموالي للشرعية عهد الاغتيالات الذي انتشر في المنطقة العربية والعالم بعد الحرب العالمية الثانية، إذ شهدت جملة من الاغتيالات لرموز سياسية وعسكرية، منها ما أعلن عن دوافعه وأخرى مجهولة، وتظل عمليات اغتيال الحوثيين الممنهجة الأهم من حيث عدد الشخصيات والفترة الزمنية، إضافة إلى عدم وجود سبب جوهري لهذه الأعمال.
وبالعودة إلى علميات الاغتيالات التي من المتوقع أن تنفذها الميليشيا، أكد مصدر عسكري أن جميع القيادات الميدانية تقع ضمن أهداف الميليشيا، سواء تلك التي تعمل في الميدان أو القيادات العليا من ألوية وغيرهم من الضباط. ولم يفصح المصدر عن الشخصيات المستهدفة، إلا أنه أكد أن جميع اليمنيين يضحون من أجل إعادة الحق والشرعية، وطرد كل المخالفين للأنظمة المحلية والدولية.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 ميكا، وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن، لـ«الشرق الأوسط»: «إن العميد ركن عبد ربه الإسرائيلي، وهو من القيادات العسكرية البارزة التي لها دور مهم في عملية تحرير كثير من المديريات»، موضحًا أن جميع القيادات العسكرية اختارت هذا الطريق وهي تعي المخاطر في إعادة الوطن ممن سلبوه.
من ناحية ثانية دشن اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، أمس في مبنى المحافظة، افتتاح المركز الإعلامي التابع للسلطة المحلية بعدن، مؤكدًا في حديث له خلال المناسبة استمراره في مهامه إلى حين تطهير وتحرير العاصمة عدن من الإرهاب وقاعدة صالح مهما كلف ذلك من ثمن، مثمنًا الجهود المبذولة في تشكيل المركز من قِبل وكيل المحافظة للشؤون الإعلامية، الإعلامي محمد سعيد سالم، رئيس المركز الإعلامي، الذي يمثل - بحسب المحافظ - صوت العاصمة عدن.
وأشار محافظ عدن إلى أن المركز الإعلامي سيعكس سياسة المحافظة وصوتها الرسمي، مطالبًا وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية المقروءة والمسموعة والإلكترونية بالالتزام بالعمل الإعلامي المهني وتحري المصداقية والأمانة الصحافية، وبذل جهود استثنائية في هذه المرحلة المصيرية التي تمر بها عدن، وسيضطلع المركز الإعلامي، بحسب القائمين عليه، بإصدار بيانات رسمية عن الوضع العام في عدن ونشاط الحكومة، بالإضافة إلى ما سيقوم به المركز من برامج تأهيلية للشباب بوجه خاص والقطاع الإعلامي بالمدينة.
اغتيال قائد محور أبين ومرافقيه شرق العاصمة المؤقتة.. والانقلابيون يتوعدون قياديين آخرين
محافظ عدن: مستمرون في مهامنا حتى تطهير المحافظة من الإرهاب
اغتيال قائد محور أبين ومرافقيه شرق العاصمة المؤقتة.. والانقلابيون يتوعدون قياديين آخرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة