المعارضة تطالب بفك الحصار عن المناطق.. وعدم الاكتفاء بتوصيل المساعدات

مسؤول أممي: ينبغي إيصالها إلى كل المناطق المحاصرة قبل اجتماع الأسبوع المقبل

مؤتمر صحافي لمسؤولات بمنظمة «أطباء بلا حدود» عقد أمس في جنيف للتحدث عن حجم الضحايا السوريين في المستشفيات التي استهدفت من قبل الطيران الروسي الثلاثاء الماضي في معرة النعمان وأعزار شمال سوريا (أ.ب.إ)
مؤتمر صحافي لمسؤولات بمنظمة «أطباء بلا حدود» عقد أمس في جنيف للتحدث عن حجم الضحايا السوريين في المستشفيات التي استهدفت من قبل الطيران الروسي الثلاثاء الماضي في معرة النعمان وأعزار شمال سوريا (أ.ب.إ)
TT

المعارضة تطالب بفك الحصار عن المناطق.. وعدم الاكتفاء بتوصيل المساعدات

مؤتمر صحافي لمسؤولات بمنظمة «أطباء بلا حدود» عقد أمس في جنيف للتحدث عن حجم الضحايا السوريين في المستشفيات التي استهدفت من قبل الطيران الروسي الثلاثاء الماضي في معرة النعمان وأعزار شمال سوريا (أ.ب.إ)
مؤتمر صحافي لمسؤولات بمنظمة «أطباء بلا حدود» عقد أمس في جنيف للتحدث عن حجم الضحايا السوريين في المستشفيات التي استهدفت من قبل الطيران الروسي الثلاثاء الماضي في معرة النعمان وأعزار شمال سوريا (أ.ب.إ)

أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها تتوقع أن تتمكن من إيصال المساعدات إلى كل مناطق سوريا المحاصرة خلال أسبوع بعد الاجتماع الثاني في جنيف لفرقة العمل المعنية بوصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وفي وقت كانت قد بدأت المساعدات تصل منذ يوم أول من أمس، إلى بعض المناطق المحاصرة بحسب ما نص عليه اتفاق ميونيخ، تؤكد المعارضة على مطالبتها بضرورة فك الحصار عن المناطق وليس الاكتفاء فقط بإيصال المساعدات إليها.
من جهتها، نددت منظمة «أطباء بلا حدود» بـ«التجويع» نتيجة للحصار المفروض على بعض المناطق في سوريا، وهو ما أدى حسب أرقامها، إلى وفاة 49 شخصا بين الأول من ديسمبر (كانون الأول) و29 يناير (كانون الثاني) في بلدة مضايا الواقعة في ريف دمشق.
وأعلن يان إيغلاند كبير مستشاري مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ورئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تعتزم القيام في الأيام القادمة بأول عمليات إسقاط جوي للمساعدات في سوريا ‬على بلدة دير الزور التي يحاصرها تنظيم داعش ويعيش فيها 200 ألف شخص.. وأكد وصول 114 شاحنة وزّعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مساعدات إلى 80 ألف شخص في خمس مناطق محاصرة. وأضاف: «ناقشنا المرحلة المقبلة وهي الوصول إلى باقي المناطق المحاصرة كلها. وينبغي أن نتمكن من تحقيق ذلك قبل الاجتماع المقبل الذي سيعقد بعد أسبوع».‬
وقال للصحافيين بعد اجتماع المجموعة في جنيف إن برنامج الأغذية العالمي لديه خطة ملموسة لتنفيذ العملية، مضيفا: «إنها عملية معقدة وستكون الأولى من نوعها من عدة جوانب». وقال إن دولا كثيرة تدعم هذه العملية منها روسيا والولايات المتحدة. وقال: «إن عددا من الدول الأعضاء تعهدوا بدعم محاولة الوصول إلى دير الزور»، مشيرا إلى تعاون ممتاز بين روسيا والولايات المتحدة.
وحول مضايا المحاصرة من الجيش السوري، قالت «أطباء بلا حدود»: «لم يسمح للإمدادات الطبية والغذائية بالدخول من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر إلى البلدة، كما لم يسمح بإجلاء الحالات الطبية التي تحتاج إلى علاجات منقذة للحياة». وأكد محمد الشامي المشرف على توزيع المساعدات في مضايا، لـ«الشرق الأوسط» وصول أول من أمس إلى البلدة 63 شاحنة محملة بنحو 7800 سلّة غذائية من الأرز والطحين والبرغل والسكر والزيت وقد تم إفراغها في مستودعات تمهيدا للبدء بتوزيعها على العائلات.
من جهته، قال محمد قباني، الناشط في معضمية الشام «نعم قامت الأمم المتحدة بإدخال المواد الغذائية، لكنها لم تنه الحصار والمعاناة. لا تزال المعابر مغلقة والدخول والخروج ممنوع»، مضيفا: «أعطت المحاصرين جرعة إنعاش ليعودوا بعد فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع إلى الموت البطيء». وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عندما قال الأهالي لبعثة الأمم المتحدة إن المساعدات التي وصلت لا تكفي لأكثر من 30 ألف شخص، بينما يعيش في المدينة 45 ألفا، كان جوابهم: هذا ما استطعنا القيام به، عليكم التفاوض مع النظام».
ويوم أول من أمس كان الهلال الأحمر قد أعلن عن وصول المساعدات إلى معضمية الشام ومضايا والزبداني وكفريا والفوعة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الاثنين بعد لقاء بين المبعوث الدولي إلى سوريا دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات إلى سبع مناطق محاصرة، هي: دير الزور (شرق) والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني ومعضمية الشام وكفر بطنا في ريف دمشق، وهي المناطق التي نص عليها اتفاق ميونيخ في وقت كانت فيه المعارضة قد قدمت للأمم المتحدة لائحة بـ18 بلدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.