ثلاثة أحزاب من المعارضة الإسرائيلية تطالب نتنياهو باجتياح قطاع غزة

اتهموا الحكومة بـ«الكسل» في ظل حفر حماس أنفاقًا في محيط القطاع

ثلاثة أحزاب من المعارضة الإسرائيلية تطالب نتنياهو باجتياح قطاع غزة
TT

ثلاثة أحزاب من المعارضة الإسرائيلية تطالب نتنياهو باجتياح قطاع غزة

ثلاثة أحزاب من المعارضة الإسرائيلية تطالب نتنياهو باجتياح قطاع غزة

في الوقت الذي تنشر فيه نتائج استطلاع رأي كثيرة تشير إلى أن المعارضة الإسرائيلية لا تقنع الجمهور بأنها تشكل بديلا عن حكومة بنيامين نتنياهو، خرجت ثلاثة أحزاب تمثل غالبية قوى المعارضة بحملة شبه منظمة تلتف على نتنياهو من اليمين، وتظهر نفسها متطرفة أكثر منه وتطالبه صراحة باجتياح قطاع غزة.
ففي تعقيب على الأنباء التي تتحدث عن قلق المواطنين في البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، من أصوات الحفر التي يسمعونها ليل نهار، أطلق رئيس أكبر أحزاب المعارضة (المعسكر الصهيوني)، يتسحاق هرتسوغ، تصريحات هاجم فيها الحكومة عموما ورئيسها، نتنياهو، ووزير الدفاع، موشيه يعلون، بشكل خاص، على ما اعتبره «إهمالا خطيرا» لسكان محيط قطاع غزة الإسرائيليين. وتساءل: «ماذا ينتظران؟ أن يخرج مخربون مسلحون من تحت الأرض إلى داخل كيبوتس أو مستوطنة؟ على القيادة السياسية تقديم رد علني وواضح للسكان، والتوقف عن التردد. عليهم إعطاء الأوامر للجيش بتفجير الأنفاق والقضاء على هذا التهديد، خصوصا إذا كانت هناك أنفاق قد وصلت إلى داخل إسرائيل». وحسب هرتسوغ، فإن «حماس تثرثر ونحن لا نعمل شيئا. سنستيقظ ذات يوم ونكتشف أننا قللنا مرة أخرى من خطورة التهديد، وهذا سيكلفنا كثيرا من الدم والأسى».
وتبعه على الفور رئيس حزب «يوجد مستقبل»، يائير لبيد، الذي اتهم الحكومة بالقنوط وقال: «ببساطة لا يعرفون كيف يديرون شؤون الدولة. حماس تتباهى بأنها تحفر الأنفاق ونحن لا نعطي أي رد. رئيس الحكومة يخشى من الحرب ولا يثق بالجيش، ويخشى من رد الفعل الدولي، ويخشى من رد فعل الناس عندنا. ولذلك فأسهل ما يمكن أن يفعله هو أن لا يفعل شيئا». ودعا لبيد إلى استخدام سياسة الجزرة والعصا مع قطاع غزة، من جهة يجب تدمير الأنفاق وتدمير كل من يعترض إسرائيل في هذه المهمة، ومن جهة ثانية يقترح إقامة ميناء لغزة حتى يفك الحصار عنها.
من جهته عاد أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» لتكرار هجومه على الحكومة «التي ضيعت فرصة ذهبية لتدمير حكم حماس في قطاع غزة في سنة 2014»، وطالبها بوقف التردد «وعدم الانتظار حتى تكون حماس مستعدة وضربها في الصميم، الآن قبل غد».
وقد رد نتنياهو على ذلك بتوجيه تحذير مباشر إلى حركة حماس من أن تستغل الأنفاق لمهاجمة إسرائيل. وقال خلال خطابه أمام مؤتمر سفراء إسرائيل: «إننا نعمل بشكل منهجي وموزون ضد كل تهديد، خصوصا تهديدات حماس، بوسائل دفاعية وأيضًا هجومية. وبالطبع إذا تمت مهاجمتنا عبر الأنفاق في قطاع غزة فسنعمل بقوة ضخمة جدا ضد حماس، تفوق القوة التي تم تفعيلها في الجرف الصامد. أعتقد أنهم يفهمون ذلك في المنطقة، ويفهمونه في العالم أيضا. آمل ألا نحتاج إلى ذلك، ولكن قدراتنا، الدفاعية والهجومية، تتطور بسرعة، وما كنت سأقترح على أحد اختبارنا».
وكانت حماس قد بثت شريطا تعلن فيه مواصلة حفر الأنفاق باتجاه إسرائيل، وذلك في إطار الحملة التي أطلق عليها اسم «رجال الأنفاق». وتظهر في الشريط صور لمحاربين مسلحين بكامل العدة داخل الأنفاق، ولوحة تظهر أطفالا يلعبون على العشب الأخضر ومن تحتهم نفق. وكتب على الصورة «من أجل حياتكم سلكنا طريق الموت». ويستعرض الشريط تاريخ استخدام الأنفاق ضد إسرائيل. ويبدأ بصور لرجال حماس داخل نفق، كتب أنها تعود لسنة 2004، وهم يعلنون: «هذه رسالة لهم من هنا، من تحت مواقعهم المحصنة». ويقول المعلق في الشريط إن «الأنفاق استخدمت كسلاح استراتيجي في الحرب ضد العدو، ووفروا لنا الاحتياجات خلال الحصار الإجرامي». كما يتطرق المعلق إلى تفجير موقع «ترميت» في 2001 بواسطة نفق هجومي، واختطاف جلعاد شاليط في 2006، واستخدام الأنفاق خلال حرب الجرف الصامد، كما يشير إلى قتل جنود إسرائيليين في عمليات انطلقت من الأنفاق.
وعلى أثر ذلك عقد لقاء بين رؤساء السلطات المحلية في منطقة غلاف غزة، الذين يقلقهم ترميم قوة حماس، وبين قائد عصبة غزة في الجيش الإسرائيلي، العميد ايتي فاينروب، الذي قدم استعراضا حول الوضع في غزة حاليا، وقال: «نحن نوجد في وضع أفضل بكثير مما كان قبل العملية الأخيرة». وحسب أقواله: «نحن نعرف الخطر اليوم، ونستثمر الجهود الكبيرة ولا نوفر في الموارد من أجل محاولة كشف الأنفاق. من الواضح لنا أن حماس تواصل الحفر. هذه هي فرضية العمل لدينا. ولكن لا يوجد حل شامل لكشف الأنفاق، مع أننا نعمل بلا توقف ونقوم بتمشيط المنطقة». وطالب رؤساء السلطات المحلية بتنفيذ مشروع إقامة العائق على امتداد حدود غزة، ردا على تهديد الأنفاق. فرد فاينروب قائلا إنه لا توجد قيود مالية في معالجة الأنفاق. وردا على ادعاء السكان بأنهم يسمعون ضجيج حفر الأنفاق، قال فاينروب إنه يجري فحص كل شكوى جيدا ويتم القيام بعمليات علنية وسرية لكشف الأنفاق، و«يمكنني القول لكم إننا نستثمر كل ما يمكن من أجل توفير رد للتهديد الجوفي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».