محافظ العقبة يغلق مقرات «إخوان الأردن» بالشمع الأحمر

على خلفية نزاع الملكية.. وسيطال مكاتب في محافظات أخرى

محافظ العقبة يغلق مقرات «إخوان الأردن» بالشمع الأحمر
TT

محافظ العقبة يغلق مقرات «إخوان الأردن» بالشمع الأحمر

محافظ العقبة يغلق مقرات «إخوان الأردن» بالشمع الأحمر

قررت السلطات الأردنية بمدينة العقبة أول من أمس، إغلاق مكاتب جماعة الإخوان المسلمين بالمدينة بالشمع الأحمر، بحسب ما أفاد به مصدر مسؤول بالجماعة. وقال المراقب العام لجمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة عبد المجيد الذنيبات، إن محافظ العقبة فواز ارشيدات أغلق مكاتب الجماعة بالشمع الأحمر. وأوضح الذنيبات أن قرار المحافظ جاء بعد أن تقدمت الجمعية بسند التسجيل الذي يثبت ملكيته للجمعية المرخصة، وليس لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن الكثير من مكاتب الإخوان المسلمين في المحافظات بانتظار الشمع الأحمر. وأوضحت المصادر أن قرار المحافظ جاء في أعقاب تقديم الجمعية لسند التسجيل الذي يثبت ملكيته للجمعية المرخصة وليس لجماعة الإخوان المسلمين وفقًا لقرار قضائي تعامل مع الجماعة غير المرخصة في البلاد، مشيرا إلى أن الكثير من مكاتب الإخوان المسلمين في المحافظات بانتظار قرار مماثل خلال الأيام المقبلة.
من جهتها، حملت جماعة الإخوان المسلمین في الأردن الحكومة الأردنية مسؤولیة إغلاق مكتب حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لها في العقبة. وقال الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن معاذ عبد المجید الخوالدة أمس: «إن ما تم من إغلاق لمقر جماعة الإخوان المسلمین وحزب جبهة العمل الإسلامي في العقبة لهو اعتداء على الحیاة السیاسیة والمدنیة في البلاد ومؤشر على ما وصلت إلیه الحالة السیاسیة من تأزيم وانغلاق للأفق».
وأضاف: «إننا مع تأكیدنا على استمرارنا في المسار القانوني المنظور لدى القضاء لنؤكد أن ما تم من تدخل جهاز رسمي تنفیذي في نزاع مدني حقوقي منظور لدى القضاء يشكل تجاوزا لصلاحیات السلطة القضائیة وينتهك مبدأ استقلال القضاء في الدولة الأردنیة، لذا فإننا نحمل الحكومة مسؤولیة وتبعات هذا الإجراء الإداري التعسفي ونطالبها باحترام القانون واحترام مبدأ الفصل بین السلطات والعدول عن هذا الإجراء التعسفي الذي لن يزيدنا إلا إصرارًا على نهج الجماعة الراشد في شتى المجالات الدعوية والسیاسیة والاجتماعیة».
وكان محافظ العقبة (الحاكم الإداري) فواز ارشيدات قرر إغلاق مقر مكتب حزب جبهة العمل الإسلامي في العقبة بالشمع الأحمر.
وقال ارشيدات إن سبب الإغلاق قيام رئيس فرع المكتب والقيادي في الجماعة غير المرخصة بكسر قفل باب المقر وخلع الباب والدخول عنوة إليه، «مما استدعى قيامنا بإغلاقه بالشمع الأحمر»، مشيرًا إلى وجود شكوى من جمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة حول ملكية المقر. وتابع أنه منعًا لحدوث إشكالات بين الطرفين، تمت عملية الإغلاق.
وشدد المحافظ على أن المقر سيبقى مغلقًا لحين صدور قرار قضائي بالموضوع.
من جهته استهجن حزب جبهة العمل الإسلامي قرار محافظ العقبة إغلاق مقر فرعه في مدينة العقبة جنوب الأردن بالشمع الأحمر، واصفًا القرار بأنه سیاسي ويشكل اعتداء على القضاء الأردني، مطالبا بالعودة عن القرار والالتزام بأحكام القانون والقضاء.
من جهته، قال حزب جبهة العمل الإسلامي، في بيان إنه حزب وطني أردني مرخص وفق قانون الأحزاب الأردنية، ولا يتبع أي جهة كانت، وللحزب صفة اعتبارية يحميها الدستور والقانون، وإنّ إجراء محافظ العقبة تعسفي لا يستند إلى صحيح القانون.
وأوضح أن مقر الحزب مستأجِر لعقار مملوك لجماعة الإخوان المسلمين بموجب عقد إيجار أصولي، مشيرا إلى أنه لا علاقة لحزب جبهة العمل الإسلامي، فرع العقبة، بالخلاف القضائي حول ملكية العقارات بين جماعة الإخوان المسلمين وأي جهة أخرى.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.