أهل عدن يتحدّون الإرهاب بمهرجان مدينة السلام

جددوا وقوفهم إلى جانب التحالف

مجموعة من أهالي عدن في تجمع أمس ينددون بالعمليات الإرهابية ({الشرق الأوسط})
مجموعة من أهالي عدن في تجمع أمس ينددون بالعمليات الإرهابية ({الشرق الأوسط})
TT

أهل عدن يتحدّون الإرهاب بمهرجان مدينة السلام

مجموعة من أهالي عدن في تجمع أمس ينددون بالعمليات الإرهابية ({الشرق الأوسط})
مجموعة من أهالي عدن في تجمع أمس ينددون بالعمليات الإرهابية ({الشرق الأوسط})

تحت شعار «عدن.. مدينة السلام»، وفي تحدٍ شعبي رافض لأي وجود للجماعات الإرهابية بعدن، أحيا الآلاف من نشطاء وأهالي وسكان العاصمة المؤقتة أمس الثلاثاء وسط ساحة الشهداء بمدينة المنصورة التي تتخذها جماعات إرهابية مقرا لها، ذكرى انتفاضة 16 فبراير (شباط) السلمية التي انطلقت في عام 2011 لإسقاط نظام المخلوع صالح.
وفي الفعالية التي أقيمت وسط إجراءات أمنية مشددة لوحدات من المقاومة «كتائب الشهيد جعبل البركاني» احتفالا بذكرى انتفاضة 16 فبراير الخامسة، تم إلقاء عدد من الكلمات التي أعلنت عن وقوف الحراك الجنوبي إلى جانب التحالف وقيادة العاصمة عدن، وجددت رفضها لما سمتها قاعدة المخلوع صالح، مؤكدة أن عدن والجنوب بيئة طاردة للتطرف والإرهاب. ويأتي مهرجان عدن مدينة السلام في ظل ظروف مغايرة وأوضاع أمنية غير مستقرة، كما تأتي إقامتها بعد ساعات من نجاة محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، ومدير عام شرطة العاصمة عدن شلال شائع، من محاولة اغتيال جديدة إثر استهداف موكبهما عبر كمين نصبه مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة، وذلك في دوار كالتكس على بعد 500 متر عن ساحة الفعالية المركزية بالمنصورة. ورفع المشاركون صور شهداء المقاومة والتحالف وصور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مرددين هتافات «علوا الصوت يا شباب عدن ترفض الإرهاب» و«يا جنوبي صحي النوم لا إرهابي بعد اليوم» و«الحوثي مراهق مران.. داعش عميلة إيران» في إشارة تحدٍ للجماعات الإرهابية التي تتخذ من المنصورة مقرا لها.
وأوضح الناشط الإعلامي الكريحي كنعان أن «الفعالية تأتي للتأكيد على استمرار الحراك في مواصلة العمل على تحرير واستقرار اليمن، كما أننا نجدد دعمنا الكامل واللامحدود لقوات التحالف العربي، ونعلن وقوفنا إلى جانبهما وإلى جانب قيادة عدن في سبيل محاربة الإرهاب واستتباب الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى وضعها الطبيعي في عدن وعموم المدن».
وأكد في حديث مع «الشرق الأوسط» أن عدن مدينة عالمية، وهي مدينة السلام والتعايش السلمي، ولا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تكون بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب، مشيرا إلى أن شباب وشابات عدن يبذلون كل جهدهم في سبيل تطبيع الحياة والتوعية بضرورة حفظ الأمن والاستقرار والتصدي للجماعات الإرهابية أعداء الحياة والإنسانية من خلال فعاليات وأنشطة مجتمعية ومدنية عديدة آخرها مهرجان «عدن مدينة السلام»، على حد قوله.
وتتوالى عمليات التأييد الشعبي والمجتمعي للتحالف العربي وقيادة العاصمة عدن في عموم مدن ومحافظات الجنوب من خلال الفعاليات السياسية والشعبية والأنشطة المجتمعية التي تشهدها عدن بين الحين والآخر دعما لجهود قيادة عدن في استتباب الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية، وتجديد عمليات الرفض الموالية للعمليات الإرهابية لجماعات التطرف والإرهاب أعداء الحياة والإنسانية.
إلى ذلك، أصدر مجلس جامعة حضرموت قراره النهائي حول استئناف الدراسة بالجامعة اعتبارا من يوم الأحد الموافق 28 فبراير الحالي. ويأتي قرار استئناف الدراسة عقب توقف دام لأشهر لأسباب عديدة، منها الظروف الأمنية التي تمر بها حضرموت، إضافة إلى المعوقات المالية التي تعاني منها الجامعة. وأوضحت رئاسة جامعة حضرموت في بيان لها أنها ستستأنف الدراسة وفق الإمكانيات المالية والأكاديمية المتاحة.
ودعا البيان اتحاد الطلاب إلى الاضطلاع بدوره في رفد جهود رئاسة الجامعة، ودعوة الطلاب للالتزام بالدوام الدراسي. ولاقى قرار استئناف الدراسة ارتياحا لدى الطلاب وأولياء أمورهم، حيث عبروا عن شكرهم لرئاسة الجامعة واللجنة الطلابية التي كانت قد نظمت وقفات احتجاجية للمطالبة باستئناف الدراسة في الجامعة. ويدرس آلاف الطلاب في كليات جامعة حضرموت، البالغ عددها 15 كلية، معظمهم من محافظة حضرموت وشبوة والمهرة.
وكانت الدراسة قد توقفت في جامعة حضرموت في أبريل (نيسان) الماضي، بعد سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا. إلا أن الجامعة استأنفت الدراسة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».