الأردن يحشد فرقة مدرعة إضافية على الحدود مع سوريا

مصادر لـ {الشرق الأوسط}: تحركات قواتنا مستمرة بهدف تعظيم قوة الردع

الأردن يحشد فرقة مدرعة إضافية على الحدود مع سوريا
TT

الأردن يحشد فرقة مدرعة إضافية على الحدود مع سوريا

الأردن يحشد فرقة مدرعة إضافية على الحدود مع سوريا

أكدت مصادر حكومية أردنية أن القوات المسلحة الأردنية حشدت أمس قوات إضافية قوامها فرقة مدرعة على الحدود الأردنية السورية، وذلك بعد اشتداد المعارك والقصف الجوي لمدينة درعا والأحياء والبلدات المحيطة بها.
وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن إرسال هذه القوات بهدف تعزيز قوات حرس الحدود المنتشرة على طول الحدود الأردنية السورية البالغة طولها 378 كلم منذ اندلاع الأزمة السورية.
وقالت المصادر إن «تحركات قواتنا وقطاعاتها مستمرة وعادة تكون بهدف تعظيم قوة الردع وتحقيق استمرارية الجاهزية لحماية حدودنا وصد أية محاولات لاختراقها».
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول مشعل الزبن، تفقد قبل أيام عددا من المواقع الأمامية لوحدات حرس الحدود على الواجهة الشمالية ومعبري جابر والرمثا، إذ اطلع على الخطط الموضوعة من قبل القوات المسلحة وقوات حرس الحدود للتعامل مع كل ما من شأنه المساس بأمن المملكة الأردنية.
وتعمل القوات المسلحة الأردنية المنتشرة على طول الحدود مع سوريا ومع العراق على مراقبة أية تحركات أو أية عمليات تسلل، خصوصا أن تنظيم داعش يسيطر في العراق على المنطقة الحدودية مع الأردن، وكذلك تسيطر جبهة النصرة وتنظيمات متشددة في سوريا على المناطق الحدودية، إذ يخشى الأردن من فرار عناصر من هذين التنظيمين إلى الأراضي الأردنية.
كما أن القوات الأردنية تمنع أية حالات للتسلل وتطلق النيران باتجاه أي متسلل إليها، خصوصا أن حركة تهريب المخدرات نشطت في الآونة الأخيرة، إذ ضبطت القوات الأردنية كميات كبيرة من المخدرات بأنواعها نتيجة عدم السيطرة على الحدود في الداخل السوري.
وتعيش المناطق السكنية المحاذية للحدود السورية حالة من الهلع بعد أن اشتدت الاشتباكات العسكرية في درعا ومحيطها، وتضاعف خوف وقلق سكان الرمثا وقراها الطرة والشجرة وعمراوة والذنيبة بشكل لافت، نظرا لكثافة النيران ذات الأصوات العالية، خصوصا في الليل، مؤكدين أن وتيرة الحرب ارتفعت خلال الأيام الماضية.
على الصعيد الإنساني أكدت مصادر حكومية أردنية أنه لم يتم إدخال أي لاجئ سوري من منطقة درعا، ولم يسجل أي حالة لجوء من تلك المنطقة. وقالت المصادر إن قرار دخول اللاجئين من منطقة درعا قرار سيادي لم يتم اتخاذه بعد، إذ إن نزوح السوريين ووجودهم بأرقام تصل إلى الآلاف لم يتضح.
وأشارت المصادر إلى أن اجتماعات تعقد وهناك متابعة مستمرة من قبل الوزارات المعنية وكل الأجهزة العسكرية والأمنية لمتابعة الأوضاع والتعامل مع حالات اللجوء إن حدثت.
ويستضيف الأردن نحو مليون و300 ألف لاجئ سوري موزعين على عدد من مخيمات اللجوء ومختلف محافظات المملكة، خصوصا في المحافظات الشمالية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».