ألوية عسكرية تتحرك نحو تعز.. والمقاومة تطرد آخر جيوب الميليشيا من ذمار

تخريج قوة عسكرية قوامها ألف جندي من العند

ألوية عسكرية تتحرك نحو تعز.. والمقاومة تطرد آخر جيوب الميليشيا من ذمار
TT

ألوية عسكرية تتحرك نحو تعز.. والمقاومة تطرد آخر جيوب الميليشيا من ذمار

ألوية عسكرية تتحرك نحو تعز.. والمقاومة تطرد آخر جيوب الميليشيا من ذمار

كشفت مصادر عسكرية يمنية، أن قوات من الجيش الوطني تتحرك في هذه اللحظات من عدن باتجاه مدينة تعز، بعد أن أخذت وقتها من التدريبات العسكرية لعمليات الاختراق والعزل لميليشيات الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح، الذي يحكم حصاره على المدينة منذ ثلاثة أشهر.
وقال العسكريون إن «هذا التحرك يأتي متزامنًا مع اشتداد المعارك في المدينة التي تواجه قصفًا عشوائيًا داخل مناطق التجمعات السكانية، وتحديدًا قلعة القاهرة، وقرى صبر، من قبل ميليشيا الحوثي المتمركزة في سوفتيل، فيما نجحت المقاومة الشعبية بدعم من الجيش في تطهير منطقة العرض، والصافح، والحبيشة في مديرية المسراخ».
وشهدت، أمس، قاعدة العند العسكري في محافظة لحج الجنوبية، حفل تخرج دفعة جديدة من قوات الجيش الوطني في محافظة تعز، التي يبلغ قوامها ألف جندي. وتخرجت الدفعة العسكرية بعد تلقيها تدريبات مكثفة على يد القوات السودانية، لواء الحزم السوداني، وحضرها قيادات من المجلس العسكري وأركان حزم اللواء اليمني نجيب الصبيحي.
وأكد الناطق الرسمي للمجلس العسكري في محافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الدفعة الجديدة ستكون قوة رافدة لصفوف الجيش الوطني التي ستشارك في تطهير محافظة تعز من الميليشيات الانقلابية وفك الحصار عنه».
دعا قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، الشيخ حمود المخلافي أبناء محافظة تعز إلى النفير العام أمام ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح.
ووجه الشيخ المخلافي دعوته إلى أبناء تعز، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلا: «أيها الأبطال، يا أبناء تعز الأحرار في كل المديريات وفي كل مكان ها هي تعز تناديكم وتشد على أياديكم، وندعوكم إلى النفير العام والخروج من أجل الدفاع عن كرامتكم وعيشكم وحريتك».
وبينما تستمر المواجهات العنيفة في جبهات القتال بين القوات الموالية للشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة من قوات التحالف، من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، اشتدت المواجهات على مشارف مركز مديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، في مسعى للقوات الموالية للشرعية استعادتها بعدما تمكنت من استعادة عدد من مناطق المديرية.
وأوضح العميد ركن، محمود صائل الصبيحي قائد لواء الصواريخ وقائد المقاومة الشعبية الموجود ضمن الجيش الاحتياطي في قاعدة العند لـ«الشرق الأوسط»، أن المقاومة الشعبية مدعومة من الجيش الوطني تحقق الكثير من الانتصارات على الجبهات كافة، ولم تتقدم الميليشيا على أي من المحاور الرئيسية، لافتا إلى أن هناك بعض المناوشات العسكرية في المواقع التي يسيطر عليها الجيش الوطني.
وقال العميد ركن الصبيحي إن «هناك تحركات عسكرية تجري على الأرض باتجاه شبوة وذمار، تتمركز في طرد بعض الجيوب التابعة لميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح، كما أن الجيش يجهز عددًا من الألوية للتحرك نحو تعز لفك الحصار عنها، بعدما استنفدت كل المحاولات من الجهات كافة لوقف الحصار عن المدينة التي تعيش حالة حرجة لنقص المواد الرئيسية».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».