شرطة عدن تمنع تجول الدراجات النارية وتواصل إجراءاتها الأمنية المشددة

تعيين العقيد الحالمي مديرًا لأمن لحج واليزيدي مديرًا لعدن الصغرى

شرعت القوات الأمنية باحتجاز العشرات من الدراجات النارية وإيداعها مبنى الأمن العام (أ.ف.ب)
شرعت القوات الأمنية باحتجاز العشرات من الدراجات النارية وإيداعها مبنى الأمن العام (أ.ف.ب)
TT

شرطة عدن تمنع تجول الدراجات النارية وتواصل إجراءاتها الأمنية المشددة

شرعت القوات الأمنية باحتجاز العشرات من الدراجات النارية وإيداعها مبنى الأمن العام (أ.ف.ب)
شرعت القوات الأمنية باحتجاز العشرات من الدراجات النارية وإيداعها مبنى الأمن العام (أ.ف.ب)

كشف مصدر مسؤول في إدارة أمن عدن، لـ«الشرق الأوسط»، عن تمكن القوات الأمنية الحكومية والمقاومة الجنوبية من العثور على سيارة مشتبه بضلوعها في تفجيرات بوابة منزل العميد الركن شلال علي شائع بمدينة التواهي بالعاصمة عدن مطلع الأسبوع الحالي.
وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت، وتسببت في قتل وجرح العشرات من مرافقي مدير أمن عدن، أغلبهم من المدنيين السالكين للطريق العام، بينهم طفل وامرأة. وتواصل القوات الأمنية بالعاصمة المؤقتة عدن فرض إجراءاتها الأمنية المشددة وتعقب المسلحين وسط حملات دهم مستمرة لأوكار مطلوبين ومتشددين وفرض حظر التجوال. وشرعت القوات الأمنية، بالتعاون مع إدارة مرور عدن، أمس وأول من أمس، باحتجاز العشرات من الدراجات النارية وإيداعها مبنى الأمن العام بحي خور مكسر وسط العاصمة عدن، بعد تكرار استخدامها كوسائل رئيسية لتنفيذ عمليات إرهابية وإجرامية شهدتها العاصمة المؤقتة خلال الفترة الأخيرة.
وكانت القوات الأمنية قد شنت حملات مداهمة لعدد من أوكار المسلحين في مدن البريقة والتواهي والمعلا وكريتر، أسفرت عن اكتشاف عدد من معامل صناعة السيارات والمتفجرات والعبوات الناسفة، آخرها مداهمة خلايا للمخلوع صالح بمدينة صيرة أول من أمس، وقبلها معمل للسيارات المفخخة بمدينة البريقة غرب العاصمة عدن، وقبلها ضبط عدد من المتفجرات والعبوات الناسفة في المعلا والتواهي، وسط تشديد أمني لافت وتعاون والتفاف شعبي من السكان المحليين بالمدينة.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب أن السلطات بالعاصمة المؤقتة عدن بدأت في إعداد 4 آلاف من المقاومة من المقرر دمجهم في الجهاز الأمني للدولة، مشيرا إلى أن تلك القوة سيتم توزيعها على مدن ومديريات عدن.
وأوضح اللواء عرب أن قرار منع استخدام الدراجات النارية في شوارع المدينة يأتي في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية وتنفيذ الخطة الهادفة، مؤكدا أن السلطات الأمنية في عدن تحتاج إلى مزيد من الجهد والتكاتف وتوفير السلاح للأجهزة الأمنية، وهذا يتم بالتنسيق والتعاون مع قوات التحالف العربي العاملة والموجودة في عدن.
وعلى صعيد متصل، أصدر اللواء عرب، أول من أمس، قرارا وزاريا قضى بتعيين العقيد عادل أحمد علي الحالمي مديرا عاما لأمن محافظة لحج خلفا لمدير الأمن السابق العميد حسن عبس. والعقيد الحالمي هو قيادي بارز في الحراك الجنوبي، وطيار سابق في الجيش الجنوبي المسرح من قبل نظام المخلوع صالح. كما يعد من أبرز قادة المقاومة الجنوبية بالعاصمة المؤقتة عدن، وقاد جبهة الممدارة شمال شرقي عدن في حرب مارس (آذار) 2015 التي شنتها ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على عدن.
وتنتظر مدير أمن لحج الجديد مهام كبيرة في ظل الفراغ الأمني الذي تعيشه المحافظة وسيطرة الجماعات المسلحة على أجزاء كبيرة من لحج، بما فيها تبن وصبر ومدينة الحوطة عاصمة المحافظة، وغياب سلطة الدولة على المدينة، وخروج مراكز الشرطة عن العمل جراء الدمار الشامل الذي أحدثته الميليشيات بالبنى التحتية والمرافق الخدمية.
من جهته، أصدر محافظ عدن، رئيس اللجنة الأمنية، اللواء عيدروس الزبيدي، قرارا إداريا قضى بتعين القيادي بالمقاومة الجنوبية هاني اليزيدي مديرا عاما لمدينة البريقة (عدن الصغرى). وحظي قرار المحافظ بارتياح وترحيب السكان المحليين، كون اليزيدي من الشخصيات المناضلة والفاعلة في خدمة المدينة، ولعب دورا بارزا في قيادة الجبهات والتصدي للميليشيات الغازية لعدن وتعقب المسلحين المطلوبين وكشف معامل لصناعة السيارات المفخخة والمتفجرات والعبوات الناسفة واستتباب الأمن والاستقرار في المدينة المهمة التي تحتضن ميناء الزيت ومصافي النفط ومرافق حكومية مهمة.
ودشن اليزيدي عمله بوضع حجر الأساس لمشروع مياه منطقتي فقم وعمران الساحليتين في عدن الصغرى، والممول من قبل الهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة، موضحا أن المشروع يعد من أهم المشاريع الأساسية في المديرية، وتنفيذه سيحل مشكله المياه في المنطقتين اللتين ظلتا تعانيان من عدم توافر المياه لفترة طويلة.
إلى ذلك، دُشنت أمس الأربعاء في معسكر اللواء 115 في لودر بمحافظة أبين شمال شرقي العاصمة عدن عمليات التجنيد والتدريب للمستجدين من عناصر المقاومة الجنوبية بمنطقة لودر، تحت قيادة العميد عبد الله حسين الطاهري، وبحضور قيادات أمنية وعدد من المسؤولين بالسلطة المحلية بالمحافظة. وتشير المصادر إلى أنه سيكون من أهم أولويات اللواء تأمين محافظة أبين واستكمال تحرير مديرية مكيراس الحدودية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».