انطلاق محادثات رباعية في باكستان حول خطة سلام في أفغانستان

جنرال ألماني في الناتو: مهمة أفغانستان يمكن أن تنتهي في 2017

المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز (وسط)  بين ممثلي أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة في العاصمة إسلام آباد أمس (إ.ب.أ)
المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز (وسط) بين ممثلي أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة في العاصمة إسلام آباد أمس (إ.ب.أ)
TT

انطلاق محادثات رباعية في باكستان حول خطة سلام في أفغانستان

المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز (وسط)  بين ممثلي أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة في العاصمة إسلام آباد أمس (إ.ب.أ)
المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز (وسط) بين ممثلي أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة في العاصمة إسلام آباد أمس (إ.ب.أ)

شددت باكستان في افتتاح اجتماع رباعي جديد أمس على أمل إحياء عملية السلام بين كابل وحركة طالبان، على ضرورة مشاركة أكبر عدد من «فصائل» طالبان الأفغانية في المحادثات.
وتوافد مندوبون من أفغانستان وباكستان والصين والولايات المتحدة وإسلام آباد للمشاركة في الاجتماع الرباعي رغم حملة الهجمات غير المسبوقة التي تشنها حركة طالبان خلال الشتاء في مختلف أنحاء أفغانستان. وقال المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز بأن جهودا مشتركة يمن أن تقنع حركة طالبان بالمشاركة في العملية مما سيؤدي إلى تراجع «ملحوظ» في أعمال العنف وعلى غرار الاجتماعين السابقين، لم يشارك أي ممثل عن حركة طالبان وصرح عزيز في الكلمة الافتتاحية للجولة الثالثة من المحادثات «يجب أن تركز جهودنا المشتركة في هذه المرحلة على إقناع أكبر عدد من الفصائل المؤيدة لطالبان بالمشاركة في محادثات السلام». وأضاف: «برأينا أن تحديد خريطة طريق واضحة وعملانية لعملية السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان في غاية الأهمية».
وعقدت الجولة الأولى من المحادثات في إسلام آباد الشهر الماضي وقام خلالها المندوبون بالإعداد لحوار مباشر بين كابل وطالبان أما الجولة الثانية فقد عقدت في كابل في 18 يناير (كانون الثاني) وتم خلالها توجيه نداء إلى طالبان بالمشاركة في محادثات السلام دون شروط مسبقة وجرت أول مفاوضات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في يوليو (تموز) قرب إسلام آباد لكن سرعان ما تعثرت بعد الإعلان في الشهر نفسه عن وفاة الملا محمد عمر. وأثارت مسألة خلافته صراعا بين قادة الحركة. ولم يتمكن الزعيم الجديد الملا أختر منصور من الحصول على تأييد بالإجماع وظهرت الخلافات إلى العلن عندما انشق فصيل يقوده الملا محمد رسول أواخر العام الماضي. وفي ديسمبر (كانون الأول)، أصيب الملا منصور بجروح خلال تبادل إطلاق نار نجم عن خلاف بين قادة في باكستان.
لكن هذه الخلافات لم تمنع الحركة من تكثيف عملياتها في كل أنحاء أفغانستان. وتمكنت في أواخر سبتمبر (أيلول) من السيطرة لثلاثة أيام على مدينة قندوز الكبرى في الشمال، وكانت هذه المرة الأولى التي ينجح فيها المتمردون في السيطرة على عاصمة ولاية منذ 2001.
وضاعف عناصر طالبان في الأسابيع الأخيرة الهجمات على رموز الوجود الأجنبي في البلاد. ويرى المراقبون أن تكثيف المعارك على ارتباط بسعي المتمردين للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من المناطق قبل بدء المفاوضات، من أجل أن يحصلوا على أكبر قدر ممكن من التنازلات.
وكانت باكستان واحدة من الدول الثلاث التي اعترفت بنظام طالبان الذي حكم بين 1996 و2001. وتتهم السلطات الأفغانية باكستان بدعم المتمردين ولا سيما من خلال تأمين ملاذات لهم.
وفي بروكسل أعرب هانز - لوتار دومروزه، الجنرال الألماني في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عن اعتقاده بأن من الممكن انتهاء مهمة الحلف الحالية في أفغانستان في العام المقبل وفي تصريحات لصحيفة «دي فيلت» الألمانية الصادرة أمس، قال دومروزه: «في حال أصبح لدى سلاح الجو الأفغاني الذي شكلناه للتو مزودا بمروحيات وطائرات، القدرة الكافية على القيام بمهامه في العام المقبل، فإن ذلك سيرفع من القوة الضاربة للأفغان بشكل ملموس».
وأضاف الجنرال الألماني: «وعندئذ سنفكر في إمكانية إنهاء عملية (الدعم المطلق) في 2017. لكن الكلمة الأخيرة هي بطبيعة الحال للساسة».
تجدر الإشارة إلى أن الحلفاء يوفرون نحو 12 ألف جندي للمهمة الراهنة (الدعم المطلق) لتقديم التدريب والمشورة للجانب الأفغاني، وتشارك ألمانيا في هذه المهمة بنحو 830 جنديا يمكن زيادة عددهم وفقا لتفويض البرلمان (بوندستاج) إلى 980 جنديا».
وكان الكثير من دول الناتو مثل الولايات المتحدة وألمانيا تخطط لسحب قطاع واسع من قواتها المشاركة في العملية في العام الراهن لكن استمرار
أعمال العنف من قبل حركة طالبان وتمكنها من الاستيلاء بشكل مؤقت على مدينة قندوز أدى بهذه الدول إلى إعادة النظر في هذه الخطط ومن المنتظر تعزيز تواجد مدربي الناتو ولا سيما في مناطق الأزمات، كما يدرس الحلف تقديم نتائج الاستطلاعات التي يقوم بها إلى قوات الأمن الأفغانية بغرض منع تكرار الهجمات المباغتة لطالبان كتلك التي وقعت في مدينة قندوز.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.