الجبير: النظام السوري غير جاد بالحل السياسي وماطل حتى تعليق «جنيف 3»

جولة جديدة لمجموعة فيينا.. واجتماع الأسبوع المقبل في ميونيخ

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر وزارة الخارجية السعودية أمس بين عادل الجبير ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير (رويترز)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر وزارة الخارجية السعودية أمس بين عادل الجبير ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير (رويترز)
TT

الجبير: النظام السوري غير جاد بالحل السياسي وماطل حتى تعليق «جنيف 3»

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر وزارة الخارجية السعودية أمس بين عادل الجبير ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير (رويترز)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر وزارة الخارجية السعودية أمس بين عادل الجبير ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير (رويترز)

أرجع عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، تعليق مفاوضات «جنيف3» إلى النظام السوري الذي ماطل في إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة بالبلاد، مؤكدًا أن وفد النظام الذي ذهب إلى المشاركة لم يكن «جاهزًا» وأجهض أي تقدم للحل السياسي، كاشفًا عن مباحثات ستجريها مجموعة فيينا لعقد مباحثات في ميونيخ، لوضع الأزمة السورية في مسارها الصحيح.
وبيّن وزير الخارجية السعودي، خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر وزارة الخارجية أمس، في العاصمة الرياض، جمعه مع نظيره الألماني، الدكتور فرانك فالتر شتاينماير، أن فشل انعقاد مفاوضات «جنيف3» يرجع إلى عدم جدية النظام السوري، وعدم التجاوب مع المبعوث الأممي بطلب إدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن المناطق السورية المحاصرة.
وأضاف الجبير: «الاتفاق الذي جرى في مباحثات جنيف، يأتي ضمن قرارات مجلس الأمن 2254 الذي يطالب بإيقاف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن المدنيين، والبدء في العملية السياسية من أجل المرحلة الانتقالية في البلاد».
وأكد وزير الخارجية السعودي أن وفد النظام السوري الذي ذهب إلى جنيف لم يكن جاهزًا، وعمل على المماطلة وسعى إلى تعطيل المحادثات، وإبطال أي تقدم في الحل السياسي.
وحول العمليات العسكرية التي كثفتها روسيا في سوريا، قال وزير الخارجية السعودي: «هناك وجهتا نظر؛ الأولى أن تصعيد تلك العمليات العسكرية هدفه تحسين وضع النظام السوري قبل وقف إطلاق النار، ووجهة النظر الأخرى أن تصعيد العمليات العسكرية هدفه استفزاز المعارضة السورية وتخليها عن المباحثات السياسية، وهو الأمر الذي لم يحدث».
وأشار عادل الجبير إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا وصل إلى قناعة بأن النظام السوري ليس جادًا في المباحثات السياسية، كما فضل المبعوث الأممي تعليق المفاوضات في الوقت الراهن وبحث هذا الأمر مع النظام السوري.
وبيّن وزير الخارجية السعودي أن الدول الداعمة لإيجاد حل سياسي في سوريا استأنفت مباحثاتها من أجل النظر في وضع الأمور بمسارها الصحيح والوصول إلى حل سلمي في سوريا، مع طرح بعض الأفكار، من بينها عقد اجتماع لمجموعة فيينا الأسبوع المقبل بمدينة ميونيخ.
وتطرق الوزير السعودي إلى العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي قطعتها الرياض بعد التدخلات في شؤونها الداخلية والهجوم على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، وأكد أن ما يجري بين الرياض وطهران يعود إلى سياسات إيران العدوانية التي اتخذتها على مدى 35 عامًا، مؤكدًا أن تحسن العلاقات مرهون بتغيير سياساتها وأساليب تعاملها مع السعودية ودول المنطقة، مع وقف دعم الإرهاب وإيقاف تدخلها في الشؤون الداخلية ومحاولتها الحثيثة لإثارة الفتنة الطائفية.
وأكد أن سياسة السعودية لن تتغير مع الحجاج والمعتمرين، حيث تسمح بأن يكون لكل مسلم الحق في زيارة الحرمين الشريفين، لافتًا إلى أن الرياض ستسهل كل شيء ممكن من أجل وصول المعتمرين والحجاج إلى بيت الله الحرام، مشددًا على أن الأزمة السياسية بين السعودية وإيران لا تنسحب على الحج أو العمرة للبيت الحرام.
وأكد وزير الخارجية السعودي أن ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي لا علاقة له بالإسلام، كما لا يوجد مذهب اسمه الوهابية، موضحًا أن الإسلام لا يبرر أعمال القتل، كما أن الإسلام دين وسطي يقوم على مبدأ الرحمة والتسامح.
واعتبر الجبير موقف ألمانيا حول السياسات الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط يأتي ضمن سعيها للعمل من أجل استقرارها، مبينًا أن مباحثاته مع نظيره الألماني كانت إيجابية، حيث بحثا الأوضاع في المنطقة، ومنها سوريا والعراق وإيران واليمن والتحديات التي تواجه المنطقة.
من جانبه، ذكر الدكتور فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية الألماني، أن الجهد الذي قامت به السعودية دفع بالاتجاه الإيجابي نحو إيجاد حل سياسي في سوريا، عبر توحيد المعارضة وإجماعها على موقف محدد، مؤكدًا أن ألمانيا تريد المحافظة على سوريا وأن تكون بلدًا يعيش فيه جميع الطوائف.
وأفاد بأن التصعيد العسكري الأخير من قبل النظام السوري أدى إلى اقتراح المبعوث الأممي وقف المباحثات، مؤكدًا اهتمام الجميع بالحفاظ على أسس فيينا التي جرى الاتفاق عليها.
ولفت شتاينماير إلى أن المعارضة السورية كانت تتوخى تخفيض وتيرة الأعمال العسكرية، موضحًا أن بلاده ستجري مباحثات مع روسيا بشأن التصعيد الأخير في سوريا والأوضاع الإنسانية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.