لينيكر: آرسنال خطف مكتشف المواهب «الخطأ» من ليستر

أكد أن ستيف والش هو المكتشف الحقيقي لرياض محرز وجيمي فاردي

نجما ليستر رياض محرز وجيمي فاردي
نجما ليستر رياض محرز وجيمي فاردي
TT

لينيكر: آرسنال خطف مكتشف المواهب «الخطأ» من ليستر

نجما ليستر رياض محرز وجيمي فاردي
نجما ليستر رياض محرز وجيمي فاردي

اعتبر الإنجليزي غاري لينيكر هداف مونديال 1986 أن تعاقد نادي آرسنال مع بن ريغلزوورث كشاف ليستر سيتي على أساس أنه مكتشف مواهب متصدر الدوري الإنجليزي لكرة القدم أمر خاطئ. وأعلن ريغلزوورث هذا الأسبوع أنه ترك منصبه مع ليستر كمسؤول عن الكشف الفني للاعبين ليبدأ عمله مع آرسنال. لكن لينيكر الذي حمل ألوان ليستر بين 1978 و1985، قال إن ريغلزوورث ليس الشخص الذي دفع بمفاجأة الدوري الإنجليزي إلى التعاقد مع الظهير النمساوي كريستيان فوكس ولاعب الوسط الفرنسي المالي نغولو كانتيه والمهاجمين الجزائري رياض محرز وجيمي فاردي. وقال لينيكر لصحيفة «ذي غارديان» إن «ستيف والش هو من وجد هؤلاء اللاعبين وجلبهم. أعرف أنه عندما وجد رياض محرز أرسل لمشاهدة لاعب آخر وعاد بمحرز. لقد قام بعمل رائع كان عاملا رئيسيا في نجاح ليستر».
كان الكشاف بن ريغلزوورث قد أعلن هذا الأسبوع عبر مواقع التواصل الاجتماعي انضمامه إلى آرسنال، بعد عمله لأكثر من ثلاث سنوات في صفوف ليستر سيتي.
جدير بالذكر أن مساعد مدرب ليستر سيتي، ستيف والش، تردد اسمه هو الآخر في ديسمبر (كانون الأول) في إطار أنباء تحدثت عن انتقاله إلى آرسنال. وأعرب لينيكر، مهاجم الفريق الوطني الإنجليزي السابق ومقدم البرامج الرياضية حاليًا، عن اعتقاده بأن والش هو صاحب الفضل الأساسي وراء صفقات الانتقال الناجحة التي أبرمها النادي. وقد أكد لينيكر مرارًا أن الإنجازات التي حققها النادي الذي قضى معه سنوات شبابه الأولى حقق إنجازات «أشبه بالسحر» خلال هذا الموسم.
وخلال حديثه، أبدى لينيكر إعجابه بأداء نجوم ليستر سيتي: كريستيان فوكس ونغولو كانتيه ورياض محرز وجيمي فاردي، لكنه استطرد بأن «ستيف والش هو المكتشف الحقيقي لهؤلاء اللاعبين، وهو الذي استقدمهم إلى النادي. وحسب معلوماتي، فإنه كان قد جرى إرساله لمشاهدة لاعب آخر، لكنه عاد بمحرز. وقد قام بعمل رائع، وكان له الفضل الأساسي وراء نجاح ليستر سيتي. ومثلما الحال في جميع الأندية، فإن الأمر برمته يتعلق باللاعبين الذين تضمهم إلى الفريق، وقد نجح الفريق في ضم لاعبين جيدين بميزانية صغيرة نسبيًا مقارنة بالأندية الأخرى العملاقة».
الواضح أنه حتى لينيكر، الذي يصف نفسه باعتباره مشجعا وفيا لليستر سيتي منذ سنوات صباه الأولى، وحرص على حضور مباريات ناديه المفضل على أرضه وخارج ملعبه، لم يكن يحلم بالوصول لما حققه ليستر سيتي خلال الشهور القليلة الماضية. ويشارك ليستر سيتي، بقيادة رانيري، في مباراة غد على استاد الإمارات مدعومًا بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه على صدارة الدوري، ويعتبر حتى الآن المرشح الأقرب لحمل درع البطولة، وذلك للمرة الأولى بتاريخه.
وقال لينيكر: «لقد تابعت النادي عن قرب، وأرى أنهم حققوا ذلك لامتلاكهم لاعبين جيدين. كما أنهم يتمتعون بروح رائعة وحيوية ونشاط عظيم وسرعة كبيرة في الهجمات المرتدة، علاوة على تميز الكثير من لاعبي الفريق بمستوى أداء جيد في ذات الوقت، بينما جاء أداء الكثير من الأندية الكبرى متقلبًا. ولا يعد هذا الإنجاز مجرد ضربة حظ، لأنه مستمر منذ قرابة العام».
وما يزال لينيكر يتذكر عودته لمنزله بعينين دامعتين قادمًا من ويمبلي بعد حضوره مباراة نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1969 التي خسرها ليستر سيتي أمام مانشستر سيتي بهدف مقابل لا شيء، لتكون بذلك المرة الرابعة خلال 20 عامًا التي ينهي خلالها النادي البطولة في المركز الثاني. وعليه، فإنه قطعًا ما يزال يشعر بأن البطولة لم تحسم تمامًا لصالح ناديه بعد بالنظر إلى أنه ما يزال أمامه 13 مباراة ليخوضها. ومع ذلك، فإن القلق بدأ يساوره بالنظر إلى أنه سبق وأعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ديسمبر (كانون الأول) أنه سيتولى تقديم حلقات الموسم القادم من برنامجه «ماتش أوف ذي داي» بالملابس الداخلية حال فوز ليستر سيتي بالدوري الممتاز.
واعترف قائلاً: «لقد كان هذا قولاً غبيًا مني، لكن في تلك الفترة كنت متيقن أنهم من المستحيل أن يفوزوا بالبطولة».
من ناحية أخرى، اجتذبت قصة فاردي في الانتقال من الفقر إلى عالم الثراء والنجومية، ومن نادي ستوكسبريدج بارك ستيلز إلى كونه صاحب أكبر عدد من الأهداف في الدوري الممتاز، اهتمام المنتج السينمائي العامل بهوليوود، أدريان بوتشارت. أما لينيكر، فرغم أنه كان قد سجل 29 هدفًا مع الفريق الوطني لبلاده عندما كان في عمر فاردي الآن، فإنه لا يرى سببا يحول دون انضمام النجم الأبرز في صفوف ليستر سيتي إلى الفريق الوطني الإنجليزي. وعن ذلك، قال لينيكر: «كان اهتمامي منصبًا على سرعة اللعب، ولم أنجح في بلوغ ذروة تألقي إلا في أواخر العشرينات من عمري. ولم أكن حينها أشارك في التشكيل الأساسي لليستر سيتي حتى بلغت الـ21 أو الـ22. ولم أنضم إلى الفريق الوطني الإنجليزي إلا مع بلوغي الـ24 أو الـ25، ورغم أنه أكبر من هذا العمر قليلاً، فإنه نجح في تحسين مستواه باستمرار، وهنا تكمن النقطة الأهم». وأضاف: «إنه يفكر في المباريات التي يخوضها كثيرًا، ويعمل بجد علاوة على تمتعه بسرعة رائعة، وامتلاكه لمسات جيدة. كما تحسنت قدرته على وضع اللمسة الأخيرة على الكرات بدرجة كبيرة، رغم أن هذا الأمر كان بمثابة نقطه ضعفه منذ عامين فقط، لكنه الآن تحسن كثيرًا».
من ناحية أخرى، ومع تقدمه بفارق 12 نقطة عن مانشستر يونايتد الذي يحتل المركز الخامس، يبدو في حكم المؤكد تأهل ليستر سيتي لبطولة دوري أبطال أوروبا المقبلة. في المقابل، لا يشعر لينيكر بتفاؤل كبير حيال تقدم أي من الممثلين الثلاثة للكرة الإنجليزية في البطولة ذاتها هذا العام لدور متقدم بها هذا العام، معربًا عن اعتقاده بأن برشلونة هو الذي سيحصد البطولة ليكسر بذلك سلسلة استمرت سنوات فشل خلالها الحائزون على اللقب في الاحتفاظ به منذ إقرار البطولة في صورتها الجديدة عام 1992.
وفيما يخص مسألة ما إذا كان من الممكن نجاح أي أندية أخرى في إغراء فاردي ومحرز والنجوم الآخرين بحيث يرحلون عن ليستر سيتي نهاية الموسم، قال لينيكر: «لقد كنت سعيدًا فحسب إزاء نجاحهم في الاحتفاظ بالفريق بأكمله عبر موسم الانتقالات في يناير (كانون الثاني). ولا أشعر بالقلق حيال أي خطر في الصيف، إذا فاز النادي بالدوري، فهذا جيد. ولن يكون بإمكانهم الرحيل بعد ذلك، وحتى مسألة رحيلهم آنذاك لن تكون ذات أهمية!».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».