جلال قادري: «القطيعة» سبب النكسات الدائمة للكرة السعودية

مدرب الخليج قال لـ«الشرق الأوسط» إن منجز «الفتح» كان استثنائيًا ولن يتكرر على المدى القريب

جانب من تدريبات فريق الخليج الأخيرة («الشرق الأوسط») - جلال قادري («الشرق الأوسط»)
جانب من تدريبات فريق الخليج الأخيرة («الشرق الأوسط») - جلال قادري («الشرق الأوسط»)
TT

جلال قادري: «القطيعة» سبب النكسات الدائمة للكرة السعودية

جانب من تدريبات فريق الخليج الأخيرة («الشرق الأوسط») - جلال قادري («الشرق الأوسط»)
جانب من تدريبات فريق الخليج الأخيرة («الشرق الأوسط») - جلال قادري («الشرق الأوسط»)

أعلن التونسي جلال قادري مدرب الفريق الكروي الأول بنادي الخليج أن طموحاتهم في دوري المحترفين السعودي خلال الموسم الكروي الحالي ارتفع من البقاء إلى السعي لحصد أحد المركزين الرابع أو الخامس كحد أقصى، خصوصا في ظل جمع عدد مميز من النقاط مع نهاية الدور الأول والذي وصل إلى 18 نقطة لأول مرة في تاريخ الفريق في دوري الكبار.
وشدد قادري في تصريح خص به «الشرق الأوسط» على أن التعادل في المباراة الماضية أمام الفتح في انطلاقة مباريات الفريق بالدوري الثاني لن يكون سببا في تهاوي أحلامهم بالمنافسة على المراكز القريبة من الصدارة، حيث إن الدوري لا يزال طويلا ويمكن من خلاله تحقيق هذا الهدف بعد أن تم التخلص من الضغوط النفسية المتعلقة بالبحث عن البقاء كما حصل في الموسم الماضي حينما صارع الفريق على البقاء في دوري الكبار حتى الجولات الأخيرة من الدوري.
وقال قادري إن الخليج لا يزال من الفرق المتوسطة ومن الخطأ أن يتم تصنيفه من الكبار أو المنافسين، خصوصا أنه تمكن للمرة الأولى في تاريخه الموسم الماضي تثبيت أقدامه في دوري المحترفين، وهذا يعني أنه يعاني من نقص في الخبرة والتي تخوله أن يعيد سيناريو الإنجاز التاريخي الذي حققه الفتح قبل 3 مواسم حينما حصد بطولة الدوري السعودي للمحترفين ليحقق المفاجأة الأكبر على مستوى الدوري السعودي، وخصوصا بعد تطبيق نظام الاحتراف الذي مكن الأندية الغنية ماليا من جلب غالبية النجوم على المستوى المحلي وكذلك أجانب بأسعار عالية لا يستطيع القيام بها نادٍ مثل الخليج.
وأضاف: «أعتقد أن معجزة فريق الفتح يصعب تكرارها على المدى القريب من أي فريق من فرق الوسط سواء التعاون أو الفتح أو الفيصلي أو الخليج لأن هذا الإنجاز الذي تحقق كان في ظروف استثنائية جدا وهذا لا يقلل أبدا من إنجاز نادي الفتح الذي حصد لقب الدوري بكل جدارة وبشهادة جميع المتابعين، ولكن في الموسمين الأخيرين عاد الكبار للواجهة من خلال النصر بطل الدوري للموسمين الماضيين أو الهلال وحتى الأهلي الذي نافس وينافس بقوة على لقب الدوري لهذا الموسم بعد أن حصد الهلال والأهلي عدة بطولات في السنوات الأخيرة عدا الدوري والذي يمكن الجزم بنسبة كبيرة أنه بات محصورا بينهما».
وأشار إلى أن الفريق الذي سيصل بالفارق إلى 6 نقاط عن أقرب منافسيه في الصدارة سيواصل طريقه نحو اللقب وإن كان السباق يعتبر منحصرا بين الهلال المتصدر ووصيفه الأهلي، ولكن قد تنقلب الأوضاع في الجولات المقبلة بين الناديين إذا ما استذكرنا مباراة الدور الأول بينهما وكيف أن الأهلي خالف الكثير من التوقعات وفاز على الهلال بالرياض في ظل غياب نجم هجومه الأبرز عمر السومة، أما النصر والاتحاد فقد يعودان والشباب قد يحدث إرباك في جدول الترتيب في حال نجح المدرب التونسي فتحي الجبال في إعادة الفريق للمسار الصحيح.
وعاد ليتحدث عن علاقته بنادي الخليج وكيف ستكون نهايتها، مع نهاية هذا الموسم في حال رحيل الرئيس الحالي فوزي الباشا الذي ينتظره استحقاق انتخابي سيتنافس فيه على البقاء في الرئاسة مع المرشح الآخر رضا السليس، مبينا أنه قد يرحل نهاية الموسم حتى في حال استمرار الباشا رئيسا وقد يستمر في حال انتخب السليس رئيسا وإن كانت علاقته الشخصية مع فوزي الباشا قوية جدا، ولكنه كمدرب محترف يبعد التعاطف عنه جانبا ويبحث عن الطريق الأنسب له مما يعني أنه سيحدد موقفه نهاية الموسم وقد يكون فض العلاقة بينه وبين نادي الخليج من قبل النادي وليس منه شخصيا.
وعن موضوع اللاعب العراقي الدولي مروان حسين الذي فسخ عقده مع نادي الخليج قبل نهاية الدور الأول من دوري هذا الموسم بحجة الإصابة التي تحتاج إلى علاج لمدة 3 أشهر ثم انتقل لأحد الأندية العراقية وشارك بعد أقل من أسبوعين، وهل يمكن القول إن مروان حسين خدع الخليج قال قادري: «مروان حسين من اللاعبين المميزين في الوطن العربي وبرز مع المنتخب العراقي وحقق لقب هداف الدوري في بلاده وعلى هذا الأساس تم التعاقد معه، ولكن الذي حصل أن اللاعب لم ينسجم سريعا بالصورة المطلوبة مع الفريق، وأما موضوع الإصابة التي عجلت برحيله فهي مثبتة من تقارير طبية من النادي ومن مستشفيات خاصة بالسعودية وهي للتوضيح ليس قطع في الرباط ولكن ارتخاء يحتاج من خلاله اللاعب للعلاج الطبيعي المكثف لثلاثة أشهر ونظرا لحاجتنا للاعب جاهز يمكنه خدمه وكذلك منحه فرصة احترافية تناسبه تم فسخ العقد بالتراضي وهذا لا يقلل من القيمة الفنية للاعب وهناك لاعبون مميزون، ولكن لا يحققون النجاح في تجاربهم الاحترافية، وأتمنى أن يوفق معنا البديل الإيفواري عبد الله كوفي الذي أظهر لمسات مميز في أولى مشواره مع الخليج في مواجهة الفتح وإن لم يسجل هدف في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي».
وحول وضع المدربين التوانسة في الدوري السعودي وعدم تعاقد أي من الأندية المنافسة على البطولات مع مدرب تونسي رغم وجود إنجازات وتجارب ناجحة لعدد من المدربين مثل فتحي الجبال الذي قاد الفتح لتحقيق بطولة الدوري ومن ثم كأس السوبر قبل 3 مواسم، وكذلك نجاحات أحمد العجلاني مع القادسية قبل قرابة عشر مواسم وقيادته للمركز الثالث وكذلك عمار السويح وغيرهم قال قادري: «أعتقد أن المدرب التونسي أثبت كفاءته في الفرق السعودية سواء في الدوري السعودي للمحترفين أو الدرجة الأولى، وكذلك الثانية وغيرها، ولكن يبقى هناك سر وقد يكون هناك تخوف من قبل الأندية الكبيرة والجماهيرية من التعاقد مع مدربين عرب وليس فقط توانسة وإن كان الشباب مثلا كسر هذا التخوف من خلال التعاقد مع عمار السويح بداية أحد المواسم وحاليا استعان بفتحي الجبال، كما أن الهلال جلب العجلاني في وقت لم يكن وضعه الطيبيعي ولذا لم يوفق المدرب مع الفريق ولذا كل الأماني أن تكون الثقة حاضرة في المدربين التوانسة والعرب بشكل أكبر ويمنحون الفرصة في الأندية الكبيرة كما يحصل مع (الأجانب)».
وحول رأيه في خروج المنتخب السعودي الأولمبي من الدور الأول لكأس آسيا المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو رغم أنه يضم عددا كبيرا من نجوم الدوري السعودي قال: «بكل تأكيد الدوري السعودي أفضل دوري عربي، ولكن للأسف قوة الدوري لم تصنع منتخب قوي والسبب يعود إلى وجود قطيعة وعدم تعاون واضح بين الأندية وإدارات المنتخبات، حيث يبدع اللاعب مع ناديه أكثر من المنتخب وهذا شيء مؤسف جدا، فالدوريات القوية في الغالب تنتج منتخبات قوية مثل إسبانيا وألمانيا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».