حكومة كردستان توافق على مقترح العبادي: النفط مقابل الرواتب

بغداد وأربيل تتعكزان على اتفاق جديد للخروج من الأزمة المالية للحكومتين

حكومة كردستان توافق على مقترح العبادي: النفط مقابل الرواتب
TT

حكومة كردستان توافق على مقترح العبادي: النفط مقابل الرواتب

حكومة كردستان توافق على مقترح العبادي: النفط مقابل الرواتب

رحبت حكومة إقليم كردستان، أمس، بمقترح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتأمين رواتب موظفي الإقليم مقابل تسليم أربيل النفط المنتج من حقولها، بالإضافة إلى كركوك، عبر الحكومة الاتحادية. وقالت حكومة إربيل، في بيان لها أمس (الأربعاء)، إن «حكومة الإقليم تقبل بالمقترح الذي قدمه رئيس الوزراء العراقي، بتأمين جميع رواتب موظفي كردستان البالغ عددهم مليونا و400 ألف موظف مقابل تسلم بغداد جميع إنتاجها النفطي». وأضاف البيان أن «الإقليم يحتاج شهريا إلى 890 مليار دينار عراقي». وشددت حكومة الإقليم «على أهمية مواصلة الحوار مع حكومة بغداد وتنفيذ الالتزامات القانونية على أسس المصلحة المشتركة للبلاد، وضمان المستحقات القانونية والمالية من الواردات الاتحادية وفق الدستور العراقي».
وفي حين أبدى مكتب العبادي ترحيبه بإعلان كردستان قبولها مبادرة رئيس الوزراء بهذا الشأن أعلنت وزارة النفط عن عدم علمها بتفاصيل هذا الاتفاق الجديد.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما تم الإعلان عنه بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية أمر لم نعرف به حتى الآن باعتبارنا وزارة نفط، إذ إننا بوصفنا وزارة تنفيذية نتولى تطبيق ما يتم الاتفاق بشأنه»، مشيرًا إلى أن «الاتفاق السابق الذي أبرم أواخر عام 2014 كان قد تم الالتزام بموجبه من قبل حكومة الإقليم للأشهر الخمسة الأولى من عام 2015، ومن ثم لم يتم الالتزام بالكمية المقررة، وهي 550 ألف برميل في اليوم، منها 250 ألف برميل من نفط إقليم كردستان، و350 ألف من حقول كركوك، مقابل أن يتم تسليم كردستان الحصة المقررة لها في الموازنة، وهي 17 في المائة، غير أن هذا الاتفاق لم يستمر بسبب عدم الالتزام بالكميات المقررة». وفيما إذا كان ما حصل هو اتفاقا جديدا أم عودة للاتفاق السابق، قال جهاد إن «الأمر لا يزال غير واضح، لا سيما أن حكومة الإقليم ربطت الكمية المنتجة من النفط برواتب الإقليم، وهو أمر قد لا يمكن ضمانه بشكل مستمر، لأن أسعار النفط متغيرة، بينما هم يريدون رقما معينا بوصفها الرواتب الشهرية لموظفي الإقليم».
يذكر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد، في مقابلة مع قناة «العراقية» الرسمية، أن بغداد ستدفع رواتب موظفي الحكومة المحلية في كردستان العراق، إذا ما أوقف الإقليم بيع النفط للخارج، مبينًا أن الإقليم يحصل على إيرادات من النفط الذي يصدره.
وفي هذا السياق، أكد رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي، خسرو عبد الله، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن ما حصل هو ليس اتفاقا جديدا أو قديما، بل إن حكومة الإقليم بادرت إلى الموافقة على مبادرة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي قال إنه يتعهد بتسليم رواتب الإقليم في حال تم تسليم النفط إلى الحكومة الاتحادية، وهو ما أعلنا موافقتنا عليه». وردا على سؤال فيما إذا كان ذلك يعني تأمين الرواتب الخاصة بموظفي الإقليم بموجب الكمية التي يجري تصديرها من النفط عبر شركة «سومو» الاتحادية أم أن الأمر يتعلق بنسبة الـ17 في المائة المقررة للإقليم بالموازنة العراقية لسنة 2016 قال عبد الله إن «المبلغ الذي أعلنته حكومة الإقليم الذي يتأتى من صادراتنا النفطية بالإقليم تعادل نسبة الـ17 في المائة، وهو ما يعني نهاية المشكلات مع الحكومة الاتحادية في حال تم الالتزام بذلك»، معربا في الوقت نفسه عن «الاستغراب من قطع رواتب موظفي الإقليم ونسبة الإقليم من الموازنة من قبل الحكومة الاتحادية، بحجة عدم التزام كردستان بالكمية المقررة شهريا من النفط، بينما هناك ظروف مختلة يمكن أن تؤثر على الإنتاج والصادرات، لكن حكومة الإقليم ملتزمة في النهاية بتصدير الكمية المتفق عليها خلال السنة». وكانت وزارة الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، أعلنت في (الرابع من 2016 الحالي) عن ارتفاع معدل صادرات النفط من الإقليم إلى 601 ألف و811 برميلا يوميًا، في 2016، بعد أن كانت 17 ألفًا و755 برميلاً في 2015 المنصرم. يذكر أن حكومة إقليم كردستان تواجه أزمة مالية حادة، نتيجة تداعيات انخفاض أسعار النفط العالمية، والحرب ضد «داعش»، ما أدى إلى شل الحياة الاقتصادية في الإقليم، وتأخر صرف رواتب موظفيه لأكثر من أربعة أشهر (منذ 2015 المنصرم)، مع قيامها باستقطاعات كبيرة تراوحت بين 15 إلى 75 في المائة من راتب 2016، الذي يُصرف خلال الأيام القليلة الماضية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.