البيشمركة تبطل نحو 120 طنًا من المتفجرات منذ بداية الحرب مع «داعش»

تمكنت بالتعاون مع قوات التحالف والعشائر من تحرير قريتين استراتيجيتين جنوب الموصل

البيشمركة تبطل نحو 120 طنًا من المتفجرات منذ بداية الحرب مع «داعش»
TT

البيشمركة تبطل نحو 120 طنًا من المتفجرات منذ بداية الحرب مع «داعش»

البيشمركة تبطل نحو 120 طنًا من المتفجرات منذ بداية الحرب مع «داعش»

تمكنت قوات البيشمركة وبمشاركة من أبناء العشائر العربية، أمس، من تحرير قريتين استراتيجيتين بين قضاء مخمور وناحية القيارة جنوب الموصل، وكشفت كتيبة الهندسة العسكرية التابعة لقيادة قوات الإسناد الأولى في قوات البيشمركة عن إبطالها أكثر من 10 آلاف عبوة ناسفة منذ بدء الحرب ضد «داعش» حتى الآن، مبينة إفشالها أكثر من 95 في المائة من خطط «داعش» في مجال زراعة العبوات الناسفة.
وكشفت كتيبة الهندسة العسكرية التابعة لقيادة قوات الإسناد الأولى في البيشمركة عن إحصائية بعدد العبوات الناسفة وكميات المتفجرات التي أبطلتها منذ بداية الحرب ضد «داعش» وحتى الآن، وقال آمر كتيبة الهندسة العسكرية، اللواء محمود كاكيي، لـ«الشرق الأوسط»: «أبطلت كتيبة الهندسة العسكرية خلال عامين من المعارك ضد تنظيم داعش نحو 10 آلاف و465 عبوة ناسفة، أي نحو 120 طنا من المواد المتفجرة زرعها مسلحو التنظيم، بالإضافة إلى إبطال 725 قطعة عتاد، وإبطال 82 سيارة مفخخة، وتمشيط نحو 101 كيلومتر من الطرق، و210 منازل، وستة أنفاق، يتراوح طولها بين 10 أمتار و500 متر، وإبطال مفعول 10 عبوات ناسفة تحمل مواد كيماوية».و بين كاكيي أن هذا العدد من العبوات الناسفة أُبطلت في محاور غرب كركوك ومخمور والكوير والخازر والبعشيقة وناوران وتلسقوف، وسد الموصل وزمار والكسك، والربيعة وسنجار.
وأضاف كاكيي: «فرق الهندسة العسكرية في قوات البيشمركة تواصل تدريباتها على يد الخبراء العسكريين الأميركيين والبريطانيين والتحالف الدولي، ونعمل باستمرار على جمع المعلومات الخاصة بالعبوات والمتفجرات التي يستخدمها التنظيم في الحرب، لأن (داعش) يغير من تكنيك زراعة العبوات بشكل سريع، لكن فرق الهندسة العسكرية تمكنت حتى الآن من إفشال أكثر من 95 في مائة من خطط (داعش) في مجال زراعة العبوات الناسفة والتلغيم»، لافتا بالقول: «تمكنا من تطهير كل المناطق المحررة في زمار والربيعة والمناطق الأخرى من العبوات الناسفة بشكل كامل، ولم تبق سوى سنجار التي تمكنا حتى الآن من تطهير 90 في المائة من مساحتها. المشكلة التي تواجهنا في سنجار هي أن غارات التحالف الدولي غيرت معالم البيوت والمباني فيها، لذا تقع العبوات الناسفة تحت الأنقاض، فكشفها صعب ويحتاج إلى وقت»، مضيفا في الوقت ذاته أن كتيبة الهندسة العسكرية بحاجة إلى معدات متطورة لكي تتمكن من مواجهة الخطط التي يستخدمها «داعش» ضد قوات البيشمركة. وعن المواد التي كانت تحتويها العبوات الكيماوية الناسفة التي زرعها «داعش»، أوضح آمر كتيبة الهندسة بالقول: «بعد تحليل نماذج من هذه العبوات من قبل قوات التحالف الدولي، تبين أنها تحوي مادة الكلور ومادة حامض الكبريتيك».
إلى ذلك، قال نائب قائد محور مخمور والكوير، آراس حسو ميرخان، لـ«الشرق الأوسط»: «المعارك مع (داعش) بدأت منذ أول من أمس، بعد أن هاجم مقاتلون من أبناء العشائر العربية القاطنة في القرى الواقعة في أطراف مخمور التي تمتد حتى ناحية القيارة (جنوب الموصل) والمنظوين ضمن القوات الوطنية، وبالتنسيق مع قوات البيشمركة والتحالف الدولي في قرية كر مردي، قوات المتطرفين (داعش) وتمكنوا من تحريرها».
وأضاف ميرخان قائلا: «مقاومة (داعش) في قرية كوديلة كانت أكبر من القرية التي سبقتها، لذا لم تستطع القوة المهاجمة حسم المعركة، فتدخلت قوات البيشمركة بشكل أكبر في الهجوم، وتمكنت من تحرير القرية بالكامل»، وتابع ميرخان أن القريتين اللتين حُررتا خلال معارك اليومين الماضيين استراتيجيتان، لأنهما تبعدان عن جسر القيارة نحو 7 كيلومترات، مشيرا إلى أن طيران التحالف الدولي كان له دور بارز في هذه المعارك، مضيفا أن 13 مسلحا من التنظيم قتلوا خلال معارك تحرير القريتين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.