مخطط حوثي لاستهداف مواقع حيوية واغتيال 1500 شخصية سياسية

في عمل غير أخلاقي.. المتمردون على الشرعية يخطفون النساء بالحديدة

عناصر مسلحة من حركة أنصار الله الحوثية ترهب المواطنين العزل في شارع رئيسي بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم (غيتي)
عناصر مسلحة من حركة أنصار الله الحوثية ترهب المواطنين العزل في شارع رئيسي بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم (غيتي)
TT

مخطط حوثي لاستهداف مواقع حيوية واغتيال 1500 شخصية سياسية

عناصر مسلحة من حركة أنصار الله الحوثية ترهب المواطنين العزل في شارع رئيسي بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم (غيتي)
عناصر مسلحة من حركة أنصار الله الحوثية ترهب المواطنين العزل في شارع رئيسي بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم (غيتي)

كشف مصدر يمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة الشرعية تتحفظ على مخططات ووثائق رسمية تابعة لميليشيا الحوثيين وحليفهم الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، حول الأهداف التي وضعتها الميليشيا، والتي تشمل استهداف مواقع رئيسية في الداخل، وأخرى حيوية في الجانب السعودي، إضافة إلى تحديدها أكثر من 1500 شخصية تعتزم اغتيالها من قيادات سياسية وعسكرية يمنية.
وفي حين لم يفصح المصدر عن الشخصيات والمواقع التي كانت الميليشيا تعتزم استهدافها، إلا أن الوثائق التي عثرت في حوزة قيادات عسكرية كبيرة موالية للميليشيا سقطت في قبضة الجيش الوطني، تؤكد وفقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» أن الحرس الجمهوري بالتعاون مع الميليشيا زرع خلايا من المقاتلين في المدن التي كانوا يسيطرون عليها للقيام بأعمال عسكرية إرهابية تستهدف مقرات وشخصيات سياسية في حال انسحبت الميليشيا من تلك المدن، وتراجعات إلى حدود صنعاء.
وتعمل هذه الخلايا، التي تسعى الحكومة اليمنية، مع تراجع الحوثين وحصارهم في العاصمة اليمنية صنعاء، للكشف عليهم قبل القيام بأعمال إرهابية، على تنفيذ المخطط الذي وضع لهم بحسب كل مدينة وأهمية الشخصيات والمواقع الحيوية المراد استهدافها.
وقال المصدر اليمني إن هذه الوثائق سيتم الكشف عنها بعد انتهاء الحرب وتحرير كل المدن اليمنية بما فيها صنعاء، وستقوم الحكومة الشرعية بتقديمها أثناء محاكمة قيادات الانقلاب العسكري على الشرعية، والمتورطين من ضباط وأفراد في قتل المدنيين وترويع الآمنين باستهداف ممتلكاتهم الخاصة.
وهنا أكد العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 ميكا، وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن، لـ«الشرق الأوسط» أن كثيرا من الوثائق التي عثر عليها في قبضة الحوثيين، أثناء عملية انسحابهم من المدن التي حررت في أوقات سابقة، تشير على حجم الأعمال الإرهابية التي تعتزم الميليشيا بالتنسيق مع حليفهم علي صالح في البلاد تنفيذها، لافتا إلى أن كثيرا ما ورد في وثائق الحوثيين بوضوح حجم المخطط المراد تنفيذه بدعم خارجي.
وأشار العميد الصبيحي إلى أن من أبرز الأعمال التي تعتزم الميليشيا تنفيذها بشكل كبير وموسع، اغتيال الشخصيات السياسية والعسكرية، ووضعت نحو 1500 شخصية ضمن قائمتها الأولى للمستهدفين، وهي قائمة تم العثور عليها في المناطق الجنوبية، موضحا أن الميليشيا وعلي صالح تسعى إلى إدخال البلاد في فوضى مع سقوط آخر معاقلهم صنعاء.
وفي عمل غير أخلاقي، قامت ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح بخطف عدد من النساء في مدينة الحديدة في إقليم تهامة، بشكل وحشي كما وصفته النساء اللاتي تظاهرن أمس الاثنين، اعتراضا على هذه الأعمال غير الإنسانية والأخلاقية، مطالبين بتدخل المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية والحقوقية في الداخل والخارج، للتدخل السريع وإطلاق جميع المختطفين من الجنسين.
ومن أبرز المختطفات زوجة الشهيد عوض محمد حابر التي تعول 5 أطفال أكبرهم 7 أعوام، وشقيقته، اللتان اختطفتا قبل يومين، الأمر الذي دفع بالنساء مع تزايد عدد النساء اللاتي تختطفهن الميليشيا إلى تسيير جنازة لتشييع «الرجولة والعرف» على حد وصفهن، ما لم يتم الإفراج عن كل النساء والرجال الذين اقتادتهم الميليشيا دون مسوغ رسمي أو تهمة مباشرة.
وقال عبد الحفيظ الخطامي، صحافي وناشط اجتماعي في الحديدة، إن ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح تمارس أعمالها الإجرامية ضد المواطنين في الحديدة، ولم تحترم الأعراف والعادات بخطفها وسبيها للنساء بشكل مقزز للمجتمع اليمني الذي يرفض هذه الأعمال مهما كانت الأسباب والدوافع وراءها، موضحا أن المجتمع المحلي بكل أطيافه لن يمرر هذه الأعمال اللاأخلاقية دون محاسبة.
وأضاف الخطامي أن زوجة الشهيد عوض محمد جابر، الذي يعد أحد شباب ثورة فبراير، واستشهد بانفجار قنبلة زرعت في دراجته النارية الأسبوع الماضي، وتتهمه الميليشيا بأنه حاول تفجير نفسه وقامت باختطاف زوجته، مما دفع نساء المدينة إلى مناشدة الرجولة والضمير الإنساني والدين والعادات بإطلاق النساء جميعا، وفي مقدمتهن زوجة الناشط في الثورة الشبابية، على أن يتم الكشف للأسباب التي أدت إلى قتله بهذه الوحشية، بينما ستبقى عملية اختطاف النساء وصمة عار في كل من تخاذل وصمت وتعاون مع الميليشيات في احتلال وامتهان أبناء تهامة من قبل ميليشيا الحوثي والمخلوع.
ومن الأعمال اللإنسانية، أقدمت ميليشيا الحوثي والمخلوع على بيع مواد غذائية خاصة بأيتام دار الرعاية الاجتماعية في الحديدة، وبحسب مصادر مطلعة فإن المدعو أبو هاشم، المعين مديرا للدار من قبل الميليشيا، قام ببيع 100 كيس سعة 20 كيلوغراما من السكر، وآخر من الأرز وعشرة أكياس فاصوليا ومثلها بازليا فول، خصوصا بطعام الأيتام، على منافذ بيع الجملة، كما قام أفراد الميليشيا بإطلاق أكثر من 30 طلقة نارية على نجل الشيخ علي مسعد بدير عضو المجلس العسكري للمقاومة الشعبية في محافظة إب في مدينة يريم ولاذوا بالفرار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».