«المستقبل» يبدأ تحركًا مع المرشحين الرئاسيين لحثّهم على المشاركة في جلسة 2 مارس

الحريري يجدد التزامه بترشيح فرنجية للرئاسة.. وعون ممتعض

«المستقبل» يبدأ تحركًا مع المرشحين الرئاسيين لحثّهم على المشاركة في جلسة 2 مارس
TT

«المستقبل» يبدأ تحركًا مع المرشحين الرئاسيين لحثّهم على المشاركة في جلسة 2 مارس

«المستقبل» يبدأ تحركًا مع المرشحين الرئاسيين لحثّهم على المشاركة في جلسة 2 مارس

يبدأ وفد من تيار «المستقبل» اليوم جولة على المرشحين الرئاسيين، عون وفرنجية والنائب في كتلة «اللقاء الديمقراطي» هنري حلو، بهدف حثهم على تلبية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للجلسة الـ36 التي حددها في 2 مارس (آذار) لانتخاب رئيس. وهو ما كشفته مصادر في قوى 14 آذار لـ«الشرق الأوسط» مرجحة أن تكون «هذه الحركة من دون بركة»، بإشارة إلى أنّها لا تتوقع أن يكون حزب الله وعون بوارد التراجع عن مواقفهما السابقة في هذا الملف.
وجدّد رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري يوم أمس الأربعاء التزامه بترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، الذي أكد بدوره تمسكه بهذا الترشيح، لافتا إلى أن الأمور مع حليفه السابق ومنافسه الحالي على موقع الرئاسة، رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «ليست على ما يرام».
وتُقاطع قوى 8 آذار وعلى رأسها حزب الله وتيار عون جلسات انتخاب الرئيس مشترطة الاتفاق المسبق على عون رئيسا للبلاد قبل التوجه إلى المجلس النيابي لانتخابه. والمفارقة أن المرشحين المحسوبين على هذا الفريق أي فرنجية وعون قاطعا الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس التزاما بالقرار الموحد لقوى 8 آذار، علما بأن كتلة بري تواظب على المشاركة بكل الجلسات.
وبينما يؤيد حزب الله وحزب «القوات» ترشيح عون للرئاسة، يدعم تيار «المستقبل» والنائب وليد جنبلاط ترشيح فرنجية، ويسعى حزب «الكتائب» لوصول رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل إلى سدة الرئاسة من جديد، في وقت لم يحسم رئيس المجلس النيابي خياره بشكل رسمي وعلني بعد.
وقد وضع اللقاء الذي جمع الحريري وفرنجية أمس على مائدة الغداء في بيت الوسط في العاصمة بيروت حدا لكل الشائعات التي كان يتم التداول بها لجهة إمكانية سحب فرنجية ترشيحه لصالح العماد عون بالتزامن مع تبني الحريري ترشيح الأخير، ما يضمن انتخابه في الجلسة المقبلة بشبه توافق وطني. وقد أكد فرنجية أنّه لن ينسحب ويُحرج الحريري بعدما تبنى ترشيحه، لافتا إلى أنّه «ما دام هناك كتل ترشحني فأنا مستمر في الترشح». وقال: «نحن لا نقوم بشيء إلا بالتنسيق مع حلفائنا، ولن يكون هناك رئيس لا يحظى بتوافق وطني».
وأوضح فرنجية أن «التيار الوطني الحر حليف وصديق، إلا أن الأمور ليست بأفضل حال مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون». وعلّق الحريري بعد ذلك على ما أدلى به فرنجية قائلا: «كلام من ذهب».
بالمقابل، أعربت مصادر في تيار عون عن امتعاضها مما آلت إليه الأمور بالملف الرئاسي، لافتة إلى أنّه «وبدل أن تحرك عودة الحريري إلى بيروت هذا الملف باتجاه الحلحلة، إذا بها تعيد الأمور إلى نقطة الصفر». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «قاومنا ومنذ 2014 سياسة فرض رئيس على المسيحيين، ونحن لن نتراجع اليوم بعدما بات أكثر من 85 في المائة من المسيحيين على خلفية اتفاق القوات - التيار الوطني الحر يدعمون انتخاب العماد عون رئيسا».
وعكست الأجواء التي سادت جلسة الحوار الوطني الخامسة عشرة التي انعقدت يوم أمس في مقر إقامة رئيس المجلس النيابي نبيه بري في منطقة عين التينة في بيروت، وقرار عدد من الأقطاب إيفاد ممثلين عنهم، شبه إقرار من قبل الفرقاء السياسيين بعدم القدرة على إحداث أي خرق يُذكر بجدار الأزمة الرئاسية. وقد خُصصت معظم هذه الجلسة للتداول بأزمة النفايات مع تعثر خيار الترحيل إلى الخارج، كما تم التطرق لأزمة اللجوء السوري. وأعلن بري أنه اعتبارا من الجلسة المقبلة والتي حدد التاسع من مارس موعدا لها، سيُصار إلى حصر النقاش بجدول الأعمال الذي يتصدره الملف الرئاسي.
وشن رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل هجوما عنيفا على الحكومة وعلى الشركات التي تولت ملف النفايات، ودعا لدى مغادرته جلسة الحوار، رئيس الحكومة تمام سلام إلى «سحب الملف من الشركات وان تتولى الدولة معالجته جذريا». وأبدى انزعاجه الشديد «لطريقة معالجة هذا الملف والتخبط في أسلوب التعاطي معه».
وقال الجميل: «ملف النفايات أصبح فيلمًا مكسيكيًا وكارثة وطنية وصحية يعاني منها اللبنانيون»، مشيرًا إلى أنه «على مجلس الوزراء اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المجموعة السياسية التي جعلتنا نعيش هذه الكارثة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.