المخابرات الإسرائيلية تتهم 5 فلسطينيين بالتخطيط لتفجير في تل أبيب

تتهم جواد حسن نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله بقيادتها

المخابرات الإسرائيلية تتهم 5 فلسطينيين بالتخطيط لتفجير في تل أبيب
TT

المخابرات الإسرائيلية تتهم 5 فلسطينيين بالتخطيط لتفجير في تل أبيب

المخابرات الإسرائيلية تتهم 5 فلسطينيين بالتخطيط لتفجير في تل أبيب

كشفت السلطات الإسرائيلية، أمس، عن ضبط خلية من مسلحين فلسطينيين، خططت لتنفيذ عمليات تفجيرية في تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية. وادعت السلطات أن من يقف وراء هذه الخلية هو جواد حسن نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله اللبناني.
وقال مكتب رئيس الحكومة، في بيان رسمي له، أمس، إن قوات الجيش والشاباك (جهاز المخابرات العامة)، قاما بمساعدة الشرطة بإحباط عملية إطلاق نار خططت لها هذه الخلية، قبل فترة قصيرة من محاولتها الانطلاق لتنفيذها. وقد تشكلت هذه الخلية في منطقة طولكرم.
وحسب البيان، فإن جواد نصر الله قام بتجنيد محمود زغلول (33 عاما)، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وهو، أي زغلول، فلسطيني من سكان طول كرم، كان قد أمضى أربع سنوات في السجن الإسرائيلي، بين أعوام 2001 و2005. وقد تلقى زغلول تعليمات من عنصر في حزب الله يدعى فادي، وجهه لفتح حساب بريد إلكتروني ليتلقى، من خلاله، تعليمات بتجنيد أفراد آخرين، وجمع معلومات من أجل تنفيذ عمليات مسلحة. وتلقت الخلية تعليمات بالقيام بالأنشطة التالية:
• إقامة قناة اتصال سرية لتلقي الأوامر بتنفيذ عمليات، عبارة عن إعداد أحزمة ناسفة، وانتحاريين، وجمع معلومات عن معسكرات تدريب إسرائيلية.
• جمع معلومات حول قوات الأمن الإسرائيلية التي تعمل في المنطقة. وطلب أفراد الخلية من حزب الله المساعدة في الحصول على أسلحة وأموال من أجل تنفيذ العملية.
وقد حوّل حزب الله 5 آلاف دولار إلى الخلية، من أجل دفع التحضيرات لتنفيذ العملية. وقام عضوا الخلية، محمد مصاروة (20 عاما)، وأحمد أبو العز (20 عاما)، بشراء سلاح من قائد الخلية محمود زغلول، لكن تم اعتقالهما قبل أن يتمكنا من تنفيذ عملية إطلاق نار على قوات الجيش الإسرائيلي، وكان بحوزتهما عند اعتقالهما السلاح الذي كانا ينويان استخدامه في تنفيذ العملية، وهو من نوع «كارلو» وجرى تسليم السلاح أثناء التحقيق.
وتضم الخلية أيضا كلا من: رباح لبدي وهو من مواليد عام 1987، من سكان قرية زيتا قضاء طول كرم، وكان قد سجن في إسرائيل في الأعوام 2002 - 2007 و2008 – 2011.. ومحمد زغلول، من مواليد 1996، ومن سكان القرية نفسها.
واعتبرت إسرائيل هذه الخلية «محاولة أخرى قام بها حزب الله لتنفيذ عملية إرهابية في إسرائيل، جرى إحباطها». وأشارت بإصبع الاتهام إلى الوحدة 133 التابعة لحزب الله «التي تسعى، منذ سنوات، إلى إقامة بنية تحتية للإرهاب في الضفة الغربية، لكنها لم تنجح في ذلك. فحزب الله يحاول استغلال موجة العنف التي تواجهها إسرائيل في الآونة الأخيرة للعمل على تأجيج الخواطر، والتحريض، واستغلال الجمهور الفلسطيني، وإغراء الشبان الفلسطينيين ليقوموا بعمليات إرهابية نيابة عنه، مقابل المال». وقال بيان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن حزب الله يقوم بتجنيد الخلايا المسلحة، وإرسال أوامر لها بشكل سري، من خلال الإنترنت، بهدف تنفيذ عمليات عن بعد.
وأكدت السلطات الإسرائيلية أنه تم تقديم لوائح اتهام بحق المذكورين أعلاه إلى المحكمة العسكرية في الضفة الغربية، حيث نسبت إليهم تهم العضوية في تنظيم محظور، والتخابر، وإدخال أموال العدو إلى البلاد، والتآمر على ارتكاب عملية قتل، والاتجار بالمعدات الحربية، والتآمر على تنفيذ عملية إطلاق نار، وتشويش الإجراءات القانونية. وذكرت أن أجهزتها تمكنت من الكشف عن نشاط حزب الله المكثّف في الضفة الغربية، منذ الصيف الماضي. وأضافت أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قد لاحظت نشاطا مكثّفا لمسؤول حزب الله، قيس عبيد، لتجنيد عناصر جديدة لخدمته بواسطة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية، علما بأن هذه الكتائب تعتبر الجناح العسكري لحركة فتح، التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
الجدير ذكره أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، اعتبر حزب الله «أكبر خطر على أمن إسرائيل». وقد فوجئ الإسرائيليون بكلماته هذه عندما أطلقها أول من أمس أمام مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب. وعند نشر المعلومات المشار إليها عن الخلية الجديدة تبددت علامات الاستفهام، وعرفوا أنه يقصد هذه الخلية بالذات كرافعة لهذه الأخطار.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».