فابيان دلف.. طاقة يمكن أن تنفجر في مانشستر سيتي

رحيل توريه «المتوقع» بمجيء غوارديولا «الوشيك» فرصة ذهبية أمام اللاعب

أمام دلف فرصة تحقيق نجاح غير متوقع في مانشستر سيتي (أ.ف.ب)
أمام دلف فرصة تحقيق نجاح غير متوقع في مانشستر سيتي (أ.ف.ب)
TT

فابيان دلف.. طاقة يمكن أن تنفجر في مانشستر سيتي

أمام دلف فرصة تحقيق نجاح غير متوقع في مانشستر سيتي (أ.ف.ب)
أمام دلف فرصة تحقيق نجاح غير متوقع في مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

لم يكمل القادم الجديد الذي دفع فيه مانشستر سيتي 8 ملايين جنيه إسترليني سوى مباراة واحدة هذا الموسم، لكن مع تراجع أداء يايا توريه، من الممكن لطاقات القادم الجديد فابيان دلف أن تتفجر. وعندما اضطلع الآن برداو على قائمة أسماء فريق مانشستر سيتي السبت الماضي شعر أن فرصة فريقه كريستال بالاس سوف تكون كبيرة في ملعب الاتحاد. فقد قرر مانويل بيليغريني، حتى في ظل غياب قائد الفريق فينسينت كومباني، إعطاء راحة للاعبيه باكاري ساغنا ورحيم ستيرلينغ، والأهم يايا توريه، على الرغم من عدم استطاعة المدرب استدعاء فرناندينهو للمشاركة في وسط الملعب. قرر المدرب إشراك مارتن ديمشيليس في الدفاع منذ بداية المباراة، والشاب كاليتشي إيهيناتشو في الهجوم، والثنائي فيرناندو وفابيان دلف في وسط الملعب.
بالطبع، مع استمرار احتفاظ الفريق بلاعبين مثل سيرغيو أغويرو، الذي سجل هدفين ومرر الثالث، وديفيد سيلفا الذي سجل هدفا ومرر الثاني، وكيفين دي بروين الذي مرر هدفا، يتمتع الفريق المضيف بالأفضلية رغم أنه ليس هناك على الأرجح نجم للمباراة.
لفت دلف، الذي وقع عقدا الصيف الماضي، الأنظار وفاز بأفضل لاعب في المباراة بحصوله على 9.69 درجة، محققا أعلى درجة في مباراة من العيار الثقيل ليحلق فوق جميع أقرانه في الدوري الممتاز هذا الأسبوع.
وسجل لاعب وسط أستون فيلا السابق الهدف الأول أمام فريق كريستال بالاس بتسديدة بعيدة المدى جاء بعد أن استغل خطأ فادحا ارتكبه وين هينيسي حارس مرمى كريستال بالاس. إجمالا كانت مساهمة دلف مبهرة أكثر من جمال تسديدته في الشوط الأول. وبذلك استطاع لاعب المنتخب الإنجليزي إكمال التسعين دقيقة للمرة الأولي بقميص فريق سيتي، وخلال المباراة لمس الكرة 83 مرة، أقل بقليل من ديفيد سيلفا الذي لمس الكرة 94 مرة، وبمهارته في التنقل بسهولة بين إرجاء الملعب جدد دلف أداءه الذي تميز به عندما كان يلعب في أستون فيلا، وهو الأداء المهاري التي يفتقده فيلا حاليا. عانى دلف من إصابة شديدة بعد انضمامه لأستون فيلا بقليل قادما من ليدز، لكن بمجرد استقراره في النادي حصل على شارة الكابتن ونجح بأسلوبه في الحصول على إعجاب الجمهور. وأثرت إصابات مشابهة على بداية اللاعب بملعب الاتحاد، لكن يبدو أن اللاعب يحتفظ بمكان في قلوب جماهير سيتي، فالتزامه ومبادئه لا تختلف عن سلفه جيمس ميلنر. تغلب دلف بأدائه السبت الماضي على المشككين في قدراته، حيث نفذ ست مراوغات سحبت الفريق المضيف للأمام (رغم أن أيا من زملائه نجح في تنفيذها مرة واحدة فقط)، وقاد ثلاث هجمات وستة اختراقات شكلت كلها قدرا من الحماية لدفاع سسيتي المشكوك في قدراته.
لعب اللاعب البالغ 26 عاما بحرية كبيرة ربما للمرة الأولى منذ انضمامه للفريق. وعلى الرغم من بعض العروض المشجعة هذا العام، كانت تلك المرة هي الأولى لجماهير سيتي التي ترى فيها أفضل ما لدى لاعبها المنضم لناديهم الصيف الماضي. يمتلك دلف قدرات في وسط الملعب لا يمتلكها غيره في الفريق، على الرغم من أن أداء فرناندينهو قد تحسن كثيرا بعد الموسم الماضي المخيب للآمال.
في سن الثانية والثلاثين أصبح أداء توريه البطيء ظاهرا للجميع، ونجح دلف، الذي تعرض للسخرية من البعض منذ ستة شهور، رغم صفقة ضمه التي بلغت قيمتها 8 ملايين جنيه إسترليني فقط. تشبه رغبته في الحصول على الكرة والتحرك في كلا طرفي الملعب إلى حد كبير أداء توريه الذي يتعرض غالبا وبشكل مبرر لانتقادات لمجهوده الكبير في حماية المدافعين الأربعة في فريقه. ما زال توريه ضمن حسابات مانشستر سيتي الأساسية، لكن رغم تراجع تقييمه خلال الموسمين الماضيين، فقد حصل في آخر تقييم على 7.39 درجة، غير أن البعض يتعجب من أن عده التنازلي قد بدأ. ويبدو أن المجيء الوشيك لبيب غوارديولا لن يكون في صالحة أيضًا في ظل اعتبار مدرب بارين ميونيخ للاعب توريه رديفا أو فائضا عن متطلبات برشلونة عندما كان يدرب الفريق الكتالوني عام 2010.
وكان مدير أعمال توريه، ديميتري سيلوك، قد عبر عن قلقه بقوله: «لا أعلم شيئًا عن خطط غوارديولا، لكن بعدما حدث في برشلونة، فمن المقلق أن تتوقع أنه مع قدوم المدرب الجديد سوف يرحل يايا توريه، وهو الأمر الذي لا أتمناه ولا يتمناه يايا». وبعد أن وجه سيلوك انتقادات شديدة إلى غوارديولا، فمن غير المتوقع أن تكون هذه الانتقادات قد أفادت اللاعب». في حين يواصل بيليغريني في العمل الدءوب انتظارا لمجيء غوارديولا المرتقب، يترقب اللاعبون كذلك وصول مدرب البايرن الصيف القادم. وفي الوقت الذي يشعر بعض اللاعبين فيه بالخوف على مستقبلهم بالفريق، هناك آخرون بالفريق ممن تنتابهم الرغبة في لعب دور أكبر، يأتي دلف في مقدمة تلك المجموعة بكل تأكيد. ما ينبغي ملاحظته هو هل يستطيع لاعب قليل الخبرة مثل دلف الذي انضم لنادٍ كبير أن يثبت جدارته في عيون غوارديولا؟ بالفعل القلق في هذه الحالة أمر مشروع على اعتبار أن اللاعب تفوق في الماضي، لكن في نادٍ متواضع للغاية كان يصارع الهبوط والآن انتقل اللاعب قليل الخبرة إلى نادٍ كبير ذي طموحات كبيرة. لكن بكل تأكيد هناك بعض اللاعبين في الفريق يتوقون لتلقى تعليمات المدرب الجديد.
يحتاج دلف لأن يبني على ما حققه في بدايته الثالثة وظهوره العاشر مع مانشستر سيتي في الدوري الممتاز كي يقنع هؤلاء الذين يتشككون في قدراته، لكن اللاعب بكل تأكيد يتحين الفرصة لإثبات ذاته وجدارته للاحتفاظ بمكانه. فبعد أن نجح في تخطي مرحلة كان ينظر فيها على أنه سمكة كبيرة في حوض صغير إلى مرحلة اعتباره سمكة صغيرة وسط المحيط، فإن دلف يستحق الحصول على فرصة كي يثبت أنه بالفعل قادر على إحداث الفارق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».