آخر مستجدات السياحة في العالم

آخر مستجدات السياحة في العالم
TT

آخر مستجدات السياحة في العالم

آخر مستجدات السياحة في العالم

السياحة في نيويورك تبلغ رقمًا قياسيًا في 2015 للعام السادس على التوالي

* قال مسؤولون إن عدد السائحين الزائرين لمدينة نيويورك ارتفع لرقم قياسي في 2015 للعام السادس على التوالي بعد توافد نحو 60 مليون شخص على كبرى مدن الولايات المتحدة.
وتواصلت الطفرة السياحية رغم ازدياد التهديدات الأمنية أيضا في العام الماضي، مما أذكى المخاوف بشأن وقوع هجمات داخلية يشنها متعاطفون مع تنظيم داعش المتشدد في نيويورك.
وفي أعقاب هجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي التي أودت بحياة 130 شخصا، وإطلاق النار في سان برناردينو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي الذي راح ضحيته 14 شخصا، حرص مسؤولو مدينة نيويورك على طمأنة المواطنين باستمرار بأن المدينة مهيأة للتعامل مع أي تهديد.
وانتشرت عناصر مكافحة الإرهاب بشرطة مدينة نيويورك دوما بكامل عتادها في مناسبات مهمة، مثل «استعراض ماسيز» في عيد الشكر، والاحتفال السنوي بليلة رأس السنة الجديدة في ساحة «تايمز سكوير» الذي جذب أكثر من مليون شخص للاحتفال بوسط مانهاتن في 2016.
وقال رئيس البلدية بيل دي بلاسيو في بيان: «بصفتنا أكثر مدن أميركا أمانا ومتعة، لدينا الكثير لنقدمه حتى نجعل الأقسام الإدارية الخمسة للمدينة مقصدا عالميا».
وقالت «إن واي سي آند كامباني»، الذراع السياحية والتسويقية الرسمية للمدينة، إن حجز غرف فنادق المدينة التي يتجاوز عددها 100 ألف، شهد إقبالا قياسيا في 2015.
وشكل الزائرون الوافدون من الخارج نحو خمس العدد، أو 12 مليون شخص، مع قدوم العدد الأكبر منهم من المملكة المتحدة وكندا والبرازيل والصين.
وقال مسؤولون إن نيويورك هي الوجهة الأكثر استقطابا للزائرين في الولايات المتحدة والسفر الدولي.

14.2 مليون زائر لدبي عام 2015

* زار 14.2 مليون شخص إمارة دبي في عام 2015، بارتفاع نسبته 7.5 في المائة عن عام 2014، شكل السعوديون والبريطانيون والهنود الجزء الأكبر منهم، بحسب ما أعلنته دائرة السياحة والتسويق في دبي.
وقالت في بيان: «أشارت إحصائيات سنوية جديدة أصدرتها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، إلى أن الإمارة استقبلت أكثر من 14.2 مليون زائر خلال العام 2015، محققة زيادة كبيرة جدا بنسبة 7.5 في المائة مقارنة بالعام 2014».
وتعليقا على الأرقام، قال المدير العام للدائرة هلال سعيد المري، إن عام 2015 حفل «بكثير من التحديات التي أثّرت على قطاع السياحة العالمي، حيث شهدنا بعض الصعوبات، بدءًا من تراجع معدلات النمو الاقتصادي في الأسواق الآسيوية والأوروبية، وصولاً إلى تباين أسعار صرف العملات حول العالم».
وتخطى عدد زوار دبي عتبة 13 مليون شخص في 2014، وهي تسعى إلى جذب 20 مليون زائر بحلول سنة 2020 التي تستضيف خلالها معرض «إكسبو 2020» الدولي.
وتعود النسبة الأكبر من الزائرين إلى دول مجلس التعاون؛ إذ بلغ عددهم 3.3 مليون شخص، بزيادة 12.8 في المائة عن العام الذي سبق. وبلغ عدد الزوار السعوديين 1.54 مليون.
ويساهم الوضع الأمني والاقتصادي المستقر في دبي، مقارنة مع الاضطراب في دول عدة في المنطقة كانت تشكل جاذبا للسياح والاستثمارات، في استقطاب الزوار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وبحسب أرقام دائرة السياحة والتسويق، بلغ عدد الزوار الهنود 1.6 مليون شخص في 2015 بارتفاع نسبته 26 في المائة، فيما وصل عدد البريطانيين إلى 1.2 مليون شخص بزيادة 11 في المائة.
وأشارت الدائرة إلى أنه «رغم القيود لتراجع النمو الاقتصادي وقوة الدولار الأميركي (وتأثيرها) على قدرة دبي التنافسية، ظلت دول غرب أوروبا ثاني أكبر منطقة مساهمة بعدد الزوار؛ إذ سجل عدد الزوار القادمين من تلك الدول نموًا كبيرًا بنسبة 6.1 في المائة». وأضافت: «النمو الإيجابي في الأسواق القوية والناشئة (ساعد) في موازنة تراجع عدد السياح من روسيا ورابطة الدول المستقلة ودول أوروبا الشرقية، التي شهدت انخفاضًا بعدد الزوار القادمين منها بنسبة 22.5 في المائة».



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».