تتواصل العمليات العسكرية في ريفي حلب الشمالي والشرقي، في محاولة من النظام وحلفائه لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض بعد يومين من فكّ الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين، وقطع خطّ الإمداد الوحيد لمقاتلي المعارضة الذي يربط مدينة حلب بالريف الشمالي للمدينة المفتوح على تركيا، فيما أعلنت المعارضة عن «شن عملية معاكسة تهدف إلى فكّ الحصار عن حلب، ومحاصرة نبل والزهراء من جديد». لكن الطيران الحربي الروسي الذي يلعب دورا حاسمًا في هذه الحرب، كثف غاراته على مدينة حلب وريفها، ما تسبب بنزوح آلاف العائلات التي انضمت إلى عشرات آلاف النازحين الذين فروا في اليومين الماضيين، ولا يزالون عالقين على الحدود مع تركيا بعدما قررت أنقرة إقفال حدودها أمامهم.
وفي التفاصيل الميدانية، شنّ جيش النظام السوري ومقاتلي «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني ومسلحين من جنسيات سورية وعراقية وأفغانية، هجومًا واسعًا على بلدة رتيان في ريف حلب الشمالي، ودارت اشتباكات عنيفة بينهم وبين مقاتلي المعارضة في محيط وأطراف البلدة الجنوبية والغربية، وسط غارات كثيفة للطيران الروسي، لكن القوات المهاجمة لم تتمكن من اختراق الخطوط الدفاعية لمسلحي المعارضة، الذين أبدوا مقاومة شرسة في الحفاظ على مواقعهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن «مقتل أكثر من 120 مقاتلا يتوزعون مناصفة بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة المعارضة خلال تجدد الاشتباكات بين الطرفين الجمعة في بلدة رتيان». وأوضح أن «مقاتلي الفصائل تمكنوا من استعادة السيطرة على أكثر من نصف مساحة البلدة بعدما كانت قوات النظام سيطرت بالكامل عليها». واعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن «الاستيلاء على رتيان، يبقى هدفًا استراتيجيًا للنظام السوري الذي يحاول بسط السيطرة الكاملة على الطرق المحيطة ببلدتي نبل والزهراء اللتين استولى عليها في اليومين الماضيين».
وأعلن عضو المجلس العسكري في الجيش الحرّ رامي الدالاتي لـ«الشرق الأوسط»، أن «فك الحصار عن نبّل والزهراء والسيطرة على بعض المناطق لا يعني أن المعركة انتهت». وأكد أن «الثوار طردوا قوات النظام والميليشيات التابعة له من مواقع سيطروا عليها في بلدة رتيان الاستراتيجية وبلدة ماير، وهناك أشرطة فيديو مسجلة تظهر فرار العناصر المهاجمة».
إلى ذلك، أكد قيادي في الجيش السوري الحرّ، أن «مقاتلي المعارضة شنّوا عملية معاكسة تهدف إلى قطع الطريق التي تربط نبّل والزهراء ببلدتي حردتين وباشكوي». وكشف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار يخوضون معارك عنيفة مع القوات النظامية التي تحاول إنشاء سواتر لإحكام قطع طريق إمداد المعارضة، لكنها لم تنجح حتى الآن». وأوضح أنه «في حال استعاد الثوار السيطرة على هذه الطريق، فإنهم بذلك يفكون الحصار عن حلب، ويعيدون محاصرة نبل والزهراء من جديد».
وقال المصدر: «لقد تم اليوم (أمس الجمعة) إعلان المجلس العسكري للشمال، الذي يوحد كل الفصائل المقاتلة في شمال حلب، ويعطي دفعًا قويًا للعمليات العسكرية تحت قيادة واحدة ومن خلال غرفة عمليات واحدة»، مشيرًا إلى أن «معارك ريف حلب لا تؤذي الثوار بقدر ما تسبب من مأساة لآلاف المدنيين الذين ينزحون نحو الحدود التركية». أضاف: «تجاوز عدد الفارين من القتال وقصف الطيران الـ70 ألفًا ما زالوا عالقين عند الحدود»، مؤكدًا أن هناك «مؤسسات إنسانية توصل إليهم المساعدات من الجانب التركي، لكن المشكلة أنهم يبيتون مع أطفالهم والمرضى في العراء».
وقال حسن الحاج علي قائد «لواء صقور الجبل» التابع للجيش السوري الحر لوكالة «رويتر»: «إن القوات الحكومية والقوات الحليفة لها تحاصر ريف حلب الشمالي بالكامل، وأن القصف الروسي العنيف على المنطقة مستمر ليلاً نهارًا». وأكد أن «هناك أكثر من 250 غارة في اليوم الواحد على ريف حلب الشمالي»، لافتًا إلى أن النظام «يحاول الآن توسيع المساحة التي سيطر عليها»، مشيرًا إلى أن «ريف حلب الشمالي محاصر بالكامل والحالة الإنسانية صعبة جدًا».
ودعا الحاج علي الدول التي تدعم معارضي النظام السوري إلى «إرسال المزيد من المساعدات العسكرية بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات». وقال: «نحن نطالب بشكل يومي بزيادة الدعم ولكن موضوع مضاد الطائرات أصبح حلم كل سوري، الحلم الذي لن يتحقق».
وتُعد صواريخ «تاو» الأميركية الصنع المضادة للدبابات السلاح، الأكثر فعالية في ترسانة مقاتلي المعارضة وتم تزويد فصائل مقاتلة محددة بها في إطار برنامج دعم عسكري تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
وتدفق أمس (الجمعة) الآلاف من المدنيين من محافظة حلب باتجاه الحدود التركية، وفي منطقة أعزاز قرب الحدود التركية، لا يزال آلاف المدنيين عالقين عند معبر باب السلامة مع استمرار السلطات التركية في إقفال الحدود.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس (الجمعة) أن «الهجوم العسكري حول مدينة حلب دفع 15 ألف سوري إلى الهروب، بينما وردت تقارير عن 13 ضربة جوية استهدفت منشآت طبية في يناير (كانون الثاني)». وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة في تصريح بالبريد الإلكتروني: «تحققت الأمم المتحدة من أن 15 ألف شخص على الأقل يفرون من ريف حلب الشمالي وهناك أنباء عن احتشاد عشرات الآلاف عند معبر حدودي مع تركيا». وأشارت إلى هؤلاء «يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة وإلى تلقي العلاج في مستشفيات محلية في تركيا».
8:18 دقيقة
المعارضة تعلن شنّ عملية معاكسة لفك حصار حلب.. وتستعيد «رتيان» و«ماير»
https://aawsat.com/home/article/561446/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%B4%D9%86%D9%91-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%A9-%D9%84%D9%81%D9%83-%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D9%84%D8%A8-%D9%88%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%C2%AB%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%B1%C2%BB
المعارضة تعلن شنّ عملية معاكسة لفك حصار حلب.. وتستعيد «رتيان» و«ماير»
وحّدت المجلس العسكري للشمال لإعطاء دفعة قوية للعمليات القتالية
- بيروت: يوسف دياب
- بيروت: يوسف دياب
المعارضة تعلن شنّ عملية معاكسة لفك حصار حلب.. وتستعيد «رتيان» و«ماير»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة