قالت الممثلة نادين الراسي إنها في صدد كتابة قصّة حياتها حاليا، وستحمل في طيّاتها عصارة تجاربها الفنية والشخصية. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أكتبها لأنني أشعر بأهميتي، فأنا لست الراحلة صباح ولا السيدة فيروز ولا غيرهما. كلّ ما في الموضوع هو أنني أردتها بمثابة رسائل تعلّمتها من الحياة لأجمعها في هذا المدوّن، وأرغب في إيصالها للناس ليستفيدوا منها على أمل أن اترك بصمة على الساحة الفنيّة». وعندما سألتها عمّن ترشّح للعب دورها في حال تحوّل إلى مسلسل أجابت: «هذا الكتاب لن ينشر إلا بعد رحيلي عن هذه الدنيا، وسيكون بأياد أمينة حتى ذلك الوقت، فلا أعلم من سيرشحون للعب هذا الدور عندها، وأعتقد أنه سيكون عملا دراميا من النوع الاجتماعي».
وعن تجربتها في مسلسل «قصّة حب» الذي عرض مؤخّرا على شاشة «إل بي سي آي»، ويعرض حاليا على شاشات فضائية عربية بعد أن حقق نسبة مشاهدة عالية، قالت: «لطالما رغبت في لعب دور في قصّة من هذا النوع، وعندما عرض علي النص وافقت دون تردد، وأعتبره عملا كاملا يتمتّع بعناصر هامة لمسها المشاهد عن كثب». وتابعت: «بغضّ النظر عن النهاية التي فاجأت البعض، إلا أنها لاقت مناقشة من قبلهم، فنحن لم نكذب على المشاهد منذ اللحظة الأولى لمجريات المسلسل، فكانت نهاية متوقّعة، وكم كنت أتمنى لو عرض هذا العمل في موسم رمضان الفائت، إذ كان جاهزا، إلا أن الظروف لم تسمح بذلك». وعن الشوائب التي شابت هذا المسلسل ردّت موضحة: «ليس هناك من شوائب هامة أو نافرة للعين، لقد تمّ تمديد حلقاته لتصبح 44 بدلا من 30 حلقة كما كان مقررا ليتناسب مع شهر رمضان، فكان ذلك واضحا من أسلوب المطّ في عرض حلقاته، فالمخرج فيليب أسمر لديه موهبة خارقة في الإخراج، واستطاع أن يقدّم المسلسل في كادرات وإيقاع رائعين، كما أن خلطة الممثلين كانت متناغمة في ظل حبكة نصّ جيّدة».
وعن الدور الذي تتمنى لو تلعبه في نوع دراما معيّن أجابت: «قصة حبّ كان عملا تمنيّت أن أقوم به، وحاولت أن أظهر فيه الغرابة التي يمكن أن تتمتع بها المرأة. فمن الممكن أن يحملها قلبها إلى حبّ ما، فيما يأخذها عقلها في الوقت نفسه إلى حالة حبّ أخرى. فليس هناك من دور آخر أتمنى لعبه حاليا، كما أنني لا أحبّذ قول البعض بأنه يبحث عن دور مركّب ليفجّر فيه طاقاته. فحياتنا بأكملها مركّبة فيها الحزن والفرح واليأس والمواجهة وما إلى هنالك من حالات أخرى نعيشها، فهذه هي تركيبتنا فعن أي دور مركّب يبحثون؟».
ولفتت الممثلة اللبنانية، التي استطاعت أن تحقق انتشارا واسعا من خلال تجاربها التمثيلية الكثيرة في أعمال عربية مختلطة، إلى أن الدراما اللبنانية تتمتّع بالمستوى المطلوب منذ زمن طويل، وهي حاليا بصحّة جيّدة، وأن كلّ ما كان ينقصها هو إدارة إنتاج تليق بها، وقالت: «كان لدينا عناصر الدراما الناجحة، إن من خلال الممثلين أو الكتّاب والمخرجين. إنما مسألة الإنتاج أخّرت انتشار أعمالنا، واليوم مع الأسف المسؤولون عن هذا الموضوع يعرضون إنتاجاتهم بأسعار بخسة، وهذا أمر غير مقبول. برأيي أنه من الأفضل أن تبقى هذه الأعمال موضوعة على الرفّ من أن تباع مقابل حفنة من الدولارات. فإنتاجاتنا لا تقلّ شأنا عن غيرنا، ومن يرغب في عرضها عليه أن يؤمن بقدراتنا ويدفع ثمنها في المقابل».
وأكّدت أنها قليلا ما تتابع مسلسلات على الشاشة الصغيرة، وأنها باركت للممثلة نادين نسيب نجيم على دورها في مسلسل «سمرا»، بعد أن لاحظت انتشاره عبر التعليقات على وسائل الاتصال الاجتماعية وقالت: «هذه الوسائل تؤكّد نجاح عمل ما من خلال كثافة التداول فيه، وأنا متمسّكة بمتابعته على (يوتيوب) في أول فرصة تسنح لي بذلك».
وعما إذا هي فخورة بنفسها بعد أن قطعت شوطا كبيرا في الدراما العربية، فوقفت أمام أهم نجومها أمثال تيم حسن وماجد المصري وباسل خيّاط وغيرهم، قالت: «أنا متفاجئة، فهناك من كنت أحلم في الوقوف أمامه. لقد أتيحت لي الفرص. فلقد تمتعت بالوقوف أمام كلّ منهم، إذ لدى كل نجم منهم لمست سبب شهرته، إن من خلال النكهة التمثيلية التي يتمتّع بها من ناحية، أو من الرهبة التي يشكّلها حضوره أمام الكاميرا من ناحية ثانية. فعندما وقفت أمام دريد لحام تملّكني الخوف، وكذلك الأمر بالنسبة للممثل اللبناني القدير أنطوان كرباج. ولكن في النهاية لا أتقوقع في ظلّ هذا الأمر وأسجن نفسي وأنا أتأمّل تلك اللحظات، بل أتمنى أن أقف أمام نجوم آخرين وأن أعطي كل ما في استطاعتي من طاقة، وربما سيذكر أحدهم أنه سعيد لوقوفه أمامي يوما ما».
حاليا تستعدّ نادين الراسي لدخول الاستوديوهات والبدء بتصوير مسلسل جديد بعنوان «جريمة شغف»، الذي سيصوّر ما بين لبنان ومصر، والمنتظر أن يعرض في موسم رمضان المقبل. وتعلّق: «ألعب شخصية جديدة علي (جومانا)، التي تتهم بجريمة هي بريئة منها وتسجن وتحكم بالإعدام. فهناك 19 حلقة أوجد فيها بالسجن، وهو يتألّف من 30 حلقة ومن إخراج وليد ناصيف وكتابة نور الشيشكلي وإنتاج (ميديا ريفوليوشن7)».
أما باقي أبطال المسلسل فهم قصي الخولي وأمل عرفة وتقلا شمعون ونجلاء بدر، وغيرهم من الممثلين المصريين والسوريين واللبنانيين.
وعن اعتيادها دخول السباق الرمضاني للدراما قالت: «لموسم رمضان نكهة أخرى للعمل، فهناك تحدّ أكبر يواجهه في ظلّ أعداد الأعمال المعروضة في تلك المرحلة والتي هي من إنتاجات منوّعة. ولكني في نفس الوقت أجد أن هذا الموسم يظلم بعض الأعمال ويحرقها، فيذهب التعب سدى في هذه العجقة. فتنشأ معركة غير معلنة، والأهم أننا في النهاية لا نستطيع معرفة المنتصر الحقيقي فيها».
وذكرت أيضا أنها في موازاة عملها في هذا المسلسل، ستبدأ في شهر مايو (أيار) تصوير آخر بعنوان «الشقيقتان» لكلوديا مرشيليان. ومن ستكون شقيقتك؟ سألتها فردّت ممازحة: «يمكن أن أقوم أنا أيضا بهذا الدور». أما البرامج التلفزيونية التي تتابعها فهي اجتماعية وسياسية: «أحبّ مشاهدة برنامج (حكي جالس) لمقدّمه جو معلوف، و(أحمر بالخط العريض) لمالك مكتبي، كما أحب برامج حوارية سياسية كـ(كلام الناس) لمارسيل غانم». وهل يمكن أن نشاهدك يوما ما كمقدمّة برامج؟ تجيب: «لا أملك الوقت الكافي لذلك، ولكن قد أقوم بهذه المهمة في برامج تحمل إفادة للمشاهد اجتماعيا وسياسيا».
وكانت نادين الراسي قد أطلّت مؤخرا في برنامجين تلفزيونيين في الوقت نفسه «عالبكلة» لنسرين ظواهرة على قناة «الجديد» و«ذا شو» لرودولف هلال على قناة «إل بي سي آي». وعن كيفية اختيارها لإطلالاتها هذه قالت: «هناك إعلاميون أطلّ معهم دون تردد أو شرط، كوني معجبة بهم فأساندهم إلى أبعد حدود. وهذا ما حصل بالفعل مع الإعلاميين اللذين ذكرتهما للتوّ، بغضّ النظر عن نجاح هذا البرنامج أو ذاك، فظهوري لن يتأثّر بذلك، فإنا أبقى كما أنا وأتصرّف بعفوية».
نادين الراسي: المنتج اللبناني يعرض عمله بأسعار رخيصة
تستعد لدخول موسم رمضان المقبل بمسلسل «جريمة شغف»

نادين الراسي
نادين الراسي: المنتج اللبناني يعرض عمله بأسعار رخيصة

نادين الراسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة