شن الرئيس السوداني هجومًا عنيفًا على معارضيه، واعتبرهم «مرتزقة»، مشطوبين مما سماه حسابات الشعب السوداني، وقال إن الحوار الوطني والمجتمعي الذي يشارف على النهاية وضع حلولاً لكل مشكلات البلاد، بما يقطع طريق الحوار مع المعارضة التي اتهمها بأنها تتلقى تمويلها من المخابرات الغربية وإسرائيل.
وقال الرئيس عمر البشير، لحشد نظمته ولاية الخرطوم لتسليمه توصيات الحوار المجتمعي، إن التوصيات التي قدمتها لجان الحوار الوطني والمجتمعي الذي يشارف على نهايته حاليًا، وضعت حلولاً لكل مشكلات البلاد ولم تترك فرصة لمن سماهم «المرتزقة» الذين تصرف عليهم المخابرات الأميركية والإسرائيلية.
وتسلم البشير من والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين توصيات الحوار المجتمعي الذي دار طوال الفترة الماضية في الولاية التي حشدت له الآلاف، واعتبره البشير «رسالة لكل أعداء السودان، خصوصا لمن سماهم الذين يتآمرون على بلادهم من الخارج».
وأضاف: «نقول للمرتزقة الموجودين في الفنادق، وتصرف عليهم المخابرات الأميركية والإسرائيلية، ولكل الموجودين في فنادق واشنطن وباريس وتل أبيب، أنتم الآن أصبحتم مشطوبين من حسابات الشعب السوداني، ونقول لكل العالم وكل القوى الاستعمارية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، نحن في السودان أحرار لن نركع، ولن نسجد إلا لله سبحانه وتعالى».
وأوضح البشير أن توصيات الحوار المجتمعي بمثابة أوامر من الشعب، وأن حكومته ستقف «تعظيم سلام» للشعب وتقوم بتنفيذها، باعتبارها برنامجًا أيدت اللجان العليا للحوار تنفيذ توصياته. ورأى أن التوصيات والبرامج التي خرجت بها لجان الحوار بشقيه السياسي والمجتمعي تحل كل مشكلات السودان، ولا تترك أحدًا يدعي بعد ذلك بأن له حلا لمشكلات السودان.
وأضاف البشير مخاطبًا الحشد: «نحن معكم وبكم نبني السودان الجديد، ولن تفرقنا قبيلة ولا مهنة ولا جهة ولا طبقات، ونحن سودانيون وكلنا طبقة أولى». ومن جهته، اعتبر والي ولاية الخرطوم الحشد من ولاية الخرطوم رسالة قوية مؤيدة لعملية الحوار.
ويجرى في الخرطوم منذ العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حوارًا بين الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني)، وأحزاب أبرزها الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة الميرغني، وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي، إضافة إلى منشقين عن أحزاب وحركات متمردة، بعضها موالٍ للحكومة والأخرى مشاركة فيها.
وتصر حكومة الرئيس البشير على أن حوار الخرطوم، الذي يشهد نهاياته بعيد منتصف الشهر، هو الطريق الوحيد لمواجهة المشكل السوداني، فيما ترفضه أحزاب المعارضة الرئيسة وكبرى الحركات المسلحة، وترى فيه مجرد حوار داخلي بين مكونات الحكم، يكسب من خلاله نظام الرئيس البشير مزيدا من الزمن، وتشترط للالتحاق به عقد مؤتمر حوار تحضيري خارج البلاد، ووقف الحرب وإشاعة الحريات وقبول حكومة انتقالية.
الرئيس السوداني يعتبر معارضيه مجرد «مرتزقة» تمولهم المخابرات
أكد رفضه الرضوخ للإملاءات الغربية والأميركية
الرئيس السوداني يعتبر معارضيه مجرد «مرتزقة» تمولهم المخابرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة