انخفاض في عدد صفقات العقار السعودي لأكثر من النصف

ركود الأراضي أثر بشكل مباشر على حركة العقار المحرك الأساسي للقطاع

فقدت قيمة الصفقات منذ دخول شهر فبراير (شباط) الحالي  أكثر من النصف بحسب معطيات المؤشر العقاري
فقدت قيمة الصفقات منذ دخول شهر فبراير (شباط) الحالي أكثر من النصف بحسب معطيات المؤشر العقاري
TT

انخفاض في عدد صفقات العقار السعودي لأكثر من النصف

فقدت قيمة الصفقات منذ دخول شهر فبراير (شباط) الحالي  أكثر من النصف بحسب معطيات المؤشر العقاري
فقدت قيمة الصفقات منذ دخول شهر فبراير (شباط) الحالي أكثر من النصف بحسب معطيات المؤشر العقاري

ما زالت السوق العقارية السعودي تعاني من انخفاض الطلب، مدعومة بالقرارات الحكومية الأخيرة التي ألقت بظلالها على تضاؤل المبيعات بانتظار انخفاض حقيقي يطال الأسعار أسوة بالحركة، حيث فقدت قيمة الصفقات منذ دخول شهر فبراير (شباط) الحالي، أكثر من النصف، بحسب معطيات المؤشر العقاري لوزارة العدل المحلية، رغم الارتفاع الذي طال القطاع خلال الأسبوع الذي سبق دخول الشهر، الذي أعلن انخفاض قيمة المشتريات لتصل منذ دخول الشهر الثاني من عام 2016 إلى 6.8 مليار ريال (1.8 مليار دولار).
وكشف عدد من العقاريين أن الانخفاض في حجم الصفقات على الأراضي، أثر بشكل مباشر على انخفاض الطلب والصفقات على حد سواء، حيث كانت مسيطرة على معظم حركة السوق منذ أعوام طويلة، وتعتبر هي المسبب الأول لهذا الركود، متوقعين أن يستمر هذا الانخفاض لحين نزول الأسعار لوضعها الطبيعي، وهو ما ينتظره المواطنون ليتمكنوا من الشراء لتقليص الفجوة الحاصلة بين ارتفاع الأسعار وشح الإمكانات في ظل تجفيف منابع التمويلات العقارية.
أكد ذلك، عبد الله البراك المستشار العقاري، الذي أوضح أن ما يحدث في القطاع العقاري هو حالة جمود كاملة من الحركة، عدا بعض الصفقات البسيطة التي لا ترتقي إلى حجم العقار السعودي، فمبلغ 6.8 مليار ريال (1.8 مليار دولار) مبيعات خلال أسبوع، تعد بسيطة جدًا في أضخم الأسواق المنطقة والشرق الأوسط، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو رضوخ التجار لواقع السوق ونزول الأسعار لمستويات تجعل المشتري يستطيع التملك، لأن بقاء الحال على ما هو عليه من القيمة لن يخدم أي طرف، فالمستثمر يحتاج إلى السيولة وتحريك الأموال والمشتري يرغب في التملك والاستقرار.
وتطرق البراك إلى مسببات انتعاش السوق، حيث أكد أنه مربوط بمزيد من الانخفاض في القيمة فقط، وهو ما سينعكس ازدهارًا في الحركة العقارية، سيستفيد منه الجميع بلا استثناء، وأن أي حديث آخر حول ضرورة التوسع في القروض العقارية والدعم الحكومي المفترض لهم، ما هو إلا حجج واهية لبقاء الأسعار مرتفعة وتضليل المشترين، خصوصًا أن التوسع في القروض سيزيد نسبة المخاطر في ظل الحالة الراهنة للسوق والوضع الاقتصادي، كما أن الدعم الحكومي المباشر للمستثمرين سيزيد الأمور تعقيدا من ناحية تصاعد القيمة العامة، لافتًا إلى أن الأمور الاقتصادية في الدولة لا تعطي مؤشرات لارتفاع محتمل في القيمة، مما يعني أن جميع المعطيات تمهد وتساعد في انخفاض الأسعار.
وكانت السوق العقارية قد تأثرت بإتمام صفقات عقارية نهاية شهر يناير (كانون الثاني)، تمثلت في تنفيذ ثلاث صفقات بيع ضخمة جدا لثلاث قطع أراض تجارية متجاورة في مدينة جدة بحي أبحر الشمالية، وصلت مساحاتها مجتمعة إلى أكثر من 5.1 مليون متر مربع، بقيمة إجمالية لتلك الصفقات التجارية بلغت نحو 8.13 مليار ريال (2.168 مليار دولار) بمتوسط سعر المتر 1590.5 ريال (424.1 دولار) للمتر المربع، شكلت نحو 75.0 في المائة من إجمالي قيمة الصفقات الأسبوعية للقطاع التجاري.
وقال ياسر المريشد، المدير التنفيذي لشركة عقارية قابضة إن «القطاع العقاري منذ أقل من عِقد وهو يسير باتجاه منخفض من قيمة الصفقات والمبيعات، بالتوازي مع الارتفاعات المتكررة لأسعار العقار أو حتى بقائها على حالها الراهن في مختلف القطاعات والأفرع العقارية، إلا أن تسجيلها الجديد من الانخفاضات في الطلب يبث الاطمئنان بأن السوق في تراجع صحيح بدليل الانخفاض الحاصل في الشراء الذي سيلحقه انخفاض محتمل في القيمة وفقًا لمعادلة العرض والطلب».
وأضاف «في ظل استمرار الضغط الحكومي عبر إقرار عدد من القرارات المؤثرة وعلى رأسها فرض رسوم على الأراضي البيضاء، لن يستطيع العقاريون الاستمرار في موجة الصعود التي تحدث حاليًا، وأن الدولة تستمر في بذل مزيد الضغوطات على الطريقة ذاتها في استصدار القوانين والتشريعات التي تحاصر بها غلاء الأسعار من أجل إعادتها إلى حالتها الطبيعية أو على أقل الأحوال بقائها على وضعها الراهن».
وكان إجمالي قيمة الصفقات الأسبوعية للسوق العقارية المحلية، قد انخفض بنهاية الأسبوع الخامس من عام 2016 بنسبة كبيرة بلغت 56.1 في المائة، بعد الارتفاع الاستثنائي خلال الأسبوع الأسبق بنسبة 158.8 في المائة، ليستقر إجمالي صفقات السوق عند مستوى 6.8 مليار ريال (1.8 مليار دولار)، وكانت السوق العقارية قد شهدت خلال الأسبوع ما قبل الماضي، تنفيذ ثلاث صفقات بيع ضخمة جدا لثلاث قطع أراض تجارية متجاورة في مدينة جدة بحي أبحر الشمالية، وصلت مساحاتها مجتمعة إلى أكثر من 5.1 مليون متر مربع (تقدر تلك المساحة الكبيرة للأراضي المبيعة بنحو 20 في المائة من إجمالي مساحة حي أبحر الشمالية)، بقيمة إجمالية لتلك الصفقات التجارية بلغت نحو 8.13 مليار ريال (2.168 مليار دولار) بمتوسط سعر المتر 1590.5 ريال (424.1 دولار) للمتر المربع.
وقال محمد البواردي الخبير الاستشاري لدى عدد من الشركات العقارية إن «السوق العقارية المحلية لا تحتاج إلى مزيد من التقلص في الحركة أكثر مما هي عليه في هذه الفترة، خصوصا أنها تسير نحو المجهول، وأن هناك فجوة كبيرة بين أسعار العرض وقدرات المشترين، الأمر الذي تسبب في ركود حاد في القطاع، الذي يعد الأكثر غرابة من بين القطاعات الاقتصادية الأخرى»، لافتا إلى أن السوق تفرز من وقت لآخر كميات لا بأس بها من العروض، دون أن تجد لها طلبًا يتلاءم معها في السعر أو نوعية الإقبال، الذي يصطدم بالأسعار المرتفعة التي لا يستطيع توفيرها.
وتطرق محمد البواردي إلى رؤيته لمستقبل العقار، إذ أبان أنه من الملاحظ من البيانات التي أظهرتها المؤشرات أن حركة الأراضي تعد هي المحرك الأساسي للسوق نظرًا للاعتماد الكبير عليها، لذا عندما يجري السيطرة على أسعار الأراضي عبر سرعة تطبيق الرسوم فإن السوق ستنحدر لا محالة، موضحًا أن السوق لا تعاني بتاتًا من نقص المعروض كما هو مشاع بقدر ما هو ارتفاع في أسعارها، لذا يعتقد بأن السيطرة على أسعار الأراضي يعني إحكام القبضة على قيمة القطاع العقاري بشكل كامل وهو ما يتضح من الانخفاض الحاصل في الأسعار بمجرد إعلان تطبيق فرض الرسوم فما بالك بتطبيقها.
وسجلت كل من صفقات القطاعين السكني والتجاري انخفاضات كبيرة خلال الأسبوع الماضي، حيث عادت قيمة صفقات القطاع السكني للانخفاض بنسبة قياسية بعد أسبوعين من النمو، لتسجل انخفاضا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 20.9 في المائة، مقارنة بنسبة ارتفاعها الأسبوعية السابقة 14.1 في المائة، لتستقر بنهاية الأسبوع عند أدنى من 3.8 مليار ريال فقط (1.01 مليار دولار)، لتؤكد تطورات الأسابيع الخمسة الأولى من العام الحالي، ومن خلال المعدل الأسبوعي للصفقات السكنية للعام الحالي حتى تاريخه، أنها الأدنى بنسبة كبيرة مقارنة بالمعدلات الأسبوعية كافة للفترة 2012 - 2015، وفي الجانب الآخر المتعلق بقيمة صفقات القطاع التجاري، فقد سجلت انخفاضا قياسيا وصلت نسبته إلى 71.6 في المائة.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».