ابن كيران: «التقدم والاشتراكية» ساندني في مواجهة المضايقات والإرباك

دعا حليفه الشيوعي سابقًا إلى رفض التحكم في الأحزاب المغربية

ابن كيران خلال حضوره افتتاح أشغال الجامعة السنوية التي نظمها «التقدم والاشتراكية» في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
ابن كيران خلال حضوره افتتاح أشغال الجامعة السنوية التي نظمها «التقدم والاشتراكية» في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

ابن كيران: «التقدم والاشتراكية» ساندني في مواجهة المضايقات والإرباك

ابن كيران خلال حضوره افتتاح أشغال الجامعة السنوية التي نظمها «التقدم والاشتراكية» في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
ابن كيران خلال حضوره افتتاح أشغال الجامعة السنوية التي نظمها «التقدم والاشتراكية» في الرباط أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

دافع عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، أمس عن تحالفه مع حزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا)، وقال: إن التقارب بين الحزبين يعود إلى موقفهما المشترك في تغليب مصلحة البلاد، ورفض التحكم والتشبث باستقلالية القرار.
جاء ذلك خلال حضور ابن كيران افتتاح أشغال الجامعة السنوية، التي نظمها «التقدم والاشتراكية» في الرباط حول موضوع «القطاع العام في مواجهة تحديات السيادة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية»، التي دعي إليها ابن كيران لتكريس التحالف القوي، الذي يجمع بين الحزبين المتباعدين آيديولوجيا، والذي يأمل الطرفان أن يستمر إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
وكرم «التقدم والاشتراكية» الخبير الاقتصادي عبد القادر برادة، المنتمي إليه، وخاطبه ابن كيران قائلا: «إن البلاد في حاجة إلى الرجال المستقيمين مثلك، ليرفعوا أصواتهم قبل أن تعم الرداءة والأصوات النشاز»، مضيفا أنه «لو كان الأمر يتعلق بالآيديولوجيات لكان حضوري معكم والتقارب بين الحزبين نوعا من السريالية».
وذكر ابن كيران بالموقف الذي اتخذه حزبه وحزب التقدم والاشتراكية إبان الحراك الاجتماعي، الذي قادته حركة 20 فبراير (شباط) عام 2011. حيث اتفق الحزبان على عدم الانضمام إلى تلك المظاهرات لأنها كانت تشكل بنظرهما «خطرا على البلاد»، مضيفا أن المغاربة حمدوا الله على الموقف الذي اتخذته المؤسسات الحزبية والنقابية بشأن تلك الاحتجاجات، ولم تنجرف نحو «الغوغائية والعواطف» على حد تعبيره، مثمنا استجابة العاهل المغربي الملك محمد السادس لعدد من المطالب في خطاب 9 مارس (آذار)، ثم إقرار دستور جديد وانتخابات سابقة لأوانها، أفرزت الحكومة الحالية في نسختها الأولى والثانية.
ولم يتردد ابن كيران في الإقرار بوجود توجس في البداية عند تحالفه مع حزب التقدم والاشتراكية، أي بين «حزب شيوعي سابق وحركة إسلامية سابقا»، على حد قوله. بيد أنه أشار إلى أنه خلال الأربع سنوات الماضية من عمر الحكومة «تعرفنا على بعضنا البعض أكثر، ليس في الرخاء ولكن في الشدة»، مؤكدا أنه لقي المساندة والتضامن من هذا الحزب لمواجهة «الشدة والمضايقات والإرباك» التي تعرضت لها الحكومة.
كما شدد ابن كيران على أن الأحزاب تمثل أعمدة الدولة، وأنها إذا فقدت استقلالية القرار فإنها تفقد مصداقيتها تبعا لذلك، مذكرا بما كان يجري في المغرب في مراحل سابقة من «محاولة لترويض الأحزاب لأن الوسط السياسي كان مخترقا من قبل من يسعى لمنازعة الملكية في الصلاحيات، أو من لا يريد النظام الملكي في الأصل. بيد أن كل ذلك انتهى اليوم، والملكية اليوم هي خارج كل نقاش».
وتساءل ابن كيران «لصالح من يتم ترويض الأحزاب السياسية؟ لأنه في وقت الشدة سيستقلون الطائرات ويهربون، ولن يبقى معك سوى من بقي منذ اليوم الأول». ودعا مناضلي حزب التقدم والاشتراكية إلى رفض التحكم في الأحزاب حتى «لا تتحول إلى مناصب ومصالح»، وقال: إن البلاد بحاجة لأحزاب من هذا القبيل لأن المغرب «لديه خصوصية، وهو الدولة العربية الوحيدة التي تحاول الموازنة بين الأمن والاستقرار وتعزيز حقوق الإنسان»، وخاطب حليفه الوفي قائلا: «علينا أن نصبر ونصمد ونضحي إذا اقتضى الأمر»، متمنيا أن «تمر الانتخابات في المستوى المطلوب، ومن نجح عن استحقاق سنهنئه».
من جهته، توقع نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير السكنى وسياسة المدينة، أن تكون الانتخابات التشريعية المقبلة ناجحة تنظيميا، أسوة بالانتخابات البلدية والجهوية التي نجحت الدولة في تدبيرها، منتقدا في الوقت ذاته استمرار الممارسات الفاسدة، المتمثلة في استعمال المال التي ينبغي التغلب عليها.
وقال بن عبد الله إن تحديد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعدا للانتخابات كان مناسبا، وتمنى بألا يخضع هذا التاريخ لأي جدل، داعيا في ذات السياق إلى استشارة واسعة مع الأحزاب من أجل التحضير الجيد لها، ولفت النظر إلى أن التحضير للانتخابات ينبغي ألا يؤخر الحكومة عن تنفيذ ما تبقى من إصلاحات، وإصدار ما تبقى من القوانين التنظيمية، ومن بينها قانون الأمازيغية الذي توقع أن يثير جدلا. لكن لا مفر من إخراجه حتى تكرس الأمازيغية لغة رسمية للبلاد، مثل العربية بما يليق من تدرج على مستوى التطبيق.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.