هزات أرضية تضرب 3 مدن شمال المغرب من دون تسجيل خسائر

تسببت في موجة من الهلع.. وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم

هزات أرضية تضرب 3 مدن شمال المغرب من دون تسجيل خسائر
TT

هزات أرضية تضرب 3 مدن شمال المغرب من دون تسجيل خسائر

هزات أرضية تضرب 3 مدن شمال المغرب من دون تسجيل خسائر

أعلنت السلطات المغربية أمس أنها لم تسجل أي خسائر بشرية أو مادية على إثر الهزة الأرضية التي وقعت فجر الاثنين بإقليمي الناظور والحسيمة (شمال البلاد)، والتي بلغت قوتها 6.3 درجات على سلم ريختر.
وأوضحت مصادر محلية من مدينة الناظور أنه جرى تحديد مركز الهزة الأرضية، التي وقعت نحو الساعة الرابعة و22 دقيقة صباحا، بساحل الناظور. وأضافت أنه جرى تسجيل ثلاث هزات ارتدادية بلغت قوة إحداها 5.3 درجات والأخرتين 5.5 درجات ما بين الساعة الرابعة و34 دقيقة والسادسة و10 دقائق صباحا.
وكانت حالة من الهلع قد أصابت سكان المدينتين، حيث أخلى عدد من السكان منازلهم. وتسببت حالة الخوف التي شعر بها القاطنون بتلك المدن في إصابة عدد من الأشخاص برضوض وكسور أثناء محاولتهم الهرب من المنازل نحو الخارج تحسبا لانهيارها، حيث نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء الإصابات التي تعرضوا لها.
ونقلت القناة التلفزيونية المغربية الثانية «دوزيم» أمس ارتسامات عدد من سكان المدينة الذين وصفوا الهزة بأنها كانت قوية وعنيفة، ودامت أكثر من 12 ثانية، وتسببت في شعورهم بحالة من الرعب جراء اهتزاز منازلهم، موضحين أن الهزات الارتدادية هي التي أجبرتهم على مغادرة البيوت نحو الساحات والشوارع. لا سيما وإن هزات أرضية خفيفة سجلت منذ الخميس الماضي.
وامتدت الهزة الأرضية إلى مدينة مليلية التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، والتي تبعد 20 كيلومترا عن الناظور. وأقدمت السلطات الإسبانية على إخلاء عدد من المنازل من سكانها، ونقلت مصادر إعلامية صورا تظهر حدوث تشققات في منازل وعمارات سكنية جراء الزلزال.
وتعود أسباب موجة الهلع التي أصابت سكان الحسيمة إلى خوفهم من تكرار أحداث الزلزال العنيف الذي تعرضت له المدينة في 24 فبراير (شباط) 2004 والذي بلغت قوته 6.5 على سلم ريختر، وأسفر عن وفاة نحو 862 شخصا، فيما جرح نحو 629 آخرين إضافة إلى تشريد أكثر من 51 ألف شخص وانهيار نحو 9352 بناية يقع معظمها بمناطق قروية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».