تسابق واشنطن الوقت في محاولات حثيثة لإنقاذ محادثات السلام السورية من الفشل بعد أن أكد وزير الخارجية الأميركي تأجيلها لعدة أيام «لأسباب لوجستية» في أعقاب مفاوضات شاقة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في زيوريخ السويسرية أول من أمس.
وقال مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط بأن تشكيل وفد المعارضة السورية إلى المفاوضات هو أبرز القضايا التي دارت حول المناقشات والخلافات. وأشار المسؤول أن وزير الخارجية الروسي قدم اقتراحا بتكليف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مسؤولية توفيق الآراء والمواقف في تشكيل الوفد السوري المعارض بحيث يتم من تشكيلة من الأسماء التي توافق عليها الرياض والأسماء التي توافق عليها موسكو، واستبعاد الأسماء التي توجد عليها آراء خلافية.
وتنظر روسيا إلى جماعة أحرارا الشام وجيش الإسلام باعتبارهما جماعات إرهابية بينما ترى الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أن الجماعتين من مجموعات المعارضة المشروعة.
وقال مارك تونر نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، بأن كلا من جيش الإسلام وأحرار الشام لا يندرجان على قائمة المنظمات الإرهابية لدى الولايات المتحدة. وقال خلال المؤتمر الصحافي للخارجية بأن الولايات المتحدة تجري العمل في عدة قنوات مختلفة ضمن عمليات الأمم المتحدة للتوصل إلى توافق، وتقرير قائمة المعارضة السورية هو جانب من عملية المحادثات لتحديد الممثلين في محادثات جنيف.
وفي الوقت الذي يزور فيه وزير الخارجية الأميركي الرياض غدا السبت لمناقشة الملف السوري مع نظيره السعودي عادل الجبير، يعقد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والمسؤولين الأتراك في محاولة موازية لتضييق الخلافات بين واشنطن وأنقرة حول الملف السوري.
وقال جو بايدن خلال المنتدى الاقتصادي بدافوس أمس، بأن الولايات المتحدة وحليفتها في حلف الناتو تركيا يمكنهما العمل لتحقيق هدف مشترك في سوريا. ونفى وجود خلافات مع تركيا حول الأزمة السورية وقال: «لا أعتقد ذلك، فلدينا مصلحة مشتركة وأعتقد أن الولايات المتحدة وتركيا يمكن أن يتعاونا لتحقيق الأهداف المشتركة في سوريا».
وتأتي الزيارة في وقت تزايدت فيه الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة حول التطورات في الملف السوري وتمسك أنقرة برحيل الأسد وعدم إشراك الأكراد في المفاوضات. ووصف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الخلافات بأنها تؤدي إلى حالة من عدم الثقة بما يضر بمنطقة الشرق الأوسط.
وتطالب كل من تركيا والمملكة العربية السعودية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وقد أعلنت الولايات المتحدة مرارا أن رحيل الأسد أمر ضروري لكنها صرحت أن الأولوية يجب ألا تكون التركيز على رحيل الأسد وإنما القضاء على خطر تنظيم داعش.
وتدفع تركيا لإقامة منطقة عازلة أو منطقة آمنة في سوريا على الحدود التركية السورية للحد من تدفق اللاجئين إلى تركيا وقد رفضت واشنطن الفكرة وفي المقابل دفعت إدارة أوباما تركيا إلى بذل المزيد من الجهد لإغلاق الحدود مع سوريا ومنع المقاتلين من «داعش» من العبور من وإلى تركيا.
وأهم نقاط الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة هي دفع واشنطن لإشراك الأكراد في المفاوضات السورية. وترى واشنطن أن الأكراد السوريين حققوا انتصارات لافتة للنظر ضد تنظيم داعش وأكدت مساندتهم، كما تعمل القوات الأميركية من قاعدة جوية في محافظة الحسكة التي يسيطر عليها الأكراد عند الحدود التركية العراقية.
في المقابل، ترى تركيا أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري هو منظمة إرهابية بسبب علاقاته مع حزب العمال الكردستاني. وتتخوف أنقرة من الأكراد السوريين الذين يسيطرون حاليا على مسافة 300 كيلومتر من الحدود السورية مع تركيا ويسعون لتعزيز سيطرتهم وإنشاء دولة كردية عند الحدود التركية السورية. وتثير أنقرة هذه القضية مع واشنطن باعتبارها قضية أمن قومي داخل تركيا.
واستبقت واشنطن الزيارة بإعلان إرسال تكنولوجيات جديدة لتأمين الحدود التركية السورية ضد «داعش»، تشكل معدات منطاد للمراقبة ومعدات تكنولوجية للكشف عن القنابل، ومساعدة تركيا في نشر 2500 جندي عند الحدود وتركيب حواجز وأسوار خرسانية.
واشنطن تتواصل مع أنقرة والرياض لإنقاذ محادثات السلام السورية
جو بايدن يزور تركيا.. ومحاولات دولية لتشكيل وفد معارض يستبعد الأسماء الخلافية
واشنطن تتواصل مع أنقرة والرياض لإنقاذ محادثات السلام السورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة