نعت دوائر رئاسة النظام السوري مساء أمس، أنيسة مخلوف، أرملة الرئيس السابق حافظ الأسد عن عمر يناهز الـ86 عامًا، ما يضع حدا لمسيرة طويلة كانت فيها «مستشارة الرؤساء» بدءا من زوجها وصولا إلى ابنها، حيث يعتقد على نطاق واسع أن كلمتها نافذة جدا في النظام، وأن رأيها كان الغالب في مرات كثيرة. وهي رأس عائلة الأسد منذ وفاة زوجها، حيث كانت تنظم اختلافات أبنائها وخلافهم، وصراعاتهم على النفوذ والسلطة.
ويقول العارفون بخفايا وأسرار عائلة الأسد، بأن «السيّدة مخلوف هي الأكثر تأثيرا في كل شيء، إلا أنها أخفقت في إقناع زوجها حافظ، بتوريث السلطة إلى نجلهما ماهر بدلا من بشار، وترى أن ما وصلت إليه سوريا ومعها كل عائلة الأسد، هو ثمرة تسليم بشار زمام الحكم». ولدت أنيسة مخلوف في بلدة بستان الباشا العلوية القريبة من بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس حافظ الأسد، وتربّت في كنف عائلة غنية وترعرعت في منزل عمّها بسبب وفاة والدها وهي طفلة، لكنها كانت تتمتع بجمال لافت، وبعدما تخرّج الأسد الأب كضابط من المدرسة الحربية راح يتردد إلى منزل صديق له من آل الكنش في بستان الباشا، وهناك تعرف على أنيسة وأعجب بها.
ويصف هؤلاء أنيسة مخلوف أنها كانت «امرأة شديدة الذكاء، إذ إنه بعد زواجها كان الأسد يشاورها في كثير من الأمور، وفي أيام الوحدة مع مصر انتدب إلى القاهرة وكانت معه، لكنه بعد عودتهما من القاهرة حاول الأسد الانقضاض على السلطة عام 1962. وأجهضت المحاولة وجرى زجّ الأسد في سجن المزّة، وهنا غضبت عائلة مخلوف وطلبت من ابنتها أنيسة الانفصال عنه، لكنها رفضت. وبعد خروج الأسد من السجن نفّذ انقلابه المشهور، وهنا بدأ دور أنيسة الفعلي في حياة حافظ الأسد وتثبيته في السلطة، فكانت تجتمع بزوجات أصدقائه الضباط لا سيما زوجات محمد عمران وصلاح شديد ويوسف الزعيم ورجال الطبقة السياسية، وكانت تقدّم لزوجها تقييما عن شخصيات هؤلاء السيدات وأزواجهن».
ظلّت السيدة الأسد تشارك زوجها الحكم في الظلّ من خلال الاستشارات التي تقدمها إليه والآراء. وعندما كبر الأبناء وعلمت بإصابة زوجها بمرض السرطان، بدأت تولي نجلها باسل الاهتمام الأكبر لتأهيله لتسلّم دفة الحكم إذا ما حصل أي مكروه لوالده، وراحت ترسله إلى فروع المخابرات والاجتماع بالضباط، وطلبت من اللواء محمد ناصيف وبهجت سليمان وغازي كنعان وعبد الحليم خدام تأهيله سياسيا، لكن بعد مقتل باسل أصيبت عائلة الأسد بضربة في الصميم، وعاشت أنيسة حالة من الاكتئاب وكانت تمضي معظم أوقاتها يوميا جاثمة أمام صورة ضخمة لباسل في القصر الجمهوري تبكيه، وعاشت حالة اضطراب داخلي. وينقل ضابط منشق من الاستخبارات السورية أن «السيدة الأسد لم تكن ترغب في خروج الجيش السوري من لبنان أيا كان الثمن، وعلى إثر اتخاذ نجلها القرار بإجلاء القوات السورية من لبنان توجهت إليه قائلة: أنت خالفت قول والدك بأن سوريا ولبنان لبيت الأسد لولد الولد، ومتفقين مع دول العالم على أنه لا أحد يخرج آل الأسد من لبنان، فماذا تفعل أنت؟».
أما بعد انطلاق الثورة السورية، فيشير الضابط إلى أن «أنيسة مخلوف وابنتها بشرى، شريكتان مع العائلة بقرار المضي بالحل الأمني، وتعتبر الأم أن الحل السياسي لن ينهي الأزمة، لأن الشعب كلما أعطيته شيئا سيطلب المزيد».
وفاة أنيسة مخلوف تنهي «رأس» عائلة الأسد
أرملة حافظ الأسد فشلت في توريث ابنها ماهر على حساب بشار.. وكانت ضد الخروج من لبنان
وفاة أنيسة مخلوف تنهي «رأس» عائلة الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة