واصلت الطائرات الحربية الروسية قصفها المكثّف لمناطق سيطرة المعارضة في وسط وشرق وشمال سوريا، مما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بحسب مواقع معارضة، في حين وثّق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 9500 شخص بينهم 1653 مدنيًا منهم نحو 650 طفلاً وامرأة، جرّاء الغارات الروسية منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. كذلك شهدت محافظة حلب وريف محافظة اللاذقية وجبهات أخرى اشتباكات عنيفة بين جيش النظام وحلفائه ومقاتلي المعارضة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
قوات النظام جددت أمس قصفها لحي جوبر في العاصمة دمشق، فيما نفذت حملة دهم لمنازل مواطنين في حي مساكن برزة في ضواحي دمشق، طالت عددا من الشبان واقتادتهم إلى جهة مجهولة. ولم تغب الطائرات الروسية عن الأجواء السورية، إذ نفذت أمس 4 غارات على مدينة عربين في الغوطة الشرقية، كما قصفت محيط تل فرزات وحوشي الأشعري والصالحية ومزارع الافتريس ومحيط بلدات حزرما واوتايا والفضائية والنشابية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية، بريف دمشق، وذلك بالتزامن مع اشتباكات بين الفصائل المعارضة و«جبهة النصرة» من جهة ومقاتلي تنظيم داعش من جهة أخرى في القلمون الشرقي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
أما بالنسبة لمدينة حلب وريف محافظتها فكانت هدفًا لقصف جوي كثيف، حيث نفذت الطائرات الروسية بعد منتصف ليل الجمعة - السبت غارتين على حي بني زيد شمال حلب، وغارتين أخرتين على حي بستان الباشا داخل المدينة ومنطقة الليرمون بضواحيها. كما شنت عدة غارات أمس على بلدات عندان وحيان وبيانون ومارع بريف حلب الشمالي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جانبه، أن الفصائل المعارضة والإسلامية «أطلقت عدة قذائف على منطقة الملعب البلدي الخاضعة لسيطرة قوات النظام داخل مدينة حلب، مما أدى إلى أضرار مادية». وأوضح أن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة منطقة السكن الشبابي وأطراف حي الأشرفية في حلب، في حين دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى في أطراف حي جمعية الزهراء غرب حلب».
كذلك أدت الغارات الروسية على بلدة سراقب في ريف محافظة إدلب الشرقي، بحسب «المرصد» إلى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل، كما نفذت طائرات غارات على أطراف سنجار.
وفي ريف محافظة حماه الشمالي الغربي، استهدفت فصائل المعارضة بصواريخ غراد تمركزات لقوات النظام في معسكر جورين، أوقعت خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وفي الوقت نفسه، شهد جبل الأكراد وجبل التركمان في ريف محافظة اللاذقية اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وحلفائها وفصائل المعارضة، وأفاد ناشطون، أن «الاشتباكات اندلعت بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، وبين الفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة، في محيط قريتي محشبا وعين القنطرة ومنطقة الحمرات وشير قبوع وعين الغزل وعدة محاور أخرى بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي. وأسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وسط تقدم لغرفة عمليات قوات النظام وسيطرتها على قريتي محشبا وعين القنطرة على الأطراف الشرقية لناحية كنسبا».
إلى ذلك، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن «منظمات إغاثية وإنسانية عاملة في ريف اللاذقية، نقلت مكاتبها ومستودعاتها من مناطق ريف اللاذقية باتجاه قرى ريف إدلب الغربي». وأوضح أنه «مع بداية تقدم القوات النظامية وتكثيف الطيران الحربي الروسي غاراته على الريف، بدأت بعض المنظمات وعلى نطاق ضيق بنقل مستودعاتها ومكاتبها إلى مناطق أكثر أمنا لتزداد هذه الوتيرة مع التقدم الكبير لهذه القوات»، مشيرًا إلى أن «أكثر من 33 منظمة إنسانية وإغاثية قامت بنقل مكاتبها ومستودعاتها أبرزها، منظمتي فلوكا الحرية والكرفان السحري وجمعية الإغاثة الإنسانية التركية ومؤسسة التمنية والبناء والائتلاف الإغاثي في بلجيكا وهيئة علم».
وبالتزامن مع تكثيف الغارات الروسية على مناطق سيطرة المعارضة، وثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» 49307 غارات نفذتها طائرات نظام بشار الأسد الحربية وهليكوبتراته العسكرية، خلال 16 شهرًا، على مئات المزارع والتجمعات والبلدات والقرى والمدن السورية، في معظم المحافظات السورية. وذكر «المرصد» أن «آلاف الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية عن مقتل نحو 9500 شخص، وهم: 1653 مدنيًا سوريًا بينهم 402 طفلاً دون سن الـ18، و230 امرأة فوق سن الثامنة عشر، إضافة إلى 1089 عنصرًا من تنظيم داعش و1417 مقاتلاً من فصائل المعارضة وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية». وتابع: «إن الإحصائيات المرعبة للخسائر البشرية، التي يكون فيها المدنيون السوريون هم الضحية الأساسية للعمليات العسكرية في سوريا، بالإضافة إلى توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بشكل مستمر في سوريا».
ورأى «المرصد» أن «هذه الأرقام هي عبارة عن رسالة إلى المجتمع الدولي، مليئة بصرخات وآلام أبناء الشعب السوري، لعل هذا الارتفاع المخيف في أعداد الخسائر البشرية، وصرخات وآلام الجرحى والمصابين وذويهم، تحرك ضمير هذا المجتمع، من أجل الوقف الفوري للقتل المستمر بحق المواطنين السوريين، وإحالة المجرمين إلى المحاكم الدولية المختصة».
موسكو تؤكد مواصلة دعم الأسد.. وطائراتها تكثّف قصفها مناطق المعارضة
سلاحها الجوي قتل 9500 شخص بينهم 650 طفلاً وامرأة منذ تدخلها العسكري في سوريا
موسكو تؤكد مواصلة دعم الأسد.. وطائراتها تكثّف قصفها مناطق المعارضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة