أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها تتوقع أن تتمكن من إيصال المساعدات إلى كل مناطق سوريا المحاصرة خلال أسبوع بعد الاجتماع الثاني في جنيف لفرقة العمل المعنية بوصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وفي وقت كانت قد بدأت المساعدات تصل منذ يوم أول من أمس، إلى بعض المناطق المحاصرة بحسب ما نص عليه اتفاق ميونيخ، تؤكد المعارضة على مطالبتها بضرورة فك الحصار عن المناطق وليس الاكتفاء فقط بإيصال المساعدات إليها.
من جهتها، نددت منظمة «أطباء بلا حدود» بـ«التجويع» نتيجة للحصار المفروض على بعض المناطق في سوريا، وهو ما أدى حسب أرقامها، إلى وفاة 49 شخصا بين الأول من ديسمبر (كانون الأول) و29 يناير (كانون الثاني) في بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق.
وأعلن يان إيغلاند كبير مستشاري مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ورئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تعتزم القيام في الأيام القادمة بأول عمليات إسقاط جوي للمساعدات في سوريا على بلدة دير الزور التي يحاصرها تنظيم داعش ويعيش فيها 200 ألف شخص.. وأكد وصول 114 شاحنة وزّعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مساعدات إلى 80 ألف شخص في خمس مناطق محاصرة. وأضاف: «ناقشنا المرحلة المقبلة وهي الوصول إلى باقي المناطق المحاصرة كلها. وينبغي أن نتمكن من تحقيق ذلك قبل الاجتماع المقبل الذي سيعقد بعد أسبوع».
وقال للصحافيين بعد اجتماع المجموعة في جنيف إن برنامج الأغذية العالمي لديه خطة ملموسة لتنفيذ العملية، مضيفا: «إنها عملية معقدة وستكون الأولى من نوعها من عدة جوانب». وقال إن دولا كثيرة تدعم هذه العملية منها روسيا والولايات المتحدة. وقال: «إن عددا من الدول الأعضاء تعهدوا بدعم محاولة الوصول إلى دير الزور»، مشيرا إلى تعاون ممتاز بين روسيا والولايات المتحدة.
وحول مضايا المحاصرة من الجيش السوري، قالت «أطباء بلا حدود»: «لم يسمح للإمدادات الطبية والغذائية بالدخول من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر إلى البلدة، كما لم يسمح بإجلاء الحالات الطبية التي تحتاج إلى علاجات منقذة للحياة». وأكد محمد الشامي المشرف على توزيع المساعدات في مضايا، لـ«الشرق الأوسط» وصول أول من أمس إلى البلدة 63 شاحنة محملة بنحو 7800 سلّة غذائية من الأرز والطحين والبرغل والسكر والزيت وقد تم إفراغها في مستودعات تمهيدا للبدء بتوزيعها على العائلات.
من جهته، قال محمد قباني، الناشط في معضمية الشام «نعم قامت الأمم المتحدة بإدخال المواد الغذائية، لكنها لم تنه الحصار والمعاناة. لا تزال المعابر مغلقة والدخول والخروج ممنوع»، مضيفا: «أعطت المحاصرين جرعة إنعاش ليعودوا بعد فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع إلى الموت البطيء». وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عندما قال الأهالي لبعثة الأمم المتحدة إن المساعدات التي وصلت لا تكفي لأكثر من 30 ألف شخص، بينما يعيش في المدينة 45 ألفا، كان جوابهم: هذا ما استطعنا القيام به، عليكم التفاوض مع النظام».
ويوم أول من أمس كان الهلال الأحمر قد أعلن عن وصول المساعدات إلى معضمية الشام ومضايا والزبداني وكفريا والفوعة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الاثنين بعد لقاء بين المبعوث الدولي إلى سوريا دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات إلى سبع مناطق محاصرة، هي: دير الزور (شرق) والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني ومعضمية الشام وكفر بطنا في ريف دمشق، وهي المناطق التي نص عليها اتفاق ميونيخ في وقت كانت فيه المعارضة قد قدمت للأمم المتحدة لائحة بـ18 بلدة.
المعارضة تطالب بفك الحصار عن المناطق.. وعدم الاكتفاء بتوصيل المساعدات
مسؤول أممي: ينبغي إيصالها إلى كل المناطق المحاصرة قبل اجتماع الأسبوع المقبل
المعارضة تطالب بفك الحصار عن المناطق.. وعدم الاكتفاء بتوصيل المساعدات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة