فرضت السياحة نفسها كلاعب مهم في تنمية الاقتصاد السعودي، بعدما أسهمت في تطور الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تجاوزت 7.2 في المائة، حيث تحظى المملكة بمزايا سياحية كثيرة تميزها عن بقية دول العالم، تتمثل في وجود الحرمين الشريفين، والمواقع السياحية المتعددة، والتنوع المناخي، وتوفر رأس المال.
وسجلت السعودية تواجدها على خريطة السياحة العالمية، ففي عام 2008، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة مدائن صالح (الحِجر) كموقع تراث عالمي، وبذلك أصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي، وفي 2010 أضيفت الدرعية إلى القائمة، كما فرضت جدة التاريخية نفسها في القائمة عام 2014. وتمت إضافة الفنون الصخرية في منطقة حائل في 2015 لتكون على قائمة التراث العالمي. وحصلت المملكة على تصنيف الوجهة السياحية الرابعة ضمن المؤشر العالمي للسياحة بالنسبة لدول منظمة التعاون الإسلامي لسنة 2014.
وتتلقى السياحة دعمًا متزايدا من الحكومة السعودية ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي من بين أهدافها تطوير وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلاً عن تنمية الموارد البشرية السياحية. وتسعى الهيئة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني.
وعمدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، برئاسة الأمير سلطان بن سلمان إلى تطوير الكثير من الأنظمة والقوانين، لإحداث التنمية السياحية المستدامة التي تتماشى مع الثوابت الإسلامية والقيم الاجتماعية والثقافية والبيئية السائدة في المملكة، بالعمل على نجاح صناعة السياحة في السعودية من خلال توفير توجه واضح لهذه الصناعة، والعمل من خلال الشراكة الوثيقة مع رواد الصناعة والشركاء لإيجاد وتهيئة مناخ تستطيع هذه الصناعة الناشئة من خلاله تحقيق درجة عالية من الاكتفاء الذاتي.
وفيما يتعلق بمهمة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تجاه قطاع التراث الوطني للمملكة، فإن الهيئة تقوم بتعزيز قدرة قطاع الآثار والتراث الوطني والمتاحف وحماية تلك الآثار، وتسجيلها، واستكشافها، والتنقيب عنها ودراستها، وتطوير المتاحف والتراث العمراني، وزيادة المعرفة بعناصر التراث الثقافي بالمملكة، وإدارة التراث الوطني والآثار والمتاحف بشكل فعال، وتهيئة الموارد الثقافية ليتم تطويرها وعرضها على أفراد المجتمع في إطار تعزيز السياحة الثقافية، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في مشاريع الآثار والمتاحف.
وتعمل الهيئة لتعزيز منظومة الوجهات السياحية على البحر الأحمر ومنظومة الجزر التي أقرها مجلس الوزراء، ويتطلع مع ظهور الشركة الجديدة «شركة الاستثمار والتنمية السياحية» في أن تنطلق لبناء منظومة وجهات سياحية على البحر الأحمر وفي شرق المملكة، حيث قامت الهيئة اللاعب الذي يجب الآن أن يحمل لواء تطوير الوجهات السياحية وهي شركة الاستثمار والتنمية السياحية.
وقال الأمير سلطان في كلمة له خلال اجتماع وكلاء وزارات وهيئات السياحة والثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي: «قطعنا في السعودية شوطًا كبيرًا في التنوع الاقتصادي، والدولة تنظر لقطاع السياحة والتراث الوطني كقطاع أساسي في تنويع مصادر الدخل والاستثمارات الأساسية، ونؤمل أن يتم تمكين هذا القطاع لينطلق بشكل أكبر ليحقق تطلعات المواطنين، ويشكل دعمًا أساسيا للاقتصاد الوطني، ويوفر فرص العمل للمواطنين».
وأكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن السائح السعودي أهم سائح تسعى الهيئة بجميع برامجها إلى جذبه، وأهم مستثمر يتطلع إلى تشجيعه بالاستثمار في المجال السياحي هو المستثمر السعودي.
وأوضح أن أكبر خطر على أي اقتصاد هو الفرص الضائعة، مشيرًا إلى فرص كثيرة ضاعت في مجالات عدة من بينها السياحة، التي اتجهت الاستثمارات فيها إلى بلدان أخرى كانت بيئاتها الاستثمارية أكثر جذبا في سنوات ماضية، مؤكدًا أن الأمور الآن في التصحيح بعد توالي القرارات الحكومية الممكنة للتوسع في السياحة والتراث الوطني، وهو ما أنتج بيئة محفزة على العمل والعطاء والاستثمار في الداخل.
وقال خلال محاضرة ألقاها بجامعة الفيصل في الرياض مؤخرًا: «إننا على امتداد مسيرة الهيئة خلال ما يزيد على الخمسة عشر عاما لم نكن نطالب للهيئة، ولكننا نطالب للمواطنين، وكنا نتحدث باسمهم وننقل تطلعاتهم وما يستحقون، خصوصا أن الهيئة عندما بدأت أولى خطواتها وضعت التزاما بألا تقر أي شيء إلا بمشاركة المواطنين وذوي الاختصاص، وهو ما جعل أكثر من 8 آلاف مواطن يشاركون في وضع الاستراتيجية الوطنية للسياحة واستراتيجية الآثار والتراث العمراني واستراتيجيات المناطق». وتناول خلال المحاضرة عددا من المحاور، منها: التعليم والتحدي المجتمعي، ومسيرة الهيئة، والاستراتيجية الوطنية، والتطوير الشامل، ولفت النظر إلى أن العمل في الهيئة يتسم بصيغة الفريق الواحد؛ مما يجعل القرارات ذات مسار مفهوم وقابل للتطبيق من المسؤولين في الهيئة أو المستثمرين في مجالات السياحة والآثار والتراث الوطني. وقدم الأمير سلطان بن سلمان شكره لرئيس الجامعة ومنسوبيها وجميع الطلاب والطالبات.
ويساهم قطاع السياحة في السعودية بتوظيف 795 ألف وظيفة مباشرة، نسبة السعوديين منهم تصل إلى 26 في المائة من مجموع العاملين في القطاع السياحي، كما أسهم هذا التوظيف بما نسبته 9.1 في المائة من إجمالي القوى العاملة بالمملكة بالقطاع الخاص. ووفقًا لبيانات منظمة السياحة العالمية فإن حصة السعودية من عدد الرحلات السياحية إلى منطقة الشرق الأوسط قد بلغت 32 في المائة. وكشف تقرير في منتدى الاقتصادي العالمي أن السعودية حصدت 76 مليار دولار من السياحة في سنة 2013. أنفق منها السياح الأجانب 48 مليار دولار فيما أنفق السياح المحليون 28 مليار دولار.
قطاع السياحة في السعودية يعزز حضوره لدعم الاقتصاد الوطني
أسهم في توظيف ما نسبته 9.1 % من إجمالي القوى العاملة بالقطاع الخاص
قطاع السياحة في السعودية يعزز حضوره لدعم الاقتصاد الوطني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة