في معارك وصفت بـ«الأعنف» في سوريا منذ أربع سنوات شنّت قوات النظام هجومًا على مناطق في ريف اللاذقية، حيث أفاد ناشطون بأنها استطاعت إحراز تقدم باتجاه بعض القرى. وفي أماكن أخرى من البلاد، تعرضت مدينة داريا بضواحي دمشق يوم أمس، لقصف مكثف بالبراميل المتفجرة من قبل طيران النظام، حيث وصلت حصيلة البراميل الملقاة عليها منذ الصباح 26 برميلاً متفجرًا، بينما تقع المدينة تحت حصار خانق قد دخل عامه الرابع، وسط منع كامل لدخول الغذاء والدواء، وفق ما أعلن «الائتلاف الوطني السوري».
ويوم أمس، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن فريقًا من الخبراء الروس مؤلفًا من أكثر من 15 خبيرًا وعسكريًا، وصل إلى مطار كويرس العسكري، الواقع في ريف محافظة حلب الشرقي، وذلك لتقييم إمكانية استخدامه كقاعدة جوية لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية الروسية في العمليات العسكرية على الأراضي السورية، حيث يصعب استخدامه في الوقت الراهن، بسبب حاجته لصيانة مدرجه ومرافق داخله. وجاء هذا التطور، مع توقع بدء الطائرات الروسية خلال الأيام والأسابيع القادمة، استخدام مطار القامشلي، الذي بات جاهزًا لعمليات إقلاع وهبوط الطائرات الحربية، في حين لا يزال يحتاج لمزيد من التحصين، وكان قد وصل فريق من الخبراء الروس، لاستطلاع جاهزيته وما يستلزم لتطويره واستخدامه.
ميدانيا، ذكر «المرصد» أنّ غرفة عمليات قوات النظام التي يشرف عليها ضباط روس وتضم حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بميليشيا «قوات الدفاع الوطني» وكتائب البعث ومسلحين موالين لها من جنسيات سوريا وعربية وآسيوية، سيطرت على بلدات وقرى الريانية والسودة وبيت عوان والريحانية وبلدر، وعدة مناطق ونقاط أخرى بجبل التركمان في ريف محافظة اللاذقية الشمالي، عقب غارات مكثفة وقصف عنيف رافق الاشتباكات بينها وبين الفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة.
ومن جهته، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن قوات النظام شنّت هجومًا واسعًا من محوري قرية الريحانية وبرج القصب في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، محاولة التقدم نحو قريتي الخضرا وباشورا، تحت غطاء جوي روسي، ووسط قصف صاروخي طال القرى والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في الجبل. وقال عضو المكتب الإعلامي لكتائب أنصار الشام المعارضة أحمد الكابتن لـ«المكتب»، إن «الطيران الحربي الروسي شن اليوم أكثر من 30 غارة، استهدفت خطوط انتشار مقاتلي المعارضة وبلدة ربيعة والقرى المحيطة بها، بينما تعرض هذه المناطق لقصف عنيف بالصواريخ، مصدره مراصد القوات النظامية المحيطة بالمنطقة، وأبرزها مرصد قمة النبي يونس، تمهيدا لمحاولتها التقدم».
ولفت مصدر سوري معارض إلى أن المعارك والقصف اليوم (أمس) هما الأعنف في ريف اللاذقية منذ سيطرة المعارضة على أجزاء واسعة منه قبل نحو أربع سنوات، مؤكدا أن المعارك أسفرت عن خسائر بشرية من كلا الطرفين لم تعرف أعدادها. وأشار المصدر إلى أن أغلب الفصائل العاملة بريف اللاذقية تشارك في هذه المعارك، إضافة إلى الفصائل التي وصلت أخيرا من ريفي محافظتي حماه وإدلب لمساندة مقاتلي المعارضة بريف اللاذقية. وأكد المصدر أن خسائر قوات النظام في المنطقة كانت «كبيرة» خلال اليومين الماضيين، نتيجة استعادة المعارضة السيطرة على عدد من القرى وأسر وقتل العشرات من العناصر النظاميين، إضافة إلى الغنائم «الكبيرة» التي تمكنت المعارضة من الاستيلاء عليها. ويذكر أن المعارك الدائرة في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية هي معارك كر وفر بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، مستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر بشكل شبه يومي.
ويوم أمس، اشتدت المعارك في محافظة ريف دمشق، حيث قصف طيران النظام مدينتي داريا والمعضمية بغوطة دمشق الغربية اليوم ب 46 برميلاً متفجرًا منذ الصباح، بالتزامن مع تصاعد الاشتباكات بين قوات النظام والجيش السوري الحر، حيث يسعى النظام للسيطرة على المنطقة الواصلة بين مدينتي المعضمية وداريا وفصلهما إحداهما عن الأخرى، وفق ما أفاد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في بيان له. وأشار «الائتلاف» إلى تعرّض المنطقة الجنوبية من مدينة المعضمية لقصف عنيف جدًا بالمدفعية الثقيلة والأسطوانات المتفجرة وصواريخ الأرض أرض، فيما تولى طيران النظام المروحي مهمة القصف الجوي بالبراميل المتفجرة بشكل مكثف، وبلغت حصيلة البراميل 20 برميلاً منذ الصباح على المعضمية وحدها.
وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس «الائتلاف الوطني» هشام مروة أن «نظام الأسد يخرق قرارات مجلس الأمن على الأرض بتشديده في حصار المدنيين وتجويعهم ومنع الأدوية والمساعدات الغذائية من العبور إليهم، وذلك بغطاء عسكري وجوي من العدوان الروسي على بلادنا، كما وبالتوازي مع ذلك يقوم نظام الأسد بخداع المجتمع الدولي والمماطلة حول العملية السياسية والجلوس إلى طاولة المفاوضات، أيضًا بغطاء سياسي من روسيا».
من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة أن «النظام السوري وبالتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي غيّرا ديموغرافية مدينة تل أبيض، بشمال محافظة الرقة، من خلال إسكان أكراد فيها»، موضحًا أن «الهدف هو السعي لقطع صلتنا مع تركيا، متّهما أيضًا في ندوة (الهجرة) التي نظّمتها جمعية (الأكاديميون الأحرار) في جامعة غازي عنتاب، النظام السوري بـ(تغيير التركيبة السكانية لمحافظة حمص أيضًا)»، مشيرًا إلى أن «العرب السنة أُرغموا على النزوح من مدينة حمص وأسكن مكانهم شيعة إيران».
قوات النظام السوري تشنّ هجومًا عنيفًا على ريف اللاذقية.. وخبراء روس يصلون إلى مطار كويرس العسكري
قصف بالبراميل المتفجرة على داريا.. وطعمة يتّهم النظام والاتحاد الديمقراطي بالسعي لـ«التغيير الديموغرافي»
قوات النظام السوري تشنّ هجومًا عنيفًا على ريف اللاذقية.. وخبراء روس يصلون إلى مطار كويرس العسكري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة