معركة البقاء ضمن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تبدأ اليوم

عندما يستعد شهر يناير للمغادرة تتضح معالم الفرق الهابطة

شبح هبوط سندرلاند يهدد مدربه الاردايس (أ.ف.ب)  -  فوز نيوكاسل على وستهام في الجولة الأخيرة أعطى له بعض الأمل في البقاء (رويترز)
شبح هبوط سندرلاند يهدد مدربه الاردايس (أ.ف.ب) - فوز نيوكاسل على وستهام في الجولة الأخيرة أعطى له بعض الأمل في البقاء (رويترز)
TT

معركة البقاء ضمن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تبدأ اليوم

شبح هبوط سندرلاند يهدد مدربه الاردايس (أ.ف.ب)  -  فوز نيوكاسل على وستهام في الجولة الأخيرة أعطى له بعض الأمل في البقاء (رويترز)
شبح هبوط سندرلاند يهدد مدربه الاردايس (أ.ف.ب) - فوز نيوكاسل على وستهام في الجولة الأخيرة أعطى له بعض الأمل في البقاء (رويترز)

لا يزال هناك متسع من الوقت قبل أن نصل لنهاية الدوري الإنجليزي، لكن فرقا مثل أستون فيلا وسندرلاند وغيرهما ممن يصارعون شبح الهبوط قد يجدون أن هذا الوقت من العام هو الأنسب لإيجاد الحلول. وقد لا يكون هذا الوقت هو نهاية الموسم، لكن هناك مقولة قديمة تقول إنه عندما تقترب الجولة الرابعة من مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي وتشعر أن النهار بدأ يطول، حينها بمقدورك أن تستشعر نهاية الموسم.
الأنباء السارة هي أن نوعا من التحسن طرأ على أداء فرق نيوكاسل، وسندرلاند، وأستون فيلا سواء في الشكل أو النتيجة في الأسابيع الأخيرة. والأنباء السيئة هي أن هذه الفرق الثلاثة العريقة لا تزال قابعة في قاع الجدول حتى منتصف يناير (كانون الثاني) الجاري. الحقيقة أسوأ من ذلك، فقد مر منتصف يناير بالفعل، وبعد مبارايات عطلة نهاية هذا الأسبوع سيكون شهر يناير قد مر بالفعل، وسوف يحصل الدوري الممتاز على فترة راحة استعدادا لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي المقرر أقامتها الأسبوع القادم، وسوف يأتي فبراير (شباط) من دون استعداد كاف. الأخبار الأفضل نسبيا، أو الأقل مرارة، لتلك الفرق الثلاث القابعة في قاع الجدول هي أن مباريات الأسبوع الجاري يمكن تحقيق الفوز فيها كلها. نعم أعلم أن هذا الأمر يبدو مضحكا، فكل المباريات نظريا من الممكن الفوز فيها، رغم أن الواقع بالنسبة لتلك الفرق يقول: إن كل المباريات قابلة للخسارة، وإنه لو أن ذلك الثلاثي القوي استطاع تحقيق الفوز في بعض اللقاءات السابقة لكان ترتيبهم في جدول المسابقة أعلى مما هو عليه الآن. وحتى في هذه الظروف، فسوف يلعب سندرلاند على أرضه أمام بورنموث، ونيوكاسل خارج أرضه في واتفورد، في الوقت الذي تبدو فيه حظوظ أستون فيلا ليست جيدة حينما يحل ضيفا على ويست بروميتش البيون.
في بداية الموسم، هل أبلغ أحد تلك الفرق الثلاثة القابعة في المؤخرة أنهم سوف يحتاجون للنقاط كي يستطيعوا إنهاء السباق في شهر يناير وهم في موقع أفضل؟ لو أن أحدا فعل ذلك لما كان لتلك الفرق أن تخاف من المواجهات القادمة سالفة الذكر. يواجه أستون فيلا أصعب المهام، فالفريق يقبع في قاع الجدول ومباراته اليوم خارج أرضه، لكن كل الاحتمالات واردة في مثل هذا الديربي المحلي أمام ويست بروميتش البيون. أما الفريقان الآخران القادمان من شمال شرقي إنجلترا – سندرلاند ونيوكاسل - فسيواجهان فريقين متأهلين حديثا إلى الدوري الممتاز، فإن لم يتمكنا من الحصول على النقاط الثلاث من تلك المواجهات فمن المؤكد أنهما يستحقان أن يكونا بين الفرق التي تصارع الهبوط.
ليس من الصعب وقف تدفق الاحتمالات في هذه النظرية. أنت لم تعد في بداية الموسم، فبعد العام الجديد لم تعد فريقا حديث التأهل للدوري الممتاز، وأصبحت الآن أحد فرق الدوري الممتاز بعد أن أكملت أكثر من نصف مبارياتك المقررة. وعلى مدار الموسم لم يكن أداء واتفورد وبورنموث بمستوى أداء الفرق حديثة الصعود للمسابقة ذات الخبرة الهزيلة بلقاءات القمة، فقد لعبت تلك الفرق حديثة الصعود بثقة ونجحت في تنفيذ المطلوب منها وجمعت النقاط أمام منافسين أكبر حجما من خلال نتائج ملحوظة.
لكن يثار هنا التساؤل الكبير: إلى أين أخذتهم تلك النتائج؟ بالتأكيد كان فريقا واتفورد وبورنموث من بين الفرق التي حققت نجاحا مفاجئا في هذا الموسم المدهش. غير أن قرب نهاية شهر يناير وجدت الفرق الثلاثة التي تأهلت حديثا نفسها في النصف السفلي من جدول الترتيب. والملاحظ أن بورنموث ونورويتش يظهران على الأخص قادرين على الصمود في معركة البقاء أكثر من الفرق العريقة الثلاثة التي تتذيل جدول الترتيب (نيوكاسل وسندرلاند وأستون فيلا في القاع). مع الأخذ في الاعتبار أن نورويتش يستضيف اليوم ليفربول الذي يعيش هو الآخر أياما ليست سعيدة. ولا يبدو واتفورد أنه يواجه متاعب فعلية. وهم في حوزتهم نفس عدد النقاط إلى يملكها إيفرتون. ورغم خسارتهم أربع مواجهات متتالية منذ تعادلهم مع تشيلسي في ملعبه فإنهم ما زالوا بعيدين، بالمقارنة بالفرق العريقة الثلاثة، عن شبح الهبوط.
قد تحمل مواجهات اليوم بعض المؤشرات مثل ماذا ستكون عليه مسيرة بعض الأندية حتى نهاية الموسم. فقد رفع فريق بورنموث من نفسه بفوزه المقنع أمام نورويتش نهاية الأسبوع الماضي، على الرغم من أن ثلاث نقاط فقط تفصلهم عن منطقة الهبوط. فهل سيخسر الفريق في ملعب سندرلاند بعد أن قام سام الاردايس ربما بعمل دائرة بقلمه حول موعد اللقاء. بمقدور نيوكاسل تقليل الفجوة بتحقيق الفوز في واتفورد. لا يوجد سبب واضح يحتم فوز نيوكاسل في ملعب واتفورد باستثناء التحسن الذي طرأ على فريق ستيف مكلارين، في الوقت الذي يبدو فيه كويك سانشيز فلورز مدرب رواتفورد متحفزا لإثبات أن لاعبيه لم يصطدموا بالحائط. وفي لقاء سوانزي مع إيفرتون غدا يحتاج سوانزي الفريق المضيف لأن يرخي فرامل اليد لينطلق ويبطل مزاعم مدربه الذي قال: إن نهاية اللقاءات الأوروبية سخيفة. فبالنسبة لفريق يؤدي بشكل جيد، فقد استمر فريق إيفرتون في المركز الحادي عشر لمدة طويلة وقد تكون عطلة نهاية الأسبوع الحالي الوقت المناسب لزيادة النقاط وإضفاء نوع من التحسن على الترتيب في الجدول.
ورغم أنه لم يتقرر شيء في يناير الحالي بعد، قد يصبح فبراير شهرا طويلا للفرق في قاع الجدول. على الطرف الآخر، بالنسبة لهؤلاء الذين يرون بصيصا من الأمل، خاصة هؤلاء خارج منافسات كأس الاتحاد الإنجليزي، باستطاعتهم البدء في عد النقاط حتى نهاية الموسم لتحديد ما ينبغي عليهم فعله بدقة. ولكي تصل إلى لب الموضوع قبل نهاية آخر مباريات الدوري في يناير الحالي، يبدو أن فريقي شمال شرقي إنجلترا لديهما فرصة للهروب من مأزقهم الحالي. في حين تواجه فرق بورنموث، ونورويتش، وسوانزي خطرا حقيقيا بمواجهة شبح الهبوط.
يتخيل الإنسان أن الفرق الثلاثة التي ستهبط في النهاية سوف تأتي من بين الستة فرق الأخيرة في الجدول. نظريا، يواجه فريق تشيلسي مأزقا حقيقيا حيث لا يفصله عن فريق بورنموث سوى نقطة واحدة، لكن لا يتوقع أحد أن أزمة ستامفورد بريدج سوف تتفاقم أكثر مما هي عليه الآن. خسر الفريق نقطتين على ملعبه في مباراة عطلة الأسبوع الماضي، في حين كان إيفرتون الفريق الأفضل، وربما فرح تشيلسي بحصوله على النقطة، إن لم يكن قد سرقها. لا يحتل فريق وسيت برومويتش مكانا متقدما في الجدول كما يتمنى، لكنه يبدو قادرا على الإنجاز في المباريات الست عشرة المتبقية، كما حدث مع فريق واتفورد، هذا إن افترضنا أن تراجع أداء الفريق لن يستمر طويلا حتى يتسبب في أزمة.
هذا ما يمكن تخمينه بوضوح على مدار المباريات القليلة القادمة، فسوف نرى بعض المباريات الهامة اليوم وغدا، ليس أقلهم تلك المباراة التي ستقام على ملعب برومويتش. ومنذ أسابيع قليلة مضت، توجهت جماهير أستون فيلا بالدعاء لبقاء فريقها في الدوري ولم ينعدم الأمل كليا حتى الآن. ففي الأسبوع الأخير من يناير العام الماضي، كان فريق ليستر في قاع الجدول برصيد 17 نقطة لكن انظر ماذا حدث لهم بعد ذلك. ففريق أستون فيلا في القاع برصيد 12 نقطة من فوزين فقط، ورغم صعوبة الوضع، فإن فوزهم اليوم سوف يرفع رصيدهم إلى 15 نقطة وربما يمنحهم فرصة البقاء مستقبلا. لنعترف بصراحة بأن فريق أستون فيلا لا يتمتع بالقوة الهجومية التي يتمتع بها فريق ليستر، لكن إن كانوا على استعداد لفعل أي شيء غير الاستسلام لقدرهم، فعليهم السعي من الآن. ورغم أن يناير ليس وقت توزيع الجوائز، فليس هناك وقت للاستشفاء أفضل من هذا الوقت. وبعد شهر فبراير، ولنكون أكثر دقة، في الأسبوع الأول من شهر مارس (آذار)، سوف تبدأ ما تبقى من المباريات في التعبير عن نفسها بأرقام فردية.
باستثناء حالة فريق ليستر سيتي، فكل فرق قاع الجدول عادة ما تجد الموسم يتسرب من بين أصابعها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».