أثبتت المرحلة السابقة الرابعة والعشرون في الدوري الإنجليزي الممتاز والتي جرت مبارياتها يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين أن المنتخب الإنجليزي يمكن أن يذهب إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2016» التي ستقام في فرنسا، وهو مسلح بخط هجوم قد يصيب الفرق الأوروبية الأخرى بصدمة. ولما لا.. وجيمي فاردي، واين روني وهاري كين سيذهبون إلى يورو 2016 كممثلين لأفضل ما أنجبه الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)، ويمكن أن يكون لدى روي هودغسون حق في أن يفخر لامتلاكه هذه الوفرة من الهدافين. ولفتت مباريات الثلاثاء الماضي في الجولة الرابعة والعشرين تحديدا الأنظار، فمن بين 16 هدفا تم إحرازها في 8 مباريات، هناك 12 هدفا تكفل لاعبون إنجليز بتسجيلها. وأحرز هدفين من هذه الأهداف جيمي فاردي لاعب ليستر في شباك ليفربول، وإلي لاعب توتنهام في مرمى نوريتش سيتي قبل أن يختتم زميله كين الثلاثية. كما استعاد روني مهاجم مانشستر يونايتد ذاكرة التهديف بهدف في شباك ستوك سيتي.
في بعض الأحيان في عالم الرياضة لا يكون السؤال الحقيقي هو ما إذا كان شيء ما رائعا، بل يكون ببساطة، ما هو الأروع ضمن الجوانب الكثيرة الرائعة لهذا الشيء. وهنا يأتي هدف جيمي فاردي مساء الاثنين، تلك التسديدة المباشرة التي تخطت سيمون مينيوليه، والتي جعلتك ببساطة ترغب في أن تقهقه بصوت عال والكرة تعانق شباك ليفربول. هنا يمكنك أن تلمس الأشياء الأخرى المحيطة بهذا الهدف. لم تكن التمريرة الحاسمة من رياض محرز، على سبيل المثال، دقيقة فحسب، ولكنها ارتطمت بالأرض بدوران قاتل جعلها تهبط وتنعطف في الاتجاه الذي كان يركض فيه فاردي. لم يكن الهدف في حد ذاته مجرد هدف ثالث في فوز برباعية نظيفة، وإنما كان أول هدف في معركة على اللقب في فبراير (شباط). كما كان هناك نوع من المفارقة بشأن هذا الهدف: طريقة التعبير عن الفرحة في الملعب، فهو هدف من النوع الذي يدفعك للصراخ بكلمات من قبيل «هل رأيت هذا!»، ومع هذا فقد جاء الهدف من لعبة محسوبة تماما. كان فاردي يلاحظ تقدم مينيوليه خارج مرماه طوال المباراة. وكانت هناك خطة شبه جاهزة. وجد المكان المثالي، وطريقة التنفيذ المثالية. كانت زاوية المرمى العلوية هي ذلك المكان لدى المهاجم صاحب الفكر، أما التنفيذ فكان بلمسة واحدة مباشرة.
وبالإضافة إلى هذا، تأتي نوعية الهدف النادرة. إن الإلحاح في عصرنا هذا على الاحتفاء باللحظات المشهودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بالأمر الجديد، فقد كانت الأهداف الفريدة في أيام اللقطات التلفزيونية غير الواضحة في السبعينات والثمانينات، من نوعية الأهداف التي يراها المرء مرة واحدة بالعمر. وكانت تلك الأهداف في كثير من الأحيان مصحوبة بقدر من الهياج لتعليق تلفزيوني جارف. كان «كتاب روثمانز الإحصائي السنوي لكرة القدم» ينتج رسوما كارتونية لأفضل الأهداف، والأهداف المثالية التي تتحقق بـ3 لمسات، وتحركات كرة القدم المباشرة في ذلك الوقت، التي يبدو أن هدف فاردي ينتمي لها.
وواقع الأمر مع هذا، أنه لو نحينا التألق جانبا، فإن أفضل ما في هدف فاردي هو أنه كان الهدف الـ17 له في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) هذا الموسم. كان روي هودغسون، مدرب منتخب إنجلترا، من بين الحاضرين في ملعب «كينغ باور»، الذين أصابهم هدف فاردي بنوبة من الضحك، ولفرحته سبب وجيه عندما يتعلق الأمر بإنجلترا والهدافين في الوقت الراهن. ورفع الهدف الثاني الذي سجله فاردي لاحقا، حصيلته إلى 18 هدفا، ليحلق بصدارة الهدافين بفارق 3 أهداف عن أقرب منافسيه، هاري كين وروميلو لوكاكو. إلى جانب هؤلاء، سجل واين روني 7 أهداف في 6 مباريات، ويبدو أنه أعاد اكتشاف لمسته الأخيرة البديعة، إن لم يكن فعاليته الكاملة. لا يميل أحد إلى القول بأن هذا يرقى لعصر ذهبي لموهبة التهديف الإنجليزية، أو أن الوحوش الكبار في يورو 2016 يرتجفون وهم يشاهدون مباريات الدوري الإنجليزي. لكن للوجود المحلي القوي آثاره المفيدة، ويحق للبريمرليغ أن يفخر بوفرة الهدافين المحليين.
ولفتت مباريات الثلاثاء الماضي في الجولة الرابعة والعشرين تحديدا الأنظار، فمن بين 16 هدفا تم إحرازها في 8 مباريات، هناك 12 هدفا تكفل لاعبون إنجليز بتسجيلها. ومن بين هؤلاء، لعب فاردي وميشال أنطونيو جناح وستهام ومارك بو جناح بورنموث في دوري الهواة. بينما لعب ديلي إلى وكين لاعبا توتنهام وبينيك أفوبي مهاجم بورنموث وجيسي لينغارد جناح مانشستر يونايتد في دوري المحترفين. وإذا كان هذا دليلا على سلامة أي شيء في هذه البنية المشحونة والمعقدة، فحقيقة أن المهاجمين الاثنين الأكثر إحرازا للأهداف، هما مهاجمان إنجليزيان، تكتسي أهمية، وهذا بالأساس لكون الهدافين يمثلون عملة نادرة، خاصة على الصعيد الأوروبيـ حيث يعد البريميرليغ المجموعة الكبرى الوحيدة التي يعتلي فيها لاعب محلي صدارة الهدافين.
يهيمن نجوم أجانب عالميون معروفون على الدوري الإسباني «الليغا» ولأسباب واضحة. وإذا بحثنا عن اللاعبين الألمان الهدافين في الدوري الألماني «البوندسليغا»، سنجد توماس مولر وأليكس ماير فقط في صدارة الهدافين. أما في الدوري الإيطالي «سيري إيه»، فيحل الإيطالي لورينزو إنسيني لاعب نابولي في المرتبة الخامسة في قائمة الهدافين. وفي الدوري الفرنسي الممتاز، يمثل حاتم بن عرفة، صاحب المركز الرابع، أفضل لاعب في فرنسي في المجموعة الأولى. هذه المرة، ينفرد البريميرليغ بأنها المسابقة التي أنتجت أفضل هدافيها من الإنجليز، ويضفي هذا مزيدا من الغرابة، بالنظر إلى أن هذا يأتي بعد 16 عاما منذ كان كيفين فيليبس آخر إنجليزي يحتل صدارة الهدافين، وهذا جزء من عملية تحول من وجود 8 لاعبين إنجليز في قائمة أفضل 10 هدافين في أول مواسم البريميرليغ، إلى 9 هولنديين أو فرنسيين ضمن هذه القائمة خلال الـ15 سنة الأخيرة. سيكون هناك ما يغري باستخلاص بعض الاستنتاجات الأوسع نطاقا من هيمنة فاردي - كين الحالية، وخصوصا بالنظر إلى تشكيلة المنتخب الإنجليزي، حيث ما زال لم يتم الاستقرار بعد على الـ11 لاعبين الأساسيين قبل انطلاق يورو 2016 في الصيف. ومن المؤكد أن الاختيار الحالي للهدافين يبدو خطوة للأمام، وذلك مقارنة بداني ويلبيك وآندي كارول اللذين شاركا في النسخة الماضية من البطولة الأوروبية، معتمدين على 9 و5 أهداف أحرزاها في الدوري على الترتيب. ومن حيث طريقة اللعب، يبدو الثلاثي روني - فاردي - كين مزيجا جيدا من المهارة والطاقة واللمسات النهائية الأنيقة. لا أحد يقترح هنا أن نلعب بـ3 مهاجمين في الأمام لنصيب أوروبا بالصدمة - «ألفا - رو - كا» (اختصار للأحرف الأولى لأسماء الثلاثي فاردي - روني - كين) يشكل ثلاثيا مزعجا، سريع التأثير، ولا يكل - لكن يظل هؤلاء اللاعبون الذين سيخوضون اليورو معتمدين على ما حققوه من نتائج، وسيمثلون أفضل ما أنتجته أرض البريميرليغ المحمومة والمحروقة. وهذا في حد ذاته يضيف مزيدا من الإثارة عن الأداء الذي سيقدمونه في أجواء بطولة أوروبية أكثر تنظيما.
وليس معنى هذا أن يحبس الكل أنفاسه، فحتى في أحلك الأوقات أنجبت إنجلترا مهاجمين جيدين، بدءا من مهاجم ديربي كاونتي، ستيف بلومر، الملقب بـ«الملاك المدمر»، إلى كيفين كيغان في سبعينات القرن الماضي، إلى غاري لينيكر، اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي ترك بصمة حقيقية في كأس العالم منذ 1966. وكانت آخر مرة امتلكت فيها إنجلترا مثل هذه الوفرة من المهاجمين، عندما ضم المدرب كيفين كيغان آلان شيرر وفيليبس ومايكل أوين وروبي فولر إلى بطولة يورو 2000، بينما استبعد آندي كول المصاب ومايكل بريدجز، اللذين كانا سجلا مجتمعين 38 هدفا. سجل رجال كيغان في كل مباراة، لكن تلقت شباك الفريق 6 أهداف في 3 مباريات وعادوا للديار غير مصدقين.
وعلى أي حال فنجاح كين تحديدا، يمثل ببساطة تغييرا دوريا كبيرا، وهناك منتخب إنجليزي جديد في طريقه للظهور إذا لم يكن مجموعة ذهبية، فسيكون بداية جديدة للاعبين محترمين ومحبوبين وموهوبين. فريزر فورستر وجاك بوتلاند حارسان رائعان، صغيرا السن وواعدان. أما كين وإلي وروس باركلي ورحيم ستيرلينغ وجون ستونز ولوك شو فهم في سن صغيرة بما يكفي لتقديم عروض مثيرة ومدهشة، إن لم يشاركوا في عقد آخر من الإحباط. أما فاردي صاحب الـ29 عاما، ففي حال حافظ على لياقته البدنية، فسيذهب إلى بطولة اليورو كأحد زعماء إنجلترا الكبار. لكن في الوقت الراهن، يظل فاردي المهاجم صاحب أفضل مسيرة في تاريخ البريميرليغ القصير، ومذكرا بفائدة الصبر - حتى والأندية الكبرى تواصل الغرق في أموال حصلت عليها بسهولة.
فاردي وروني وكين.. ثلاثي يقود إنجلترا لاستعادة بريق هدافيها
سيذهبون إلى «يورو 2016» كممثلين لأفضل ما أنجبه الدوري الإنجليزي منذ عقود
فاردي وروني وكين.. ثلاثي يقود إنجلترا لاستعادة بريق هدافيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة