صلابة دفاع توتنهام.. طريقه لحصد اللقب

الفريق اللندني أقل الفرق التي اهتزت شباكها في الدوري الإنجليزي هذا الموسم

توتنهام يتمتع بأفضل سجل دفاعي   (رويترز)  -  توظيف المدرب لداير في دور مختلف من أهم أسباب نجاح الفريق (رويترز)  -  بوكيتينو أجرى  تعديلا ذكيا على طريقة الضغط الدفاعي (رويترز)
توتنهام يتمتع بأفضل سجل دفاعي (رويترز) - توظيف المدرب لداير في دور مختلف من أهم أسباب نجاح الفريق (رويترز) - بوكيتينو أجرى تعديلا ذكيا على طريقة الضغط الدفاعي (رويترز)
TT

صلابة دفاع توتنهام.. طريقه لحصد اللقب

توتنهام يتمتع بأفضل سجل دفاعي   (رويترز)  -  توظيف المدرب لداير في دور مختلف من أهم أسباب نجاح الفريق (رويترز)  -  بوكيتينو أجرى  تعديلا ذكيا على طريقة الضغط الدفاعي (رويترز)
توتنهام يتمتع بأفضل سجل دفاعي (رويترز) - توظيف المدرب لداير في دور مختلف من أهم أسباب نجاح الفريق (رويترز) - بوكيتينو أجرى تعديلا ذكيا على طريقة الضغط الدفاعي (رويترز)

أجرى ماوريسيو بوكيتينو تعديلا ذكيا على طريقة الضغط الدفاعي لتوتنهام هوتسبير، كما أن توظيف المدرب لإريك داير في مركز لاعب الوسط المدافع المحوري، الذي يمكنه التراجع إلى الخط الخلفي، يعد من أهم أسباب نجاح الفريق. يملك توتنهام أفضل دفاع في الدوري الإنجليزي (البريميرليغ)؛ وليست هذه جملة اعتدنا على سماعها. لم ينجح توتنهام منذ العام 1951 في إنهاء الدوري أو مرحلة متقدمة من مراحله بأفضل سجل دفاعي في البطولة. ليس هذا حال توتنهام، فقد اعتاد متابعوه على أن يقدم الفريق أداء هجوميا عبقريا على فترات متباعدة، وعلى خلفية من الأداء المتذبذب بشكل عام. لكن الوضع تغير.
لكن الشيء اللافت فعلا هو الضغط الذي يمارسه توتنهام. قد لا يقوم الفريق بنفس الضغط المتقدم أو بنفس الوتيرة المستمرة مثلما كان الحال مع فريق ساوثهامبتون عندما كان يقوده بوكيتينو، ولكن هذا جزء من نضوجه كمدرب. في السنوات السابقة كانت الفرق التي يدربها بوكيتينو تميل إلى التراجع والانهيار في المراحل الأخيرة من الموسم، لكن هذا التراجع بات غير ملموس على نحو متزايد، بعدما تكيف المدرب الأرجنتيني مع متطلبات البريميرليغ. صار الضغط أكثر انضباطا الآن، إن لم يكن يبدو أكثر فعالية. إن بصمة بوكيتينو واضحة، كما أن أوجه الشبه بين فريق نيولز أولد بويز الأرجنتيني، الذي نضج في صفوفه كقلب دفاع وفريق توتنهام الذي يدربه واضحة.
قال بوكيتينو هذا الشهر: «عندما كنا نفوز بالألقاب، ووصلنا إلى نهائي كأس ليبرتادوريس - (هي بطولة كرة قدم دولية سنوية تقام للأندية في قارة أميركا الجنوبية رغم أن البطولة قد شاركت فيها الأندية المتميزة من المكسيك في السنوات الأخيرة) - في 1992. كنا نشبه إلى حد بعيد الفريق الذي لدينا الآن، فيما يتصل بمتوسط أعمار الفريق، والتوازن بين اللاعبين صغار السن وذوي الخبرة. كان هناك لاعبون صاعدون جيدون – مثلي – ولاعبون رائعون يتمتعون بالخبرة. توازن مشابه ومشروع مشابه. إن وجود اللاعبين صغار السن في الفريق مهم، على الأقل لأنهم يميلون لأن يكونوا أكثر مرونة وأقل أنانية من اللاعبين المتمرسين، وأكثر استعدادا لتنفيذ تعليمات المدرب». كان بوكيتينو في الـ13 من العمر عندما التقى لأول مرة، مارسيلو بيلسا، الذي كان قد انضم لتوه آنذاك لنادي نيولز كمنسق لقطاع الناشئين. وكان بيلسا، الذي يرتعد من السفر جوا، والمهووس بالتفاصيل، قسم الأرجنتين إلى 70 قسما، ومن وازع إيمانه بأن المواهب في المناطق النائية تتعرض للتجاهل في كثير من الأحيان، فقد كان لديه العزيمة لأن يتوجه إلى كل من هذه الأقسام بسيارته من طراز فيات 147، سعيا وراء اكتشاف لاعبين جدد. كان الذهاب إلى بلدة مورفي، مسقط رأس بوكيتينو – التي يقطنها 3500 نسمة، بمن في ذلك والدا حارس ساوثهامبتون، باولو غازانيغا – من أقصر الجولات التي قطعها، فهي تقع في مقاطعة «سانتا في»، شأنها شأن بلدة روزاريو، معقل نادي نيولز. لكن كانت الساعة 2 بعد منتصف الليل عندما وصل بيلسا. نظر إلى ساقي الصبي النائم، وقرر أنه لاعب كرة وحصل على توقيعه في الحال. بعد ذلك بخمس سنوات، أصبح بيلسا مدربا لنيولز، خلفا لخوسيه يوديكا، وتم تصعيد بوكيتينو للفريق الأول.
وبحلول العام 1992، كانت طريقة لعب الفريق قد تطورت. كان خوان مانويل ليوب يلعب في مركز الظهير الأيمن الذي يمكنه اللعب في وسط الملعب، لكنه انتقل لأداء دور لاعب الوسط المدافع المحوري، المكلف بالعودة إلى الخلف ليتحول إلى لاعب قلب دفاع ثالث، في حالة تقدم ظهيري الجنب للهجوم. كانت هذه طريقة 3 - 4 - 3. وليس طريقة توتنهام الهجينة 4 - 3 - 3-4 - 2 - 3 - 1. لكن التشابه كان واضحا بين دور ليوب والدور الذي يؤديه إريك داير، وهي الطريقة التي يتم من خلالها بناء قاعدة ثابتة لتكون بمثابة منصة للضغط على المنافس. ورغم أن بوكيتينو بدأ يناوب بين ظهيري الجنب، فإنه ترك قلب دفاعه ثابتا. اضطرته إصابة الركبة التي لحقت بيان فيرتونخين إلى عمل تغيير، ولكن قبل هذا، كان فيرتونخين وتوبي ألدرويرلد ضمن التشكيل الأساسي خلال أول 23 مباراة في الموسم. دخل كيفين ويمر التشكيل الأساسي خلال المباريات الثلاث التي أعقبت إصابة فيرتونخين، ليصبح ثالث لاعب قلب دفاع يستعين به توتنهام هذا الموسم؛ وهذا التناقض مع موسم 2007-2008، عندما استخدم الفريق 9 لاعبين مختلفين في مركز قلب الدفاع، ينطوي على دلالة. في 21 من تلك المباريات، كان داير يلعب أمام لاعبي قلب الدفاع مباشرة، وهذه العلاقة تنطوي على أهمية. يلعب فيرتونخين وألديرويرلد كظهيرين مع منتخب بلجيكا؛ قد يميلان أكثر على اللعب في وسط الملعب، ولكنهما قادران ومعتادان على اللعب على الأجناب. يستطيع داير بعد ذلك أن يتراجع ليلعب وسطهما كقلب دفاع ثالث – وفي مواجهة واتفورد في ديسمبر (كانون الأول)، في واقع الأمر، بدأ الثلاثي كثلاثي دفاعي في مواجهة تروي ديني وأوديون إيغالو.
وبدورها تعطي هذه المقدرة على الانتقال إلى ثلاثي دفاعي خلال المباريات، للاعبي الأجناب ضوءا أخضر كاملا للتقدم، وهي مفيدة من وجهة نظر هجومية، لأنه يسمح لهم بخلق مساحات بعرض الملعب، لكنها تعتبر كذلك ميزة من الناحية الدفاعية، إذ تسهل الضغط في مناطق متقدمة من الملعب. تظهر فعالية هذه الطريقة في عدد من الإحصائيات. يحتل توتنهام المرتبة السادسة كأكثر فريق ينفذ محاولات استخلاص الكرة بالتزحلق في كل مباراة في البريميرليغ، ولكن المهم في هذه الإحصائية هو أن من بين الفرق التي تقوم بمحاولات استخلاص الكرة بهذه الطريقة أكثر من توتنهام، فقط ليفربول هو صاحب أكبر نسبة استحواذ هذا الموسم، بينما ثلاثة من هذه الفرق تقع ضمن الفرق الأربعة التي تتذيل ترتيب المسابقة (ومن الواضح أن هناك ارتباط بين فقدان الكرة – الاستحواذ الضعيف – ومعدل محاولات استخلاصها بالتزحلق).
كما ويقوم توتنهام بأكبر عدد من المخالفات في المباراة الواحدة – 12.7 في كل مباراة – وهو دليل على مدى تغيرهم عما كانوا عليه سابقا، عندما كانوا يعتبرون فريقا مستأنسا لدرجة ألا يؤخذ على محمل الجد. لم ينجح أي لاعب وسط مدافع في قطع الكرة هذا الموسم أكثر من ديلي ألي، بينما يأتي إريك لاميلا في المركز الثالث مكرر في هذا الصدد، بينما تفوق هاري كين على كل المهاجمين في استخلاص الكرة، وهو ما يعطي مؤشرا على رغبة توتنهام في استعادة الاستحواذ في مناطق متقدمة جدا من الملعب. كل هذا يستلزم لياقة بدنية قوية، وهو ما كان كذلك يميز فريق بيلسا. قال مدافع فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني السابق، خوان سيميون: «كان فريق نيولز أشبه بقاطرة تبعثر أي مقاومة. كان هذا الفريق يقوم بخنقك، وهذه لمسة بيلسا، الذي أضاف ضغطا جنونيا إلى أسلوب لعب نيولز. كنت لتتوجه إلى غرفة خلع الملابس بعد انتهاء إحدى المباريات ضدهم ولديك شعور بأنك على وشك أن تفقد وعيك، لأنهم كانوا يجبرونك على الجري بمعدلات لم تشهدها من قبل أبدا».
قال براد فريديل حارس مرمى توتنهام السابق إنه على مدار عقدين من الانخراط في مجال كرة القدم، لم يعمل مع مدرب يولي هذا التركيز على زيادة المعدلات البدنية أكثر من بوكيتينو. لكن الفارق بينه وبين بيلسا الذي كان يميل دائما لرفع الحالة البدنية للاعبيه، يكمن في تعديل الحمل التدريبي بحيث لم يعد اللاعبون ينهارون في المراحل الأخيرة من الموسم. ولا تبدو فوائد هذا واضحة من خلال الحالة البدنية لتوتنهام فحسب، وإنما من خلال نقص الإصابات العضلية التي تعرض لها الفريق هذا الموسم. وهذا بدوره يتيح تماسكا أكثر في الاختيارات، ويجعل الضغط أكثر سلاسة. لقد نشأت طريقة فعالة، كان بيلسا الملهم لظهورها، لكن قد يكون بوكيتينو هو من قام بتطويرها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».