الرئيس السوداني يعتبر معارضيه مجرد «مرتزقة» تمولهم المخابرات

أكد رفضه الرضوخ للإملاءات الغربية والأميركية

الرئيس السوداني عمر البشير أثناء خطابه أمس في الخرطوم (رويترز)
الرئيس السوداني عمر البشير أثناء خطابه أمس في الخرطوم (رويترز)
TT

الرئيس السوداني يعتبر معارضيه مجرد «مرتزقة» تمولهم المخابرات

الرئيس السوداني عمر البشير أثناء خطابه أمس في الخرطوم (رويترز)
الرئيس السوداني عمر البشير أثناء خطابه أمس في الخرطوم (رويترز)

شن الرئيس السوداني هجومًا عنيفًا على معارضيه، واعتبرهم «مرتزقة»، مشطوبين مما سماه حسابات الشعب السوداني، وقال إن الحوار الوطني والمجتمعي الذي يشارف على النهاية وضع حلولاً لكل مشكلات البلاد، بما يقطع طريق الحوار مع المعارضة التي اتهمها بأنها تتلقى تمويلها من المخابرات الغربية وإسرائيل.
وقال الرئيس عمر البشير، لحشد نظمته ولاية الخرطوم لتسليمه توصيات الحوار المجتمعي، إن التوصيات التي قدمتها لجان الحوار الوطني والمجتمعي الذي يشارف على نهايته حاليًا، وضعت حلولاً لكل مشكلات البلاد ولم تترك فرصة لمن سماهم «المرتزقة» الذين تصرف عليهم المخابرات الأميركية والإسرائيلية.
وتسلم البشير من والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين توصيات الحوار المجتمعي الذي دار طوال الفترة الماضية في الولاية التي حشدت له الآلاف، واعتبره البشير «رسالة لكل أعداء السودان، خصوصا لمن سماهم الذين يتآمرون على بلادهم من الخارج».
وأضاف: «نقول للمرتزقة الموجودين في الفنادق، وتصرف عليهم المخابرات الأميركية والإسرائيلية، ولكل الموجودين في فنادق واشنطن وباريس وتل أبيب، أنتم الآن أصبحتم مشطوبين من حسابات الشعب السوداني، ونقول لكل العالم وكل القوى الاستعمارية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، نحن في السودان أحرار لن نركع، ولن نسجد إلا لله سبحانه وتعالى».
وأوضح البشير أن توصيات الحوار المجتمعي بمثابة أوامر من الشعب، وأن حكومته ستقف «تعظيم سلام» للشعب وتقوم بتنفيذها، باعتبارها برنامجًا أيدت اللجان العليا للحوار تنفيذ توصياته. ورأى أن التوصيات والبرامج التي خرجت بها لجان الحوار بشقيه السياسي والمجتمعي تحل كل مشكلات السودان، ولا تترك أحدًا يدعي بعد ذلك بأن له حلا لمشكلات السودان.
وأضاف البشير مخاطبًا الحشد: «نحن معكم وبكم نبني السودان الجديد، ولن تفرقنا قبيلة ولا مهنة ولا جهة ولا طبقات، ونحن سودانيون وكلنا طبقة أولى». ومن جهته، اعتبر والي ولاية الخرطوم الحشد من ولاية الخرطوم رسالة قوية مؤيدة لعملية الحوار.
ويجرى في الخرطوم منذ العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حوارًا بين الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر الوطني)، وأحزاب أبرزها الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة الميرغني، وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي، إضافة إلى منشقين عن أحزاب وحركات متمردة، بعضها موالٍ للحكومة والأخرى مشاركة فيها.
وتصر حكومة الرئيس البشير على أن حوار الخرطوم، الذي يشهد نهاياته بعيد منتصف الشهر، هو الطريق الوحيد لمواجهة المشكل السوداني، فيما ترفضه أحزاب المعارضة الرئيسة وكبرى الحركات المسلحة، وترى فيه مجرد حوار داخلي بين مكونات الحكم، يكسب من خلاله نظام الرئيس البشير مزيدا من الزمن، وتشترط للالتحاق به عقد مؤتمر حوار تحضيري خارج البلاد، ووقف الحرب وإشاعة الحريات وقبول حكومة انتقالية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.