كيري يحض وفدي النظام السوري والمعارضة على التفاوض

منسق الهيئة العليا للتفاوض: المعارضة السورية قد تنسحب من محادثات جنيف

كيري يحض وفدي النظام السوري والمعارضة على التفاوض
TT

كيري يحض وفدي النظام السوري والمعارضة على التفاوض

كيري يحض وفدي النظام السوري والمعارضة على التفاوض

حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام السوري على أداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام أمس، متهما قوات الرئيس السوري بشار الأسد بتجويع المدنيين، في الوقت الذي قال فيه رياض حجاب منسق الهيئة العليا للتفاوض إن وفد المعارضة السورية قد ينسحب من محادثات السلام في جنيف إذا واصلت قوات الحكومة السورية وحلفاؤها تصعيد حملة قصف للمناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وقال الوزير كيري في بيان نشر على الإنترنت من واشنطن ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «هذا الصباح، ونظرا إلى ما تنطوي عليه هذه المحادثات من أهمية، أناشد الطرفين اغتنام هذه الفرصة على الوجه الأفضل»، مطالبا النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى البلدات المحاصرة مثل مضايا.
ورغم أن كيري وجّه تصريحاته إلى الطرفين، فإنه من الواضح أن رسالته كانت تستهدف المعارضة التي هددت بمغادرة جنيف حتى قبل بدء المحادثات. وطالبت الهيئة العليا للتفاوض بالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلدات السورية المحاصرة قبل المشاركة في محادثات غير مباشرة مع وفد النظام السوري.
ودعا كيري المعارضة إلى التخلي عن الشروط المسبقة، إلا أنه وجّه كلمات قاسية إلى النظام السوري، متهما قوات النظام بتعمد تجويع المناطق المحاصرة.
وقال كيري إن «بلدة مضايا تبعد ساعة فقط بالسيارة عن دمشق، ومع ذلك فقد اضطر سكانها إلى أكل العشب وأوراق الشجر». وأضاف: «وكيف رد النظام والميليشيات التي تدعمه؟ بزرع الألغام ونصب السياجات الشائكة لمنع دخول عمال الإغاثة». وأوضح كيري أن واشنطن تلقت تقارير موثوقا بها عن وفاة 16 شخصا إضافيين جوعا في البلدة التي يحاصرها النظام ويسيطر عليها مقاتلو المعارضة خلال نهاية الأسبوع.
من جانبه، يسعى وفد المعارضة السورية لوقف الهجمات على المناطق المدنية وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن عدد من المناطق. وتضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي هذه الإجراءات.
وأضاف حجاب في بيان على الإنترنت نقلته «رويترز» أنه لن يكون هناك ما يبرر وجود الكيان المعارض الرئيسي في جنيف، بغياب ضغوط من الأمم المتحدة وضغوط دولية على الحكومة السورية.
وقال حجاب إنه نظرا لإصرار النظام وحلفائه على انتهاك حقوق الشعب السوري، فإن وجود وفد الهيئة العليا في جنيف غير مبرر وبناء على ذلك ستسحبه.
ولم يكن حجاب ضمن الوفد الذي وصل إلى جنيف وجاءت تصريحاته بعد لقاء مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في الرياض، إذ عبر عن قلقه من تكثيف القصف الجوي على المدن ومخيمات اللاجئين السورية.
وأشار حجاب إلى أن الوفد سافر إلى جنيف بعد أن تلقت الهيئة ضمانات مكتوبة وشفهية من دول كبرى بمعالجة القضايا الإنسانية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.