إرجاء التئام القمة العربية في مراكش إلى السابع من أبريل

لمشاركة بعض القادة العرب في قمة واشنطن للأمن النووي

إرجاء التئام القمة العربية في مراكش إلى السابع من أبريل
TT

إرجاء التئام القمة العربية في مراكش إلى السابع من أبريل

إرجاء التئام القمة العربية في مراكش إلى السابع من أبريل

أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم الاتفاق على تأجيل القمة العربية، المقرر انعقادها في المغرب نهاية شهر مارس (آذار) المقبل لمدة أسبوع، حتى يتمكن بعض القادة العرب من المشاركة في قمة واشنطن للأمن النووي، وهي أيضا قمة مهمة للمنطقة العربية، وللتشاور حول موضوعات تتعلق بمنع الانتشار النووي.
وردا على سؤال حول تفضيل الدول العربية الذهاب إلى واشنطن وتأجيل قمتهم بالمغرب، قال بن حلي إن مهلة أسبوع لا تعد تأجيلا بقدر وضعها في سياقها الذي لا يحتمل التأويل أو المبالغة، موضحا أن الأمر كله لا يتجاوز ترتيب المواعيد المناسبة للدول المشاركة. ومن المعروف أن الأمين العام لجامعة الدول العربية والدولة المضيفة رئيس الدورة يحددان دائما موعد انعقاد القمة بالتشاور مع الدول الأعضاء، وقد تم تعميم الطلب المغربي على كل الدول. وكانت مصادر دبلوماسية عربية أفادت بأن الأمانة العامة للجامعة العربية تلقت رسالة رسمية من المغرب، تفيد بأن نهاية شهر مارس المقرر للقمة العربية (يومي 29 و30) يصادف ارتباط ملك المغرب بمشاركته في القمة الأميركية للأمن النووي والأمن، المقرر انعقادها في واشنطن في التوقيت نفسه، وطلبت تأجيل عقد القمة العربية المقبلة، التي ستعقد في مدينة مراكش المغربية لمدة أسبوع، لتعقد يومي 6 و7 أبريل المقبل، بدلاً من 29 و30 مارس المقبل. وقالت إن قرار تأجيل عقد القمة لمدة أسبوع جاء أيضا لمشاركة بعض القادة العرب في قمة واشنطن للأمن النووي، التي ستعقد يومي 31 مارس و1 أبريل المقبلين، ولذلك تم الاتفاق على تأجيل عقد القمة العربية لمدة أسبوع، حتى تتم إتاحة الفرصة للقادة العرب لأن يشاركوا في قمة الأمن النووي والقمة العربية دون أي معوقات. والقمة المنتظرة في مراكش ستكون الأولى من نوعها التي تعقد في عهد الملك محمد السادس، الذي تولى قيادة المملكة المغربية في يوليو (تموز) 1999 عقب وفاة والده الملك الراحل الحسن الثاني.
واحتضن المغرب في عهد الملك الحسن الثاني كثيرا من المؤتمرات والقمم العربية والإسلامية، جرى فيها اتخاذ قرارات مهمة، خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي، أهمها إطلاق مبادرة الأمير فهد بن عبد العزيز للسلام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.