التطوير العقاري والأيدي المدربة أبرز متطلبات السوق السعودية

منع امتلاك الأراضي الشاسعة غير المستغلة أحد اقتراحات المختصين

التطوير العقاري والأيدي المدربة أبرز متطلبات السوق السعودية
التطوير العقاري والأيدي المدربة أبرز متطلبات السوق السعودية
TT

التطوير العقاري والأيدي المدربة أبرز متطلبات السوق السعودية

التطوير العقاري والأيدي المدربة أبرز متطلبات السوق السعودية
التطوير العقاري والأيدي المدربة أبرز متطلبات السوق السعودية

رغم إسهام فرض رسوم الأراضي البيضاء بصورة ملحوظة في كبح أسعار العقار بشكل عام في السعودية، فإن عددا من العقاريين المحليين كشفوا عن مقترحات عدة تسهم في انخفاض أكبر، مؤكدين أن صداها سيتجاوز الـ25 في المائة كحد أدنى، منها منع امتلاك الأراضي غير المستغلة منذ فترة طويلة، خصوصا ذات المساحات الشاسعة، إضافة إلى ضخ أعداد كبيرة من العمالة الماهرة المتخصصة في قطاع الإنشاءات، ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وتسهيل امتلاك الجميع منازل دون مزايدات متوقعة ودفع أموال طائلة لمواجهة الارتفاعات التي اصطنعها التجار.
وأشار المختصون إلى أن تدخل الدولة بقرارات إدارية صارمة للمتلاعبين أشد أثرا من دخولها بأموال طائلة قد تلقي بظلالها وتنعكس بشكل غير مباشر على ارتفاع الأسعار بالنسبة، لمن لم تتح له فرصة التملك عن طريق المشروعات الحكومية.
وقال ياسر المريشد المستشار العقاري، إن «السوق العقارية السعودية تحتاج إلى ضغط وعقوبات صارمة من قبل الحكومة على المزايدين، وإن فرض قرارات حازمة تجاه السوق أمر مهم من أجل ضبط الأسعار وإعادتها إلى طبيعتها، وهو أشد أثرًا من تدخل الحكومة بأموال طائلة لشراء وحدات سكنية أو تطوير أراضٍ بيضاء بأسعار مرتفعة».
ولفت إلى أن السوق وخلال السبع سنوات الأخيرة، وتحديدا بعد الانخفاض الشهير للأسهم السعودية، ارتفعت قيمته إلى ما يزيد على 60 في المائة، نتيجة المزايدات وتدوير التجار العقارات فيما بينهم، وأن هذا السبب من أكثر الأسباب التي أثرت على ارتفاع قيمة العقار، وأن القيمة الحقيقية للقطاع العقاري هي أقل من نصف الأسعار المفروضة الآن.
وأضاف: «الأسعار وصلت إلى مستوى لا معقول من الارتفاع، والشريحة العظمى من المواطنين لا تستطيع توفير السكن المناسب من دون التمويل الحكومي، مما يعني فجوة كبيرة بين أسعار العقار وقدرة المشترين، على الرغم من توافر مساحات شاسعة ونهضة اقتصادية عظيمة يعيشها البلد، إلا أن إقبال المشترين يبقى ضعيفا نتيجة تحليق الأسعار عاليا».
يشار إلى أن الحكومة تدخلت بشكل كبير في ضبط أسعار السوق عبر فرض عدد من القرارات الصارمة، أهمها فرض رسوم على الأراضي البيضاء، وتقنين منح القروض العقارية، وساهمت بذلك في كبح جماح السوق، إلا أن هناك مجموعة مقترحات من مختصين يوصون بها لرفع نسبة الانخفاض لتصل إلى مستواها الحقيقي.
وفي صلب الموضوع، أكد إبراهيم العبيد الخبير العقاري، أن قرار إصدار الرسوم الأراضي، خفض حتى الآن ما يزيد على 10 في المائة على أقل تقدير، خصوصًا في المدن الكبرى التي تعاني من مساحات شاسعة متوقفة، مما يعني أن فرض المزيد من التضييق على المتلاعبين سيكون أشد أثرًا من دخول الدولة كمنافسة للمستثمرين الذين يضيق حولهم الخناق يومًا بعد آخر، ورضخوا لواقع السوق وخفضوا الأسعار، كل ذلك وفرض الرسوم لم يطبق حتى هذه اللحظة، ويتوقع أن تزيد هذه النسبة فور تطبيق الرسوم على أرض الواقع.
وحول أصداء فكرة فرض رسوم على الأراضي البيضاء، أكد العبيد أن فرض رسوم على الأراضي البيضاء فكرة ممتازة، خصوصا أن نسبة الـ2.5 في المائة مناسبة جدًا وتضغط بشكل كبير على من يمتلك مساحات شاسعة، شرط أن تجري مراقبة الأسعار بلجان متخصصة لمنع تحميل المواطنين الرسوم المدفوعة عبر زيادة الأسعار أكبر مما هي عليه، أو حتى ارتفاع قيمة أدوات البناء والتشييد التي لامست مستويات كبيرة من الزيادة هي الأخرى، مبشرًا بأن القطاع العقاري يشهد انخفاضات متتالية، وأن مزيدًا من الضغط الحكومي بالقرارات سيكون له أثر كبير على حال السوق.
وكانت الدولة قد أصدرت قبل نهاية العام الماضي إليه فرض رسوم على الأراضي البيضاء وهو ما استبشر به المواطنون كثيرًا وتناقلوه في مواقع التواصل الاجتماعي، وألقى بظلاله إيجابا على حال القطاع العقاري، عبر انخفاض طفيف في الأسعار في القطاعات العقارية كافة، خصوصًا قطاع الأراضي البيضاء التي شهدت النسبة الأكبر من الانخفاض، وإحجامًا كبيرًا على الطلب سينعكس بشكل أو بآخر على الأسعار عاجلاً أم آجلاً، رغم عدم تطبيقه حتى الآن.
وحول المقترحات الأخرى التي من الممكن أن يكون لها أثر في خفض أسعار العقار، أثار محمد السعيدان، المستثمر العقاري، فكرة توفير العمالة المدربة بأعداد كبيرة وبأسعار متداولة، لافتا إلى أن من أهم أسباب ارتفاع أسعار العقار هو ارتفاع الأيدي العاملة كافة من بنائين وكهربائيين وغيرهم، بسبب ندرتهم وقلة خبرة معظمهم، الذين يأتون إلى التدرب هنا على منازلنا دون أدنى محاسبة، مستشهدا بذلك البناء التجاري الذي يعرف برداءته وعدم امتلاكه أدنى مقومات البقاء.
جدير بالذكر أن السعودية كانت تعاني منذ سنوات عدة نقصا في أعداد العمالة الماهرة، لكن هذا النقص قد يزداد خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن مجموعة كبيرة من الشركات لم يسعفها الوقت لتصحيح أوضاع عمالتها التي غادرت قبل قرابة العامين؛ مما يعني غياب شريحة لا يستهان بها من العمالة، ويعكس فجوة مستقبلية في أعداد هذه العمالة المتخصصة في إعمار المنشآت، مما قد يلقي بظلاله سلبا على أداء المقاولات محليا.
وأضاف السعيدان أن العمالة الماهرة التي تعمل محليا الآن لا تتجاوز ربع أعداد العمالة العاملة في قطاع التشييد كافة، مبينا أنه على الرغم من كل هذا فإن هناك نقصا كبيرا في أعدادهم، دفع بأسعار خدماتهم إلى مبالغ كبيرة، وتوفيرهم العمل هنا بشكل كبير سيضغط على الأسعار إلى الانخفاض.
ويشهد قطاع البناء في السعودية طلبا متزايدا في دولة تعيش ازدهارًا في قطاع الإنشاءات، خصوصًا للمشروعات الحكومية الكبرى، وفي ظل الإعلان عن المشروعات الكبرى التي تزيد الطلب على العمالة، إلا أن السوق كانت وما زالت تعاني قلة العمالة الماهرة المؤهلة، كما أن المهلة التصحيحية ستزيد ندرتهم إلى حد كبير، نتيجة ترحيل العمالة المخالفة، في الوقت الذي يجب فيه زيادة أعدادهم لمواجهة الطلب المتزايد عليهم.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».