شرطي فلسطيني يطلق الرصاص على جنود إسرائيليين قرب رام الله

{فتح} تنعى منفذ العملية وتفتخر به.. وجيش الاحتلال يحاصر المدينة

مستوطنون يهود يتظاهرون أمس أمام منازل قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل أجلوا منها قبل أسبوع (إ.ب.أ)
مستوطنون يهود يتظاهرون أمس أمام منازل قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل أجلوا منها قبل أسبوع (إ.ب.أ)
TT

شرطي فلسطيني يطلق الرصاص على جنود إسرائيليين قرب رام الله

مستوطنون يهود يتظاهرون أمس أمام منازل قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل أجلوا منها قبل أسبوع (إ.ب.أ)
مستوطنون يهود يتظاهرون أمس أمام منازل قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل أجلوا منها قبل أسبوع (إ.ب.أ)

هاجم أحد عناصر الشرطة الفلسطينية بالرصاص جنودا إسرائيليين عند حاجز للجيش الإسرائيلي بالقرب من مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية يستخدم للشخصيات المهمة.
وقال جيش الاحتلال إن منفذ الهجوم وصل إلى الحاجز المعروف بحاجز «بيت إيل» أو «دي سي أو» في مركبة وخرج منها قبل أن يفتح النار ويصيب 3 جنود، مشيرا إلى أن اثنين منهم في حالة خطيرة مع إصابات في العنق والفخذ، في حين وُصفت الإصابة الثالثة بالمتوسطة.
وتبين لاحقا أن منفذ الهجوم الذي قتل فورا هو أمجد سكري، 29 عاما، ضمن مرتبات الشرطة الفلسطينية. وقال جيش الاحتلال: «القوات في المكان ردت على الهجوم وأطلقت النار على منفذ الهجوم، ما أدى إلى وفاته».
وأثارت العملية قلقا كبيرا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية كون منفذ الهجوم عنصرا في الأمن الفلسطيني. ورغم من أن ذلك يعد نادرا إلى حد كبير فإنه تكرر في الشهور القليلة الماضية، ما أثار حفيظة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تخشى من تكرار هذه العمليات، خصوصا أن العناصر الأمنية الفلسطينية مدربة.
وتنفذ هذه العمليات بطريقة فردية، إذ ترفض السلطة الزج بعناصرها في أتون مواجهة مع إسرائيل.
وكان سكري قد خطط مسبقا للعملية وكتب على «فيسبوك»: «في كل يوم نسمع أخبار الموت.. سامحوني، قد أكون أنا المقبل». وكتب سكري قبل تنفيذه العملية بقليل: «صباحكم نصر بإذن الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله».
وجاء هجوم أمس بعد يوم واحد من إصابة مستوطن إسرائيلي - أميركي بجروح في عملية طعن في القدس، وبعد 4 أيام من إصابة مستوطن بجروح خطيرة في عملية طعن وقعت في مستوطنة بالضفة الغربية. وتؤكد هذه الهجمات على استمرار خيار العمليات الفردية بعد الهدوء العام الذي تشهده الانتفاضة الشعبية.
ويستعمل حاجز بيت إيل الذي شهد الهجوم كمعبر للشخصيات المهمة ويستعمله مسؤولو السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة في تنقلاتهم من وإلى رام الله متجاوزين حاجز قلنديا الذي يستخدمه باقي المسافرين ويشهد أزمة خانقة دائمة.
وفورا أغلقت قوات الاحتلال محافظة رام الله التي تعد عاصمة الضفة الغربية سياسيا واقتصاديا، ومنعت آلاف الفلسطينيين من الدخول إلى رام الله أو مغادرتها. وفرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على محافظة رام الله والبيرة وعزلتها عن محيطها الخارجي، وعززت من قواتها بعد محاولة دهس قريبة أصيب فيها مستوطنين.
ونشرت قوات الاحتلال كثيرا من الحواجز العسكرية على المداخل المؤدية إلى مدينتي رام الله والبيرة، واحتجزت مئات المركبات على الحواجز، ما عطل حركة المواطنين والطلاب والتجار. واشتكى فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أنهم حوصروا في رام الله ولا يعرفون كيف يغادرون المدينة إلى منازلهم في المدن الأخرى. وسلك آخرون طرقا فرعية ترابية ولم يستطيعوا تجاوز المدينة بسبب الأزمة الخانقة.
وبعد مقتل سكري أصابت القوات الإسرائيلية فلسطينيا ثانيا قرب قرية بيت عور الفوقا جنوب غربي رام الله بدعوى محاولته دهس أحد المستوطنين، حيث لا يزال مصيره مجهولا.
وفي وقت لاحق سلمت القوات الإسرائيلية جثمان سكري. وتسلم ضباط الارتباط في الشؤون المدنية الفلسطينية الجثمان عند حاجز المحكمة قرب مستوطنة بيت إيل شمال رام الله ومن ثم نقل إلى مستشفى رام الله الحكومي.
والتزمت السلطة الفلسطينية الصمت تجاه العملية، فلم تؤيدها ولم تدِنها، لكن رفاق سكري في حركة فتح والأجهزة الأمنية نعوه كبطل وفاخروا بأن أحد أبناء الأجهزة الأمنية نفذ عملية ضد إسرائيل. كما نعته الفصائل الفلسطينية الأخرى. وباركت حركة حماس عملية «بيت إيل» واعتبرتها «ردًا طبيعيًا على جرائم الإعدامات الميدانية»، كما نعت منفذها «الشهيد البطل أمجد سكري أبو عمر». وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، في بيان: «إن عملية بيت إيل تمثل مؤشرًا واضحًا على وجود عناصر وطنية داخل الأجهزة الأمنية ترفض سياسة التعاون الأمني مع الاحتلال».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.